غزة - خاص قدس الإخبارية: انتهت مناورة الركن الشديد الكبرى التي أجرتها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة والتي تضم 12 فصيلاً عسكرياً في سابقة هي الأولى من نوعها منذ عقود، رغم التجارب السابقة في تنفيذ العمليات المشتركة خلال سنوات الانتفاضة.
ميدانياً تبدو الفصائل في فسحة من أمرها بعد تكلل المناورة بنجاح رغم العقبات التي واجهتها قبل التنفيذ والتي كان أبرزها محاولة العبث الإسرائيلي في الساحة الغزية عبر قصف مركز طال أهدافاً ومنشآت مدنية ذات طابع اقتصادي.
وشعبياً فأكدت الحاضنة الشعبية لقوى المقاومة المؤكد عبر الالتفاف الشعبي والجماهيري وراء سلاح المقاومة وطريقها بعيداً عن أي تجاذب سياسي مرتهن بالخلافات، فيما لم تغب بعد أصوات النشاز عن المشهد كما المعتاد.
الفريد في هذه المناورات هو أنها تعتبر الأولى من نوعها على صعيد قوى المقاومة الفلسطينية وتحديداً في قطاع غزة حيث تمت بشكل موحد ومشترك بمشاركة مختلف التشكيلات العسكرية والوحدات التابعة لها على صعيد الصواريخ والقذائف والضفادع البشرية والطائرات المسيرة.
أما دلائل هذه المناورة فهي العمل المشترك الموحد وتفعيل حقيقي للغرفة المشتركة لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي محتمل بجهد مشترك تحت لواء هذه الغرفة بعيداً عن المشاركات الفريدة، وهو أمر يخشاه الاحتلال كثيراً كونه يحقق نتائج فعالة بالنسبة للمقاومة.
أما المختلف، فهو كيف تابع الاحتلال هذه المناورات وكيف سيتعامل معها، رسمياً فإن التعليقات سياسياً وعسكرياً كان مختفياً عن الأنظار فيما يبدو أنه مراقبة بصمت بعيدة عن وسائل الإعلام، أما المراقبون العسكريون والمعلقين فقد تابعوا باهتمامٍ شديد ما جرى وأكدت ذلك بعضاً من التعليقات التي كانت خارج مقص الرقيب العسكري.
وركز هؤلاء على التطور الكبير في الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، حيث تعتبر هذه الغرفة جامعة لكافة الأذرع المسلحة للفصائل الفلسطينية وهي إشارة إلى إمكانية تحولها مستقبلاً إلى ناوة للجيش الفلسطيني، فيما طرح البعض أسئلة عن إمكانية تغير السلوك الإسرائيلي في التعامل مع حركة حماس وفصائل المقاومة، في حين رأى البعض الأخر أن المناورات العسكرية التي نفذتها فصائل المقاومة هدفت لإيصال رسائل للدول العربية التي طبعت علاقاتها مع "إسرائيل"، وكذلك جاءت كرد على التدريبات التي قام بها جيش الاحتلال للسيطرة على قطاع غزة واحتلاله.
أما ميدانياً وعلى أرض الواقع، فتبدو المقاومة على موعد مع جولات من التصعيد ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يبدو منزعجاً من قبل المناورة وحاول بطرق مباشرة وغير مباشرة تملثت في إيصال رسائل عبر أطراف عدة أملاً في منعها وهو ما فشل في تحقيقه.
وتبدو إمكانية التصعيد قائمة مع محاولات الابتزاز الإسرائيلي لقوى المقاومة وتحديداً حركة حماس التي تحتفظ عبر جناحها العسكري كتائب القسام منذ الحرب الأخيرة على غزة عام 2014، وربط الملف بإدخال اللقاحات إلى القطاع.
ومع بقاء هذا المشهد فإن المقاومة لن تسمح للاحتلال بذلك وهو ما أكدته عدة تصريحات لشخصيات محسوبة على هذه الفصائل كان أبرزها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وقيادات أخرى بالإضافة لشخصيات من الجهاد الإسلامي.
وهو ما يعني بالضرورة أن الاحتلال قد يذهب لجولة تصعيد جديدة مع غزة أملاً في تغيير قواعد الاشتباك والتي يرى الاحتلال في المناورة الأخيرة تغييراً فيها كونها تمت في وضح النهار وتحت رصد طائراته وأجهزة تجسسه التي أطلقها.
أما المقاومة هي الأخرى فستواصل العلم على زيادة التنسيق وتطوير القدرات في شتى المجالات على صعيد القدرة الصاروخية وحتى الضفادع البشرية التي يتأهب الاحتلال منها كثيراً خشية من تنفيذ هجمات بحرية، أما الطائرات المسيرة فيبدو الاحتلال متأهباً منها حيث سبق وأن استخدمتها المقاومة سابقاً في جولات الحروب والتصعيد المختلفة منذ عام 2014.