فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: قال نبيل شعث، الممثل الخاص للرئيس محمود عباس، إن القيادة الفلسطينية لا تتوقع تغييرا استراتيجيا في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، لكن عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان الأسوأ والتخلص منه مكسب.
وأضاف شعث: "مما سمعناه من جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، أعتقد أنه سيكون أكثر توازنا، وأقل انزلاقا وراء رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وبالتالي أقل ضررا علينا من ترامب".
وحول إمكانية عودة المفاوضات، أشار شعث إلى أن الرؤساء المنتخبين يبدأون في العادة بمعالجة القضايا الداخلية، وبايدن بحاجة لوضع برنامجه وإقرار خطته.
وفي السياق، ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الرئيس الأمريكي المنتخب جون بايدن "إلى تصحيح تاريخي لمسار السياسات الأمريكية الظالمة لشعبنا والتي جعلت من الولايات المتحدة شريكاً في الظلم والعدوان، وأضرّت بحالة الاستقرار في المنطقة والعالم، وحالت دون القدرة الأمريكية أن تكون طرفًا مركزيًا في حل النزاعات".
وطالب هنية، الإدارة المنتخبة، بالتراجع عن ما يسمى صفقة القرن وإلغاء قرار اعتبار القدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها بشكل يخالف كل المواقف والقرارات الدولية، وكذلك إنهاء كل القرارات المتعلقة بمحاولات تصفية قضية اللاجئين خاصة تقليص الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في محاولة إنهائها.
وأشار، إلى ضرورة احترام الإدارة الأمريكية الجديدة إرادة الشعب الفلسطيني وخياراته الديمقراطية ومساره الكفاحي، وكذلك التوقف عن ممارسة الضغوط على دول وشعوب المنطقة من أجل فرض التطبيع مع الاحتلال.
وأكد هنية، على أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله وكفاحه بكل الوسائل المشروعة لإنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال والعودة، وسنواصل السير وبقوة في تعزيز مسار الوحدة الوطنية والتقارب الفلسطيني الداخلي لمواجهة التحديات كافة الساعية لتصفية القضية الفلسطينية، والعمل لتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته الوطنية.
وعلقت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي على فوز المرشح الديمقراطي بايدن في الانتخابات الأمريكية، بأن هذه الخطوة الأولى على طريق التخلص من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وما يشكله من خطورة.
وأكدت عشراوي أن بايدن لن يكون المخلص بالنسبة للفلسطينيين، وأن السياسة الأمريكية هي التي أنتجت الظاهرة الترامبية، وبالتالي العودة إلى الوراء أو الوضع المعهود غير متاح أو مقبول، فإما أن يتم التخلص من سياسات وتركة ترامب أو أن يعيد التاريخ إنتاج نفسه.
وشددت عشراوي في اتصال مع "قدس"، على أن المطلوب هو تغيير الماضي الذي تركه ترامب من خلال تغيير جذري للعنصرية والسياسة التي كان يمثلها، وبناء علاقة مبنية على رؤية جديدة والعدالة والاحترام والوضوح.
وأوضحت أن "استعادة السلطة الفلسطينية للعلاقات مع الولايات المتحدة بعد فوز بايدن قيد البحث والتقييم والأمور لا تحدث بشكل تلقائي، بل يجب تحديد قائمة المطالب والمصالح والمواقف، وهناك حاجة للتغيير في الكثير في القضايا".
وكتب عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض معلقا على فوز بايدن بأن "أربع سنوات عجاف عاشها شعبنا خلال مرحلة رئاسة ترامب الذي سعى بكل قوة لتصفية القضية الفلسطينية، لكن صمود شعبنا بكافة مستوياته أفشل مخططاته".
واعتبر العوض أن فوز بايدن لا يعني فرش الورود أمام القضية الفلسطينية، على حد تعبيره، والرهان سيكون دوما على وحدة شعبنا وتعزيز صموده.
بدورها أكدت لجان المقاومة الشعبية أن "بايدن وترامب وجهان لعملة الشر والإرهاب والإجرام وكلاهما يدعم العدو الصهيوني للاستمرار باغتصاب الأرض والحقوق الفلسطينية".
وقال نائب أمين عام الجبهة الديمقراطية في فلسطين، قيس أبو ليلى، إن سقوط ترامب يعني سقوط كل سياساته المعادية للإنسانية، بما في ذلك صفقة القرن وخطة الضم والتطبيع، التي أساءت إساءة بالغة لقضية شعبنا العادلة.
من جانبه، اعتبر أمين عام حركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، أن سقوط ترامب كان مهما لأنه تصرف مثل أزعر يريد إعادة شريعة الغاب، وهو أسوأ رئيس في العصر الحديث ويشكل خطرا على شعوب العالم وليس على الشعب الفلسطيني فقط، لكن صفقة القرن لم تذهب لأنها مشروع إسرائيلي.
واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن فوز بايدن لا يحمل أي تغيير جوهري إزاء حقوق شعبنا، فهو امتداد لنهج الإدارات الأمريكيّة السابقة الداعمة للاحتلال بشكل مطلق.
ودعت الشعبية، السلطة الفلسطينية للحذر من أيّ وعود خادعة بالعودة إلى المفاوضات، والتوقف عن أوهام إمكانية تحقيق أهداف شعبنا بهذه المفاوضات.