رام الله – خاص قدس الإخبارية: تسارع الحديث عبر وسائل الإعلام العبرية خلال الأيام الأخيرة عن فتح الرئيس محمود عباس قناة اتصال مع المرشح الأمريكي للرئاسة عن الحزب الديمقراطي جون بايدن، رغم توقف الاتصالات مع الإدارة الحالية.
وشهدت الأيام الأخيرة زيارة قام بها رئيس الكونغرس اليهودي العالمي رون لاودر إلى رام الله دون أن يكشف عن فحوى هذه الزيارة ونتائجها، خاصة أن الشخص معروف بقربه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
غير أن بعض المصادر تحدثت أن لاودر نقل للرئيس عباس طلباً من الإدارة الأمريكية بالعودة إلى المفاوضات العامة المفتوحة ووقف التقارب مع حركة حماس وعدم إجراء الانتخابات التشريعية خلال الفترة الحالية ومنع دخولها إلى السلطة، وهو ما رفضه الرئيس الفلسطيني، غير أن هذه الرواية لم تنفها أو تؤكدها أي من المصادر الفلسطينية الرسمية.
ويرى مختصون في الشأن السياسي أن ما يجري حالياً يأتي في سياق محاولات الرئيس عباس فتح قنوات اتصال استباقية حال وصول بايدن إلى سدة الحكم، نظراً لاختلاف رؤيته السياسية عن ترامب الذي تضررت في عهده العلاقة بين إدارته والسلطة الفلسطينية مقارنة بغيره من الرؤساء الأمريكيين.
واعتبروا أن ما يجري حالياً، يعكس أن التقارب الحاصل بين فتح وحماس هو محاولات تكتيكية من الوارد جداً ألا يكتب لها النجاح إذا ما وصل بايدن الذي أعلن أنه سينفتح على السلطة من جديد وسيعيد لها الدعم المالي وسيفتح مكتب المنظمة المغلق في واشنطن.
رهان على بايدن
في السياق قال مدير مركز مسارات للأبحاث والدراسات هاني المصري إنه من الممكن أن تكون لمثل هذه الخطوة نتائج إيجابية وأخرى سلبية والأمر يتوقف على ما هو معروض على الرئيس محمود عباس وهناك رهان حقيقي على فوز بايدن.
وأضاف المصري لـ "شبكة قدس": "الرئيس يراهن على فوز بايدن فهو سيعود إلى السياسة التي كانت سائدة قبل حكم ترامب التي تعتبر الأسوأ في حقب الرؤساء الأمريكيين الذين تعاملوا مع القضية الفلسطينية"، معتبراً أن الرهان على هذه القناة قد يلحق الضرر بالتقارب مع حماس.
واستكمل قائلاً: "إمكانية إلحاق الضرر واردة وغير واردة أيضاً، فالأمر وارد إذا كان ذلك معلقاً على انتظار فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، وغير وارد إذا كان يريد الاستفادة من الخلافات والفوارق بين ترامب وبايدن"، معتبراً أن بايدن يمكن أن يكون رهان الطرفين في الساحة الفلسطينية وليس رهان طرف واحد.
وأتبع المصري: "بايدن ضد الضم ويريد إعادة المساعدات للسلطة ويريد إعادة القنصلية الأمريكية قبل نقلها إلى القدس وفتح مكتب منظمة التحرير"، مستدركاً: "لكن المهم عدم الوقوع في هذا الفخ فبايدن هو صديق لإسرائيل ويدعمها أيضاً".
وعن إمكانية انتظار الرئيس عباس لنتائج الانتخابات الأمريكية لتحديد المسار الداخلي، ذكر المصري أن هذا احتمال قائم إلا أنه ليس الوحيد نظراً للتجارب السابقة التي خاضها الرئيس عباس مع الرؤساء الأمريكيين في السابق.
ورأى مدير مركز مسارات والكاتب والمحلل السياسي أنه يمكن التأثير على بايدن حال كان هناك وحدة حقيقة وتم إجراء الانتخابات على قاعدة الاتفاق الشامل بما يتضمن البرنامج السياسي ومنظمة التحرير وغيرها من القضايا الداخلية.
وذكر أن ما طرحه رئيس الكونغرس الصهيوني العالمي في زيارته الأخيرة لرام الله ولقائه مع الرئيس عباس قام الأخير برفضه، مبيناً أنه عرض على الرئيس العودة للمفاوضات ووقف التقارب مع حماس وعدم إجراء الانتخابات خلال الفترة المقبلة.
انعكاس على التقارب الداخلي
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة فقال لـ "شبكة قدس" إن الثلاث سنوات الأخيرة من حكم الرئيس الأمريكي ترامب كانت كارثية على الشعب الفلسطيني بما مثلته من الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيلية وإغلاق مكتب المنظمة ووقف تمويل السلطة والأونروا وصفقة القرن ومخططات الضم.
وأضاف أبو سعدة: "ما جرى شكل سابقة في التعامل الأمريكي مع القضية الفلسطينية، أما الآن هناك مرشح من الحزب الديمقراطي الأمريكي هو بادين الذي وعد في حملته الانتخابية بعودة الدعم المالي للفلسطينيين وإعادة فتح مكتب المنظمة".
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن فتح قنوات مع جو بايدن وحتى وإن لم تحسم الأمور في الانتخابات من أجل استكشاف موقفه من القضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال.
وعن تأثيراته على التقارب مع حماس، رأى أبو سعدة أن التقديرات فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية والمصالحة مع حماس تعتمد على من ينجح في الانتخابات الأمريكية، فإذا ما نجح ترامب فإن القيادة ستذهب باتجاه المصالحة والانتخابات، أما إذا فاز بايدن فقد يتأثر ملف المصالحة سلباً في حال فوزه، لأنه في السنوات الماضية كانت القيادات الفلسطينية تتعامل مع ملف المصالحة من باب التكتيك والمناورة السياسية.