القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: لم يكن يعلم الطفل بشار عليان وهو يسير في الطريق الاعتيادي، بين مدرسته ومنزله في مخيم قلنديا، أن قناصاً اقتحم المنطقة مع قوة من جيش الاحتلال، سيكون بالمرصاد لعينه.
قبل أيام، بينما كان بشار متوجهاً مع أصدقائه إلى منازلهم، بعد الانتهاء من الدوام المدرسي، تفاجأوا باقتحام جيش الاحتلال للمخيم، يقول والده "لقُدس الإخبارية".
وكالعادة انتشر جنود الاحتلال على مباني ومنازل المخيم، يضيف الوالد، وأطلقوا رصاصهم وقنابل الغاز والصوت في أزقته، وكان نصيب بشار رصاصة في عينه.
يروي عليان أن الشبان الذين كانوا قرب بشار نقلوه عقب إصابته بعينه، في أكثر من مركبة، نتيجة تأخر وصول مركبة الإسعاف إلى المنطقة، بفعل الأزمة الخانقة.
بعد وصوله للمستشفى نقل بشار إلى مركز للعيون، الذي أخبر عائلته أن لا إمكانيات لديه لإجراء عملية من هذا النوع، وهو ما تكرر معه في المستشفى الاستشاري، وبعد نقله إلى مستشفى النجاح الوطني في نابلس، أجريت له عملية جراحية استمرت لساعات.
يقول والده: في المستشفى بنابلس أخبرنا الأطباء أنهم سيعملون كل جهدهم من أجل إنقاذ عينه، لكن للأسف فإن الرصاصة كانت قد دمرت عينه وتسببت له بأضرار في الجيوب الأنفية وكدمات في الدماغ، مما أجبر الأطباء على استئصال العين.
الأمل الذي كان لدى بشار بأن يتم إنقاذ عينه تلاشى بعد خروجه من العملية، عندما قرأ على مجموعة تجمع أصدقائه في المدرسة على "الفيسبوك"، أن "زميلنا بشار قد خسر عينه"، يقول والده: "حينها لم يكن منه إلا أن حمد ربه وتقبل قدره بكل شجاعة إيمان".
ويؤكد الوالد أن بشار يمتلك معنويات عالية وتقبلاً كبيراً لوضعه الصحي، ويضيف: "عين بشار ليست أغلى من فلسطين وتضحياتنا لا تقارن بمن دفن ابنه، ونحن نعمل على أن نرفع معنوياته، من خلال تبشيره بالأحاديث والآيات التي تتحدث عن أجر من يفقد عينه ويصبر".
يقول عليان: "بشار طفل كان خارجاً من مدرسته، فقد عينه برصاصة من جندي يصب عدوانه على أهالي مخيم كامل، بينما الأطفال في العالم يلهون ويلعبون ويحققون أحلامهم، أطفالنا معرضون لخسارة حياتهم أو مستقبلهم بفعل الاحتلال".
وتعرض عدد من الفلسطينيين لخسارة عيونهم وأطرافهم، جراء تعمد جنود الاحتلال، إحداث إعاقات جسدية من خلال قناصتهم الذين ينتشرون في الأحياء بالضفة المحتلة، خلال الاقتحامات اليومية، أو على حدود قطاع غزة.