الرباط - قدس الإخبارية: تحدثت تقارير وسائل إعلام عبرية، عن جوانب من العلاقات الخفية بين تل أبيب والرباط، بعد الإعلان الأخير عن تطبيع العلاقات بين الجانبين.
من جانبها، قالت صحيفة معاريف إن "إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والمغرب بعد أن قطعت عام 2000 عقب اندلاع الانتفاضة الثانية، يكشف عن علاقاتهما على مر السنين، لأن الاتفاقية الجديدة فرصة للعودة بالزمن إلى الوراء، وفحص شكل علاقاتهما منذ 1948".
وأضافت أنه "خلال حرب 1948، وقع المغرب تحت الاحتلال الفرنسي، ورغم ذلك، فقد انضم متطوعون مسلمون مغاربة للجيوش التي هاجمت إسرائيل، وحرص السلطان محمد الخامس على وضع المغرب بجانب الدول العربية في الصراع، ومع انسحاب فرنسا عام 1956، حدت السلطات المغربية من عدد اليهود الذين يمكنهم الهجرة لإسرائيل، بل وطردت ممثلي الوكالة اليهودية من البلاد".
وأوضحت أن "القيود تغيرت بعد وفاة محمد الخامس، وتولي ابنه الحسن الثاني السلطة في 1961، حيث تم التوصل لحل وسط يسمح لليهود المغاربة بالهجرة لإسرائيل، وأقيمت أولى العلاقات الدبلوماسية في أوائل الستينيات في إطار أمني، وباعت إسرائيل أسلحة للمغرب، وقدمت مساعدات زراعية له، وعلى مر السنين، شارك المغرب بنشاط في جهود الوساطة بين إسرائيل ومصر والفلسطينيين لإحلال السلام بين هذه الأطراف".
وكشفت أن "المغرب فتح رسميًا أبوابه أمام القادة الإسرائيليين للزيارات، وفي 1995، بعد توقيع اتفاق أوسلو قرر المغرب إقامة علاقات دبلوماسية علنية كاملة مع إسرائيل، واستمرت هذه العلاقات قرابة خمس سنوات، حتى اندلاع الانتفاضة الثانية، عندما قطعت علاقاتهما الرسمية، واليوم بعد 20 عامًا، أعلنت الدولتان مرة أخرى عن إقامة علاقات رسمية".
بدوره، زعم البروفيسور عوزي رابي أن "إعلان العلاقات بين إسرائيل والمغرب دليل جديد على أن السلام يمكن تحقيقه بالقفز عن الفلسطينيين، وبعد التطبيع مع الإمارات والبحرين السودان، لا يزال بالإمكان سماع أخبار عن إقامة علاقات رسمية بين إسرائيل والمغرب، وتشمل الاتفاقية إقامة بعثات وتشغيل رحلات جوية مباشرة وتطوير العلاقات الاقتصادية، وهي الاتفاقية الرابعة الموقعة خلال أشهر قليلة بين إسرائيل والدول العربية".
وأضاف رابي، رئيس مركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، في حوار مع موقع "ميدا"، "إسرائيل ارتبطت بعلاقات شبه قنصلية من نوع معين حتى عام 2000، اليوم في 2020 نرى نظامًا جديدًا في الشرق الأوسط، بفضل وسيط أمريكي حازم يعرف كيف يتعامل مع الجغرافيا السياسية للمنطقة".
وأوضح أنه "في جميع اتفاقات التطبيع الإسرائيلية مع الدول العربية، حصلت كل واحدة على ما تريد، فالإمارات نالت الطائرات المتطورة، والبحرين حظيت باتفاقية دفاع، والسودان تمت إزالتها من قائمة الدول المؤيدة للإرهاب، والمغرب حصلت على الاعتراف الأمريكي بسيادته على الصحراء الغربية، وبالتزامن مع تطبيعها مع إسرائيل، فإن علاقات المغرب متوترة مع إيران وتركيا، رغم أن الحزب الحاكم مرتبط بالإخوان المسلمين".
وزعم أن "هناك دولتين خاسرتين من التطبيع، إيران التي تهدد الخليج، وتركيا المتوسعة تحت حكم أردوغان في البحر المتوسط، لأنهما تريان تشكيل كتلة عربية إسرائيلية مهمة".
وختم بالقول إن "التطبيع المغربي الإسرائيلي حصل في ظل علاقات وثيقة بين حاكمي المغرب والإمارات، فمحمد بن زايد لديه معرفة جيدة بالمغرب، وقضى عامًا كاملًا في شبابه، وقريب جدًا من العائلة المالكة، وقد يكون أحد محركات الاتفاقية الجديدة، لأننا أمام نوع من تأثير الدومينو، لكن المغاربة اعتقدوا أنه يمكنهم الحصول من ترامب على أكثر بكثير مما سيحصلون عليه من بايدن، ورغبوا في الاستفادة من هذا التوقيت".
المصدر: عربي 21