شبكة قدس الإخبارية

العد التنازلي للانتخابات الإسرائيلية المبكرة الرابعة

انتخاباتُ الكنيست.. ديمقراطيةُ الشكلِ، عنصريةُ المضمون
عدنان أبو عامر

بات واضحا أن العد التنازلي قد بدأ في دولة الاحتلال لإجراء الانتخابات المبكرة الرابعة خلال أقل من تسعين يومًا، وسط تسارع التطورات التي أعقبت حل الكنيست، والتحضير للانتخابات البرلمانية الجديدة، الرابعة خلال عامين، وهي انتخابات الكنيست الـ24.

يدخل الإسرائيليون فترة ما بعد انتخابات الكنيست، بعد أن فشل شريكا الائتلاف الليكود وأزرق أبيض على الاتفاق على إقرار ميزانية الدولة للسنتين 2020-2021، ففيما أصر بنيامين نتنياهو على تحويل موازنة فقط لعام 2020، فقد اعتبر بيني غانتس أن ذلك انتهاك لاتفاق الائتلاف، مما يعني أن التناوب بين رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الحرب غانتس لن يتحقق.

لعلها المرة الأولى في تاريخ "إسرائيل" التي يتم فيها تفريق الكنيست بسبب عدم المصادقة على الميزانية، وفي هذه الحالة سوف يستمر عمل الحكومة الحالية في مرحلة انتقالية حتى انتخابات 23 مارس 2021، وفي غضون ذلك، ستجري الأحزاب الإسرائيلية انتخاباتها الداخلية، والعمل على إبراز المزيد من القادة في قوائمها الانتخابية، ومن المتوقع ظهور المزيد من القوائم الجديدة قبل موعد الانتخابات.

هذا يؤكد أن الإسرائيليين دخلوا في دوامة مركبة من جديد، وحالة من انعدام اليقين، بسبب فشل حكومتهم، مما جعلهم يعتبرونها السنة الأكثر جنونا، يتوقع أن تفوق كل سابقاتها، لا سيما أن جولة الانتخابات الجديدة تتزامن مع ارتفاع حاد بعدد إصابات فيروس كورونا.

لم يعد سرًّا اليوم أن "إسرائيل" باتت الآن رهينة في أيدي نتنياهو، كنتيجة مباشرة لمشكلاته السياسية، مما دفع أقرب مقربيه لإعلان التخلي عنه، معتبرين أن ما يحصل في حزب الليكود أقرب إلى عبادة الشخصية، وليس الانتماء للحزب ومبادئه.

بالتوازي مع ذلك، فإن الظهور العلني والمتوالي لرئيس الحكومة، الذي حاول فيه بكل قوته أن يعطي حجما تاريخيا لاختراقات التطبيع في العلاقات مع بعض الدول العربية، تسقط على آذان غير مبالية، فالجمهور الإسرائيلي قلق من مشاكل صحية، وأخرى تتعلق بالمعيشة، ويشمئز من القيود المتوالية المفروضة على حياته بسبب كورونا، دون نجاح الحكومة التي شكلت لهذا الغرض في بلورة سياسة واضحة ومستقرة.

نتنياهو الذي يتباهى الآن بجلب اللقاح، وكأنه طوره بنفسه في مختبر سري، لا يستطيع إقناع الإسرائيليين بأن اعتباراته نقية، وهي ليست كذلك، والفشل الذريع الذي يظهره منذ أشهر تجاه قرار الحاخامات بإعادة فتح المدارس الدينية، مما يجعله خاضعا لهم، لأن بقاءه متعلق بهم، وهذه خلفية أخرى لعدد من القرارات الخاطئة التي اتخذها نتنياهو مؤخرا في فترة الأزمة.