فلسطين المحتلة -قُدس الإخبارية: انتشرت خلال الأيام الماضية، فيديوهات يظهر فيها مسلحون يقرأون بيانات تهدد كل من "يمس الأجهزة الأمنية"، حسب وصفهم، بعد حوادث إطلاق نار استهدفت الأخيرة في مناطق مختلفة بالضفة، بعضها على خلفية خلافات في مخيم بلاطة والخليل، وآخرها على مقر المقاطعة في جنين، الليلة الماضية.
يوم أمس ظهر مجموعة من المسلحين في مدينة الخليل في مقطع فيديو، وهددوا بأي محاولة للمس بالأجهزة الأمنية، وذلك في ضوء التوتر الذي وقع بين إحدى العائلات والأجهزة الأمنية في المدينة يوم الجمعة الماضي.
وتكرر الأمر ذاته اليوم في مدينتي جنين ونابلس، حيث شهدت المدينتان توترات مع الأجهزة الأمنية، وأقدم مسلحون في الأولى على إطلاق النار على مبنى المقاطعة، أما في الثانية فقد وقعت مواجهات بين عناصر الأمن وشبان في مخيم بلاطة، ما أدى لإصابة عدد من عناصر الأمن.
وتثير هذه البيانات التي تصدر باسم الكتائب، بعد كل حدث ترى فيه السلطة "تهديداً"؛ تساؤلات عديدة حول أهداف استخدام حركة فتح في الخلافات الداخلية، ولماذا يعاد تصدير كتائب الأقصى إلى الواجهة الإعلامية، رغم صدور قرار من السلطة بحلها، ضمن الإجراءات التي اتخذها الرئيس "لمحو تراث وميراث الانتفاضة الثانية"، كما يؤكد عدد من المحللين.
كما يحضر سؤال حول الآثار التي ستترتب على استخدام عناصر تقول إنها محسوبة على كتائب الأقصى، في حملة السلطة الإعلامية لمعالجة أزماتها الداخلية، في ظل الاحتقان الكبير الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني، على صورة المقاومة المسلحة بشكل عام، وثقة الناس بعودتها لتصدر مشهد المواجهة في الضفة.
ويطرح آخرون وجهة نظر مفادها أن ما يجري في الضفة، انعكاس للخلافات الداخلية بين أطراف من فتح، ونتيجة لسوء إدارة لقضايا المخيمات وإهمالها وتهميش مختلف المحافظات في الضفة، حسب وصفهم، وشكلت جائحة كورونا "العاصفة التي أظهرت الهشاشة في النظام الذي بنته السلطة".
كل هذه الأحداث تعيد طرح أسئلة محورية في الوضع الفلسطيني، عن مستقبل الضفة المحتلة، وطريقة إدارة الحكومة لمختلف القضايا، وعن "توريط" فتح بشكل متزايد في السلطة، وطريقة الخروج من النفق الذي دخله الوضع الفلسطيني.