ما يجري بين الدول العربية من تطبيع مع الاحتلال الصهيوني هو تطبيعا وبناء علاقات مخالف للطبيعة لأن التطبيع يتم بشكل طبيعي والرغبة الكاملة من الشعوب قبل الحكام من أجل تسوية الأوضاع بين الدول المطبعة لضرورة وحاجة تخدم هذه الدول.
ولكن ما يجري هو خارج سياق طبيعة الأشياء ويأتي تحت التهديد لنظم تلك الدول من قبل دول الإرهاب الأمريكية وليس تطبيعا بين كيانين بشكل طبيعي ورغبة حقيقية خدمة لمصالح مشتركة ليس للنظام الحاكم بل للكيان بكل مكوناته من نظام ومن مجتمع.
ما يجري بالتهديد إذا كنت تريد عليك أن تفعل ما نريد وعلاقة تحت التهديد لن تستمر ولن يحقق نتائج إيجابية وسرعان ما تنهار وأن استمر فهو علاقة غير سوية بين النظام الحاكم وسلطة الاحتلال ويبقى العداء والرفض لدى الشعوب قائم.
هذه النظم المطبعة لم تتعلم من تطبيع الحكومة المصرية والاحتلال والاعتراف به لأن التطبيع المصري كان اولا طبيعة فوقيا وبقيت العلاقة والموقف الشعبي رافض شاهدنا ذلك كيف تحول العداء الكامن لدى الشعب المصري إلى ثورة ضد التطبيع وشاهدنا ذاك الشاب المصري الذي كان ضمن الجموع التي حاصرت سفارة الاحتلال في القاهرة وكيف صعد إلى أعلى السارية التي تحمل علم الاحتلال في القاهرة وأسقطه أرضا وبقيت السفارة محاصرة حتى خرج مندوب الاحتلال ليس خارجها فقط بل وخارج مصر العروبة كلها ليؤكد الشعب المصري عروبته ورفضه للتطبيع والاعتراف بهذا الكيان ، أما الأضرار التي لحقت بمصر سابقا وستلحق بها حاليا وفي المستقبل كبيرة وما نسمعه من تحويل صادرات البترول عن قناة السويس إلى ام الرشاش فهو ضربة كبيرة للاقتصاد المصري وسد النهضة الاثيوبي الذي يتم بتعاون صهيوني امريكي إثيوبي هدفه تعطيش مصر وتصحيرها وهذا ما يحذر منه علماء كبار مصرين وغربين.
اليوم السودان يطبع بحد السيف الأمريكي والهدف ليس انقاذ السودان ولكن استغلال السودان من أجل أن يكون المحطة الأمنية لخدمة الصهاينة لقطع الامداد عن المقاومة الفلسطينية ونهب ثرواته وتحويلها للكيان الصهيوني كل ذلك تحت السيف الأمريكي المسمى إزالة السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب.
أما تطبيع دول الخليج فهو تحت مسمي الحماية الأمنية للنظام الحاكم والمهدد بالزوال من الشعوب وهو من أجل حماية النظم من شعوبها وليس لحمايتها من التهديد الإيراني المصطنع إلى جانب تحويل هذه الدول لقاعدة تجسس أمني للاحتلال بعد أن خسر قاعدته في تركيا.
هذا التطبيع الذي يحدث هو تطبيع يتم من خلال التهديد والضغط من امريكا لهذه الدول وبطرق ووسائل متعددة وخارج السياق الطبيعي وامام أمر ما سيتحول هذا التطبيع من سيف على رقاب الدول المطبعة لسيف بأيدي شعوبها ليدمر هذه العلاقة المشبوهة ومن أقامه لتعود هذه الشعوب بدولها إلى السياق الطبيعي.