قُدس الإخبارية: نشر موقع هيئة البث الإسرائيلية، تقريرا مصورا، حول محاولة دولة الاحتلال الإسرائيلي منع الرئيس العراقي السابق صدام حسين من الحصول على السلاح النووي، وقد تضمن التقرير معلومات تنشر لأول مرة.
وأشار التقرير إلى أنه بسبب الطموحات النووية للرئيس صدام حسين، قام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي في حينها مناحيم بيغن بطلب إعداد تقرير شامل لبحث تهديدات صدام حسين، لأن حصوله على قدرة عسكرية نووية له أهمية كبيرة ويشكل تهديدا وجوديا على "إسرائيل".
وبحسب التقرير، جرى الاتفاق بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك وصدام حسين، على أن تقوم فرنسا ببناء مفاعل نووي مماثل لمفاعل نووي ذو أهداف علمية فيزيائية، وما كان واضحا بالنسبة للإسرائيليين، أن حسين لم يكن يرغب باستخدامه لأغراض علمية وإنما كانت لديه أهداف عسكرية.
لقد كان الإسرائيليون يعلمون أن هناك تهديدا عراقيا، لذلك قاموا ببذل جهودهم من أجل منعه من الحصول على مفاعل نووي، وطلبت "إسرائيل" من ضباط عسكريين لديها بوضع خطة وجمع معلومات حول كيفية التعامل مع المفاعل النووي العراقي، يوضح التقرير العبري.
وبيّن التقرير أن "إسرائيل" كانت تعلم أن التواصل بين فرنسا والعراق يتم عبر جهاز التلكس، وقامت بجمع كافة الرسائل المتبادلة بين الطرفين، وجندت عناصر من دول مختلفة لصالحها وتواصلت مع منظمات دولية من أجل الحصول على صورة متكاملة بخصوص المفاعل العراقي، حتى وصلت بالفعل إلى المخطط الأساسي للمفاعل.
وتابع التقرير: "في إبريل 1979، حدث انفجار بمعمل بمعمل سان سورمير بمدينة سان الفرنسية المطلة على البحر، وتبين لاحقا، أن عددا من الأشخاص تمكنوا من الدخول للمعمل بعدما افتعلوا حادث سير أمام مدخله، وزرعوا العبوات المتفجرة هناك، ليحدث انفجار بالمكان كان يهدف إلى تدمير أجزاء من المعدات الخاصة بالمفاعل النووي العراقي، لكنها لم تفلح سوى بإلحاق أضرار بسيطة فيه".
وعلى الرغم من الانفجار، كانت نواة المفاعل النووي العراقي جاهزة لإرسالها لبغداد، وكان صدام مصرا على عدم استلامها رغم وجود ضرر فيها، وحاول الإسرائيليون التدخل لتأخير الأمر، وأرسلوا له رسائل على أنها من علماء، وتم تأخير استلام النواة لأشهر، يكشف التقرير.
ومع إصرار العراق على الحصول على مفاعل نووي، استمرت "إسرائيل" في عملها باستهداف واغتيال شخصيات مهمة وذات علاقة رئيسية بالمفاعل النووي العراقي، ورغم ذلك طلب صدام حسين الإسراع في الحصول على ما يريد، وقد عمل جهاز الموساد، بالتعاون مع الوحدة 8200 في جيش الاحتلال واستخبارات دول مجاورة، بالبحث في إمكانية تدمير المفاعل النووي العراقي من خلال الاستهداف الجوي.
وفي الثمانينات، اندلعت الحرب العراقية الإيرانية، وكان الإسرائيليون يأملون في أن تشغل الحرب صدام جسين عن المفاعل النووي، إلا أنها لم تفعل، وطلب الرئيس العراقي إعادة بناء المفاعل النووي.
ويختم التقرير: "بعد انتهاء الحرب، عمل صدام حسين على صناعة صواريخ قادرة على الوصول إلى تل أبيب، وقامت "إسرائيل" بالرد من خلال اغتيال العلماء القائمين على تصنيع الصواريخ بعيدة المدى، ولكن حسين استمر في محاولة تحقيق هدفه، وقصف تل أبيب بعشر صواريخ".