الضفة المحتلة - قدس الإخبارية: عبر فلسطينيون عن استيائهم وانتقادهم لقرار السلطة الفلسطينية بعودة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي كانت تدّعي فيه أن الأولوية للمصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية.
واعتبر أكاديميون وصحفيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن اتخاذ السلطة لقرار عودة العلاقات وتسويق ذلك على أنه إنجاز هو ضرب من الأوهام التي يحاول "أصحاب النهج الكارثي تمريرها".
وتحت عنوان "ترويج الأوهام" كتب المحاضر في مجال العلوم السياسة عماد رحمة، عبر صفحته على موقع لتواصل الاجتماعي فيسبوك، مشيراً إلى أن إعلان عودة العلاقات والتنسيق الأمني مع الاحتلال كان متوقعا، لأن القيادة الرسمية لا تمتلك برنامجا آخر غير الرهان على العودة للمفاوضات الثنائية بمرجعية أوسلو. مؤكدا أن كل ما أعلن حول التحلل من الاتفاقات، وتغيير وظائف السلطة، وكذلك لقاءات المصالحة، واجتماع الأمناء العامين، كان في إطار المناورة السياسية، وتمرير الوقت بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية وفوز جو بايدن.
وأضاف رحمة في منشوره: "لكن لا أعتقد أن أحدا كان يتوقع أن يكون السقوط بهذه السرعة، وأن يتم الانقلاب على مسار استعادة الوحدة الوطنية، حتى قبل اتضاح معالم رؤية الإدارة الأمريكية الجديدة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وموقف اليمين الإسرائيلي الحاكم من هذه الرؤية".
وبحسب رحمة، "إن المفارقة العجيبة أنه يجري الترويج للعودة المجانية للتنسيق الأمني، وعرقلة فرص استعادة الوحدة الوطنية، على أنه "انتصار" لأصحاب هذا النهج الكارثي.. فأي مستقبل ينتظرنا في ظل قيادة تضحي بوحدة شعبها وحركته الوطنية، مقابل أوهام".
وتساءل الصحفي أحمد جرار: "هل توقفت صفقة القرن؟ هل توقف مخطط الضم؟ هل سيتوقف الاستيطان والقتل والاقتحامات؟ أم هل ستنتقل السفارة الأمريكية من القدس؟ السلطة عادت للتنسيق الأمني بدون تحقيق أي إنجاز أو تحقيق أي مطلب من مطالبها...".
لكن آخرون لم يفاجئهم قرار السلطة لأن وظيفتها ولدت معها أصلا، وهي تؤدي دورا وظيفيا مرتبطا بالاحتلال، وكتبت في هذا الإطار الصحفية نائلة خليل: "العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي أمنيًا وماليا وسياسيا ليست خيارا.. الفلسطيني ليس صاحب قرار بقطعها، هذه علاقة بنيوية أي ضمن بنية السلطة عند ولادتها وانتهاء هذه العلاقة يعني انتهاء السلطة وهناك طبقة تم خلقها وتشكيلها لتخدم هذه العلاقة البنيوية وتضخ فيها الحياة كلما بهتت".
وفي السياق نفسه، كتب المحامي والأسير المحرر أديب مفارجة: "بصراحة… أعجب بالذي يحترم كلمته حتى ولو كانت!!! مقدس… مقدس… مقدس تحت بساطير الاحتلال…".
واعتبر نشطاء وصحفيون أن قرار السلطة باتخاذ هذا القرار بعد رسالة من ضابط في جيش الاحتلال بحد ذاته سقوط وإذلال، إلى جانب أن القرار ككل يعبر عن حالة من التراجع.
وكتب الأسير المحرر والمختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور منشورا على صفحته في فيسبوك قال فيه: "لتعهدات الخطية التي تحدث عنها اشتية والشيخ هي عبارة عن رسالة من المنسق ( المصدر القناة ١١).. أكرر رسالة من المنسق.. منسق جيش الاحتلال وليس مستوى سياسي.. إن من ربط التنسيق بقوت الناس إنما أراده وبقوة وأراد أن يعززه".
وكتب الأسير المحرر والصحفي محمد بدر: "قرار السلطة السيادي جاء بعد رسالة من ضابط إسرائيلي يسمى المنسق".
وذهب بعض الصحفيين والنشطاء إلى التقليل من قيمة "اعتراف إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة" الذي سوقته السلطة كإنجاز بينما تفرض هي في الواقع معطيات جديدة خاصة في ملف الاستيطان.
وفي السياق كتب الأسير المحرر والصحفي أمير أبو عرام: "على فكرة من أشهر المستوطنة الي قبالنا ما توقف فيها الشغل، والجرافات شغالة طول الوقت.. بس الشهادة لله من بعد المغرب، يعني أول ما طلع بيان إعادة العلاقات بين الطرفين ما سمعنا صوت ولا جرافة".
المعلمون أكثر المتضررين من الأزمة التي صاحبت عدم استلام المقاصة، كان لهم أيضا رأي معارض لعودة العلاقات بين الاحتلال والسلطة، وكتب الأستاذ وليد جرادات: لا مش مبسوطين حتى لو نزلوا كل رواتبنا ومستحقاتنا وفوقهن حبة مسك.. إحنا مش مبسوطين باللي صار لأنه عار. عودة العلاقات غير الشرعية مع العدو شيء مؤسف ومقلق ومحزن. سيكون وضعنا أفضل مليون مرة عندما نرفض مصافحة العدو ولا نعترف به أصلاً. سنكون بخير عندما نساند أنفسنا ونبني وطننا بأيدينا وليس بأموال نشحدها من الآخرين. #التطبيع_خيانة".
وأعلن وزير الشؤون المدنية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، مساء اليوم الثلاثاء، عن عودة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي كما كانت، "استنادا إلى ما وردنا من رسائل رسمية مكتوبة وشفوية بما يؤكد التزام إسرائيل بذلك وعليه سيعود مسار العلاقة مع اسرائيل كما كان".