يقول البروفيسور إيلي ابراهام، وهو ممن يضعون سياسة رسم صورة اسرائيل عالميا بالتعاون مع "الهسبراة"، إن "أحمدي نجاد" وفر على اسرائيل الكثير من الوقت والمال كي تقنع العالم بأن إيران شرٌ يجب تحجيمه، على عكس جواد ظريف مثلا، وعلى الرغم من عدم تكافئ المناصب بين الرجلين إلا أن الأمر يكمن بالشكل، نعم بشكل وجهة كلٍ منهما، قال البروفيسور: " ان شكل أحمدي نجاد غير مريح ولا حاجة لبذل جهد كي نقنع العالم انه شرير، كان شكله مناسب للرواية" أما جواد ظريف فهو دبلوماسي يضحك ذو ملامح وجه مرتبة".
تبذل إسرائيل الوقت والطاقات في رسم استراتيجيات تحفظ وتجدد وتحسن صورتها أمام العالم، من جهة لتسويق وجودها الذي قام أصلا على تسويق القصة، ومن جهةٍ أخرى لجذب السياح وهو موردٌ اقتصادي هام، حيث دخل إلى إسرائيل ما يزيد عن 4.5 مليون سائح عام 2019 العام الذي أدخلت السياحة مبلغ 23 مليار شيكل على خزينة إسرائيل وهو الرقم الاعلى في تاريخها، اذ تسعى وزارة السياحة فيها الى جذب السياح بدقةٍ تصلُ إلى تحديد الحملات التسويقية لتستهدف القرويين في الصين، أو متقاعدي روسيا، أو شباب الضواحي في باريس! أخذةً بعين الاعتبار ان تحديا سياسيا لا تستطيع تخبئته يطغى على المشهد ويرافق مخيلات الشعوب كلما سمعوا كلمة اسرائيل.
لذلك وببساطة استخدمت اسرائيل عام 2016 استراتيجية تدعى "الفصل" لترويج نفسها في فيديو يتحدث بصخب عن حياة تل أبيب والقدس دون ذكر كلمة إسرائيل، الأمر كان ناجحاً، حيث زارها في عام 2017 بحسب وزارة السياحة الإسرائيلية قرابة 3.6 مليون سائح وهذه هي المرة الأولى التي تقطع فيها إسرائيل حاجز ال 3 ملايين زائر.
"إن معرفة فن التأثير على مخيلة الجماهير تعني معرفة فن حكمها" قال غوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير.
المهم هنا أن هذه الدولة تفكر نعم بترويج نفسها بكل طريقة لكن ليس بكل ثمن، فميزانية وزارة السياحة تعتبر ضئيلة مقارنة مع دول بذات الحجم ولا تعاني مشكلة سمعة اساسية.
لطالما حاولت اسرائيل صناعة سياحة بدون تكاليف، كسرقة معالم أو ادعاء رواية، ففي بلادنا وحتى سنوات الثمانين روجت إسرائيل للحجاج المسيحيين أن منطقة " يردنيت" في طبريا، هي مكان معمودية السيد المسيح!
في عام البؤس السياحي 2020 الذي طغى على معظم دول العالم، تقدم الإمارات لإسرائيل فرصة تاريخية لإظهار اسمها ورموزها المسروقة وتروج أيضا لما يسمى الهيكل، بشكل مباشر بدون استراتيجيات ولا احتيال على جماهير، إذ توفرُ على دولةٍ لا زال بعض مسؤوليها يتلعثمون عند ذكر هيكلهم المزعوم، المال والطاقات وسنين طويلة من الإقناع والترويج لفكرة الهيكل، وبالطبع الخجل.