نابلس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: يزورونه جميعًا إلّا هي، فلم تحظ بأي لقاء بنجلها منذ اعتقاله عام 2003، لكن يبقى صوته هو الذي يؤنِس وحشتها كلّما اشتاقت لمحيّاه، جميعهم يعودون من الزيارة ليُطمئنوها عن حاله، وهي تنتظر رنين الهاتف يوميًا علّه يكون هو.
الأسير عبد الفتاح رياض زامل (45 عاماً) من مدينة نابلس اعتقلته قوات الاحتلال من منزله في التاسع والعشرين من شهر أيار/ مايو عام 2003، ليتم الحكم عليه بعد فترة من التحقيقات على يد “الشاباك” بالسجن لمدة 24 عامًا بتهمة تنفيذ عمليات ضد الاحتلال.
18 عامًا في الأسر لم ير فيها نور عينه ووالدته سعاد (72 عامًا) التي لم تلده لكنها ما تزال على أمل اللقاء، رغم رفض الاحتلال زيارتها له بسبب عدم "إثبات النسب" (فهي مرضعته)، تحدّثه عبر الهاتف بحسرة وألم على غيابه، والحنين إليه، ويحدّثها فيسرّي عنها ويُضحِكُها “بدّك تجوزيني يمّا”.
فالأسير عبد الفتاح عقد قرانه على إحدى قريباته في الأسر، وهو على موعد مع الحرية وزفافه بعد قضاء ما تبقّى من حكمه أو علّه يخرج قبل أن يقضيها.
يقول شقيق الأسير، طارق زامل لـ”قدس الإخبارية” إن عبد الفتاح تنقّل بين عدّة سجون وهو محتجز اليوم في سجن “النقب” الصحراوي، حيث تلقّى خلال فترة اعتقاله العديد من الدورات من بينها دورات في؛ القانون الدولي والإنساني، الإبداع الثقافي، الثوابت الوطنية، إستراتيجيات المقاومة الشعبية، مبادئ العمل السياسي، بمعدل 60 ساعة لكل دورة.
ويُضيف أنه حصل قبل أربع سنوات على درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة الأقصى في غزة بتقدير جيد، وحديثًا حصل على على شهادة البكالوريوس الثانية في التربية/ تخصص تعليم الاجتماعيات من جامعة القدس المفتوحة في نابلس.
وأكد أنه يخطط للاستمرار في تعليمه والحصول على الماجستير داخل سجون الاحتلال، كما أنه يعطي حاليًا دورات تنظيمية للأسرى.
يؤكد طارق أن شقيقه عبد الفتاح صبور جدًا، ويقول: “هو الذي يدعمنا ويمنحنا العزيمة إثر معنوياته العالية حتى وهو داخل السجون، لا أتذكّر أنه كان يحدّثنا عن أي أمر من شأنه إثارة قلقنا أو قلق والدتي، بل على العكس تمامًا دائماً ما يُطمئننا عنه وعن صحته وأحواله”.