رام الله - خاص قدس الإخبارية: شهدت الآونة الأخيرة انخفاضاً ملحوظاً في أسعار الدولار/ شاقل وهو ما فتح باباً للتساؤل عن الأسباب والتداعيات وأبرز التوقعات بشأن أسعار الصرف المتوقعة للدولار أمام عملة الشاقل في ظل الانخفاض الكبير في أسعار صرفه.
ولفترات طويلة كانت أسعار الصرف تتأرجح صعوداً وهبوطاً ما بين حاجز 3.5 شاقل لكل دولار إلى 3.90 شاقل لكل دولار في أفضل الأحوال، حيث كانت أسعار الصرف تستقر بين الحاجزين تارة باتجاه الصعود وتارة أخرى نحو الهبوط.
ومع هبوط سعر صرف الدولار إلى حاجز 3.18 شاقل في سابقة هي الأولى منذ 20 عاماً سعى المصرف المركزي الإسرائيلي إلى تثبيت سعر الصرف عند هذا الحد ووقف النزيف خشية على الصادرات الإسرائيلية عبر سلسلة من الإجراءات.
وبحسب مراقبون فإن الشاقل ارتفع أمام الدولار بنسبة 8% من 3.49 شاقل بنهاية 2019 إلى 3.21 شاقلاً نهاية 2020.
في السياق، قال الصحافي والاقتصادي محمد خبيصة إن من أبرز الأسباب الجديدة التي ظهرت مؤخرًا، وأدت إلى انخفاض سعر الدولار هي سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ الأميركي، ما أدى إلى تراجع الدولار في التعاملات.
وذكر خبيصة لـ "شبكة قدس" أنه ورغم إعلان الاحتلال الإغلاق الشامل لمواجهة تفشي كورونا إلا أن حملة التطعيمات الناجحة ضد فيروس كورونا، ساهمت بشكل كبير في زيادة قوة الشاقل أكثر خلال الأيام الماضية أمام الدولار.
وعن المستفيدين من انخفاض الدولار علق خبيصة قائلاً: "المستفيدون هم الذين يستهلكون السلع التي تأتي من الخارج، والمستوردة بعملة الدولار الأمريكي، خصوصا السلع ذات الأسعار المرتفعة مثل السيارات، والأجهزة الكهربائية وغيرها".
وأشار المختص في الشأن الاقتصادي إلى أن الذين لديهم مستحقات مالية، أو مدفوعات بعملة الدولار الأمريكي دون وجود التزام ما بين المقرض، والمقترض من ناحية وجود حد أدنى وأعلى لأسعار الصرف، سيكونون مستفيدين من تراجع الدولار.
أما المتضررون من تراجع الدولار، أوضح خبيصة أنهم الفئة التي تكون إيراداتها بالدولار، ومصروفاتها بالشاقل، بحيث كل 1000 دولار تكون الخسارة 110 دولار، بعد تراجع أسعار الصرف.
وبخصوص إمكانية ارتفاع الدولار مع تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكم، أفاد خبيصة، أن الدولار الأميركي ينتظر أي مؤشرات حقيقية على تعافي الاقتصاد، وليس بالأمور السياسية على نحو الخصوص.
وأضاف: "في المرحلة الحالية، صعود الدولار، مرتبط أكثر بأي مؤشرات تظهر على الأسواق الأمريكية ولو رفع بسيط لنسبة الفائدة"، مشيرًا إلى أن مؤشر الدولار الأمريكي متراجع لأدنى مستوى له منذ أكثر من 4 سنوات.
ولفت إلى أن السياسة المالية الأمريكية بحاجة إلى سلسلة قرارات من أجل تعافي العملة من لمواجهة الأسباب التي كانت سائدة على مدار العام الأخير مثل كثرة التعامل بالدولار وحجم الفائض في العملة.
من جانبه، قال المختص في الشأن الاقتصادي جعفر صدقة إن من أسباب انخفاض سعر صرف الدولار/ شاقل هي الأزمة الأمريكية السياسية بعد الانتخابات الأمريكية وتأثيرات جائحة كورونا على الاقتصادي العالمي والأمريكي تحديداً.
وأضاف صدقة لـ "شبكة قدس": "غالباً الدولار في حال ارتفع أو انخفض هناك قسم رابح وآخر يخسر بسبب غياب العملة الوطنية في فلسطين ونتعامل بثلاث عملات أخرى مثل الدينار والدولار والشاقل"، مبيناً: إن إذا انخفض الدولار فإن عدد المستفيدين أكثر من المتضررين.
وبين المختص صدقة أن الغالبية العظمى مستفيدة كونها تتلقى رواتبها بالشاقل والتزاماتها المالية أو الديون بعملة الدولار، مبيناً أن هذه الفئة التي تشكل جزءاً كبيراً تحتاج إلى شاقل أقل لشراء عملة الدولار مقارنة بما كانت تحتاجه في السابق.
وبين أنه بالنسبة للفلسطينيين، فإن كلفة الاستيراد من الخارج تقل وهو ما من شأنه أن يخفض الأسعار على صعيد المستهلكين عند عملية الشراء، لافتاً إلى أن الحكومة والجهات الفلسطينية الرسمية غير متضررة أو مستفيدة من حالة الانخفاض التي وصلت إليها عملة الدولار.
ونوه صدقة إلى أن الأمور في أمريكا تتجه إلى الاستقرار وتراجع الدولار وصل إلى الحد الأدنى خلال الفترة الأخيرة، مضيفاً: "مع تسلم بايدن للسلطة في واشنطن وطي صفحة دونالد ترامب وما رافق ولايته من أزمات اقتصادية فإن الأرجح أن يميل الدولار للارتفاع بوتيرة ليست سريعة مع بقاء تأثيرات جائحة كورونا مسيطرة على الاقتصاد الأمريكي.
واستكمل قائلاً: "التأثيرات العالمية على الدولار هي أكبر من الأثر الذي قد يحدثه تدخل البنك المركزي الإسرائيلي كما حدث خلال الأسبوع الأخير حينما قام بشراء 4.4 مليار دولار من أجل وقف نزيف الدولار أمام الشاقل كونه يضر بالمصدرين الإسرائيليين".