شبكة قدس الإخبارية

"الغمري" شاب من غزة عالق بمطار أبو ظبي منذ شهور.. الخارجية تعقّب

364728862

غزة- قدس الإخبارية: كشف تقرير صحفي إسرائيلي من دبي، قصة فلسطيني عالق في مطار أبو ظبي منذ خمسة شهور، غير قادر على دخول الإمارات ولا العودة لغزة. -وذلك غداة تجول عدد كبير من الصحافيين الإسرائيليين في المدن الإماراتية، وبثوا تقارير من هناك بحرية، تزامنًا مع الإعلان عن الاتفاق التطبيعي-.

وترفض مصر وسلطات الاحتلال، السماح للشاب علاء الغمري (26 عامًا) من خانيونس جنوب قطاع غزة، بعودة لغزة، كما ترفض الإمارات السماح له بدخولها، رغم أنه غير مذنب بارتكاب أي خطأ.

ويتواصل منذ شهور وجوده في غرفة صغيرة بسيطة بجدران وأرضية مكشوفة وخزانة وسرير وتلفزيون وثلاجة وكرسي بذراعين، النوافذ مغلقة، والباب مغلق معظم ساعات اليوم، يحصل على وجبات أكل سريع لا تتغير ثلاث مرات في اليوم، ويسمح لها بمغادرة الغرفة لساعتين في اليوم، إلى ساحة صغيرة  محاطة بسياج. رسم علاء طائرة كبيرة على جدار غرفته بقلم رصاص في إشارة لأمنيته بالسفر والعودة  إلى وطنه.

علاء خريج من كلية تربية بدنية في قطاع غزة، لكنه لم يتمكن من العثور على عمل العام الماضي، فقرر محاولة البحث عن وسيلة لمغادرة غزة على أمل إيجاد مستقبل أفضل في مكان آخر، وحصل على تأشيرة دخول من وكالة سفر محلية، إلى الإمارات حيث خاله كريم عودة، شقيق والدته، مهندس طيران، يعيش في دبي منذ 30 عاما. وعد الخال ابن شقيقته بالعثور على وظيفة له كرجل إطفاء في دبي بعد أن خضع للتدريب.

غادر قطاع غزة في 6 كانون الأول/ ديسمبر الماضي. سافر إلى القاهرة، ووصل إلى مطار المدينة الدولي بعد قرابة 24 ساعة على الطريق. هبط في دبي في اليوم التالي. واصطحبه خاله في المطار إلى منزله الواسع حيث حصل على وحدة سكنية خاصة. 

قال علاء هذا الأسبوع عبر الهاتف من مكان اعتقاله لـ”هآرتس”: “الهدوء الداخلي  مع عدم حدوث أي شيء، مع عدم وجود ما يخشاه، والكهرباء طوال الوقت، هذه أشياء لم أكن أعرفها من قبل”. كما أن الترتيب والنظافة في دبي أثارا إعجابه بشدة، حيث كان مختلفا جدا عن محيط منزله.

أمضى الغمري شهرين كسائح في دبي، حتى  يحين موعد ترتيب تدريبه على مكافحة الحرائق، ثم تفشي وباء كورونا، وفي نهاية شباط/ فبراير تم إبلاغه بإلغاء دورة مكافحة الحرائق. قرر العودة إلى منزله في خانيونس، وما لبث أن تحطم حلمه، إذ كان يعلم أن البوابات على وشك الإغلاق بسبب الوباء.

وفي 19 مارس/ آذار استقل طائرة متوجهة إلى القاهرة، للعودة إلى غزة عبر معبر رفح، وفي مطار القاهرة، نُقل إلى غرفة جانبية، وأبلغه ضابط الجوازات بأنه لن يتمكن من دخول مصر فعاد للإمارات. وأمضى الغمري الأيام العشرة التالية نائماً على علب كرتون مبعثرة على أرضية المطار في القاهرة، ولم يكن وحده، فقد تقطعت السبل بحوالي 120 راكبا آخرين من اليمن وألبانيا وطاجيكستان وغيرها. ولاحقا زودته شركة الطيران بقسائم طعام، وبعد عشرة أيام على الأرض، نقلته شركة الطيران إلى فندق دبي في المطار. وقد مُنع من مغادرة الفندق، وقام رجال الأمن بزيارات مفاجئة إلى غرفته للتأكد من أنه لم يهرب.

في 20 مايو/ أيار، أُبلغ بأن المطار والفندق يستأنفان نشاطهما الجزئي مما يعني أنه سيحتاج إلى نقله إلى منشأة أخرى في المدينة. ومنذ ذلك الحين وهو محتجز في الغرفة  الصغيرة التي تحدث إلينا منها هذا الأسبوع بنبرة حزينة. عاد معظم الركاب الذين علقوا معه إلى بلدانهم، ولم يبق معه سوى مجموعة صغيرة من السوريين واليمنيين.

ويقول الغمري إن الموظفين الذين يحضرون له وجباته يشترون له السجائر ويعامل بشكل جيد. وناشد الغمري السلطات الإماراتية، وقيل له إنه عندما ينجح في إيجاد دولة توافق على فتح أبوابها له، سيتمكن من المغادرة.

وفقًا للغمري، فإنه اتصل بالسفارة الفلسطينية في الإمارات التي أخبرته أنه بسبب وقف التنسيق المدني بين السلطة والاحتلال، لن يتمكنوا من مساعدته في تقديم طلب إلى "إسرائيل"، لكنها وعدته بمجرد إعادة فتح معبر رفح، ستساعده على العودة عبر مصر، وحاليا هو أسير داخل الغرفة الصغيرة.

الخارجية تعقّب

من جهته، قال المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين السفير أحمد الديك، اليوم الثلاثاء، إن الوزارة تتابع باهتمام قضية علاء سعدي الغمري من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، العالق في مطار دبي.

وأوضح الديك، في بيان صحفي، أن الغمري كان عالقاً في مطار دبي، وحصل على خروج نهائي من الامارات، وتوجه منذ فترة إلى تركيا، وعندما لم يتمكن من دخول إسطنبول، أعيد مرة أخرى إلى مطار دبي، بانتظار ترحليه إلى القاهرة، حتى يتمكن من دخول قطاع غزة، عند فتح معبر رفح البري.

وأكد السفير الديك، أن السفارة والقنصلية بادرتا في وقت مبكر بالتواصل معه، وخاطبت الجهات الإماراتية رسمياً في محاولة لتأمين دخوله إلى الامارات، كما تواصلت مع سفارة جمهورية مصر العربية لدى الامارات في محاولة تأمين ترحيله الى جمهورية مصر العربية، ومع ذلك بقي عالقاً.

وشدد على أن السفارة والقنصلية تقومان على متابعة وضعه وتقدم له كل مساعدة ممكنة ريثما تحل مشكلته.