غزة - خاص قدس الإخبارية: تعكس مناورة الركن الشديد التي تنفذها قوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضمن الغرفة المشتركة التي تضم مختلف الأجنحة العسكرية؛ تطوراً عسكرياً وعملياتياً واضحاً خلال السنوات الأخيرة.
وتبدو هذه الخطوة الفريدة من نوعها مفاجئة للكثير من المراقبين سواء محلياً أو إقليمياً وحتى على صعيد الاحتلال الإسرائيلي كون هذه المناورة جاءت بشكل علني وبتنسيق مشترك مع مجمل الأذرع العسكرية العاملة في القطاع.
وتحمل هذه المناورة رسائل وأبعادا عسكرية بالإضافة إلى شق سياسي يسعى من خلالها المناورون إلى إيصاله سواء للإقليم أو حتى الاحتلال الذي هدد مؤخراً القطاع عدة مرات محلاولاً ابتزازها باللقاح الخاص بفيروس كورونا مقابل الجنود الأسرى.
وشهدت المناورة العسكرية "الركن الشديد" استخداماً لصواريخ بعيدة المدى ومتوسط المدى وقصيرة المدى جرى إطلاقها تجاه عرض بحر قطاع غزة، وحضور لأسلحة مثل الطائرات المسيرة والحوامات وألغام بحرية تشمل حضوراً للضفادع البشرية.
ويجمع مراقبون للشأن السياسي الفلسطيني أن المناورة ذات دلائل سياسية وعسكرية تسعى المقاومة من خلال غرفة عملياتها المشتركة لإيصالها سواء للدول التي سلكت مسار التطبيع مع دولة الاحتلال أو للجبهة الداخلية فيها بالإضافة للحاضنة الشعبية للمقاومة.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني إن مناورة الركن الشديد هي مناورة عسكرية دفاعية بامتياز، تحاكي مجموعة من السيناريوهات وآلية التعاطي مع كل سيناريو عسكرياً وأمنياً وإعلامياً وحكومياً.
وأضاف الدجني لـ "شبكة قدس": "حاكت هذه المناورة سيناريو عمليات إنزال بري وبحري وجوي لقوات خاصة إسرائيلية، وكيف تتعاطى فصائل المقاومة مع كل عملية إنزال على حدى، وذلك لفحص جاهزية الجبهة الداخلية، وكذلك حجم التنسيق بين فصائل المقاومة والحكومة في قطاع غزة، وكذلك فحص جاهزية الجهاز الصحي للتعاطي مع إخلاء المصابين والشهداء".
واعتبر الدجني أن الرسائل التي تسعى إليها تتمثل في رسالة الوحدة الوطنية لفصائل العمل الوطني والإسلامي، ورسالة الردع، والتي باتت ضمن استراتيجية المقاومة بحيث يهدف الردع إلى تثبيت قواعد اشتباك دون الدخول في معارك، بما يرسخ وعيا جمعيا لدى المجتمع الإسرائيلي وقادته أن غزة ليست نزهة.
وتابع قائلاً: "تهدف المناورة إلى رفع الروح المعنوية للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، وتعزيز ثقافة المقاومة بين الأجيال، وفحص جهوزية المقاومة وآليات التنسيق الميداني بين الأجنحة العسكرية المختلفة، والحكومية".
وأشار الكاتب والمحلل السياسي الدجني إلى أن المناورة تأتي رداً على مناورة الاحتلال قبل عدة أسابيع، وتأتي ضمن إطار الحرب النفسية لمشاغلة العدو، مستطردا: "هذه المناورة العسكرية تأتي في توقيت سياسي بالغ الحساسية حيث تتشابه الأيام، وتتقاطع الأحداث".
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو إن مناورة الركن الشديد تبعث برسائل واضحة تعكس تقدم المقاومة وأنها لم تعد كما كانت في السابق وأن مستقبلها لن يكون كحاضرها وهو ما يعني التطور الدائم سواء عسكرياً أو حتى على صعيد التنسيق المشترك.
وأضاف عبدو لـ "شبكة قدس": "هذا التدريب المشترك هو الحدث الأول من نوعه بين قوى المقاومة على أرض غزة، وأهم ما يراقبه الاحتلال هو الصواريخ الثقيلة ذات المدى الواسع التي طورتها فصائل المقاومة في غزة بشكل كبير".
وأشار إلى أن الاحتلال يتخوف كثيراً من سلاح الصواريخ إلى جانب الطيران المسير الذي دخل ساحة الحرب والمواجهة بالإضافة إلى تطور الضفادع البشرية لقوى المقاومة والذي تتخوف منها "إسرائيل" كثيراً على صعيد تطور قدرات المواجهة البحرية دفاعياً.
وبين عبدو أن المناورة تبعث برسالتين الأولى هي للجبهة الداخلية الخاصة بالمقاومة تعمل من خلالها على رفع الروح المعنوية وتمنح الشارع فرصة الاطلاع على حجم التجهيز، أما الرسالة الثانية موجهة للاحتلال الإسرائيلي بأن أي عدوان على غزة لن يكون سهلاً وسيفشل كما السابق.