الرياض - قدس الإخبارية: تحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الخميس 11/19/2020، عن رغبة ولي العهد محمد بن سلمان بتطبيع باكستان لعلاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، حقق رقما قياسيا جديدا خلال الأسبوع الماضي، حينما شدد على أن بلاده مستمرة في رفضها القاطع لأي تحركات نحو إقامة علاقات مع تل أبيب.
وكان خان قال في مقابلة تلفزيونية، إن الولايات المتحدة ودولا صديقة أخرى تضغط على إسلام أباد، من أجل الاعتراف بإسرائيل، رافضا الكشف عن أسماء هذه الدول، لأن علاقة بلاده معها جيدة، ولا ترغب بإزعاجهم.
وأكدت "هآرتس" أن من بين الدول الإسلامية الشقيقة التي لم يرغب خان في تسميتها في المقابلة هناك السعودية، مشيرة إلى أن الموافقة الضمنية للرياض كانت عاملا رئيسيا في اتفاقيات التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي والمنامة.
وتابعت: "أكد دبلوماسي باكستاني ومسؤول عسكري كبير أن المملكة العربية السعودية، كانت المصدر الرئيس الآخر للضغط على باكستان، باستثناء الولايات المتحدة"، مضيفة أن "الرياض تقوم منذ شهور بضرب إسلام أباد، لأن ابن سلمان يريد تطبيعهم، قبل أن تتخذ السعودية خطوة رسمية تجاه إسرائيل".
ذكرت أن "باكستان ثاني أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة من حيث عدد السكان، وهي الدولة الإسلامية الوحيدة المسلحة نوويا، وتطبيعها سيوفر سبقا جيدا للسعودية"، معتقدة أن "الرياض تحمل بطاقة قوية لإسلام أباد، تتمثل في توفير قرض بقيمة ملياري دولار، لإنقاذ البلاد".
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن الجيش وليس رئيس الوزراء، هو الذي يدير فعليا الدبلوماسية الباكستانية، متوقعة أن يلجأ الجيش إلى إضفاء طابع رسمي على العلاقات مع تل أبيب، لأن ذلك سيساعد في موازنة الصفقات الدفاعية الواسعة بين الهند وإسرائيل.
ولفتت إلى أن الجيش الباكستاني يحاول تشجيع صحفيي بلاده للظهور على القنوات الإسرائيلية لعرض القضية، إلى جانب محاولة اختبار رد الفعل الشعبي، منوهة إلى أن تاريخ العلاقات غير الرسمية بين تل أبيب وإسلام أباد يمتد لعقود، ويوجد تعاون بين الموساد والمخابرات الداخلية الباكستانية.
واستدركت: "تبدو تصريحات خان مخالفة لما يتم طهيه بالتعاون مع الجيش الباكستاني، وإذا كان الأخير متواطئا مع الضغوط السعودية، لأجل التطبيع مع إسرائيل، فإن رئيس الوزراء يواجه تحديات هائلة في هذا الصدد".
وأشارت إلى أن يقين خان الواضح من أن السعوديين سيواصلون الآن المساعدة المالية لباكستان، وتلميحاته العريضة إلى أن التسوية المؤلمة والمربحة بشأن إسرائيل قد تكون ضرورية، يبدو أن رئيس الوزراء مستعد للانضمام إلى الرياض وواشنطن، بحسب زعم "هآرتس".
ورجحت الصحيفة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الباكستاني بحاجة إلى دعم عسكري شامل، لتفادي رصاصة التطبيع الإسرائيلية وخيانة فلسطين، مستدركة: "ربما يلجأ الجيش للتضحية به وجعله كبش الفداء بهذه المرحلة".