يافا المحتلة - قدس الإخبارية: واصل أهالي مدينة يافا المحتلة مواجهتهم مع شرطة الاحتلال؛ احتجاجًا على تجريف مقبرة الإسعاف الإسلامية.
وأوضح موقع عرب ٤٨ أن الشبان أحرقوا حاويات نفايات وأغلقوا شارعًا رئيسًا في المدينة أمام حركة السير وأطلقوا الألعاب الناريّة، ورّدت شرطة الاحتلال بإغلاق شارع “ييفت” الرئيسي وشوارع أخرى، ونشرت قوات حرس الحدود في الأحياء الرئيسية وفي الأزقّة.
وبالعودة لقضية مقبرة الإسعاف، فإنه خلال عام 2018، بدأت مطامع بلدية تل أبيب تلتف حول “مقبرة الإسعاف”، وتم التنفيذ بشكل عملي في آذار/ مارس حيث أقدمت البلدية على إقامة مشروع للمشردين مكوّن من ثلاثة طوابق، يحتوي على طابق أول تجاري، وطابقين لسكن المشرّدين.
من خلال عمليات الحفر لوضع أساسات المبنى والبنى التحتية، على مساحة 700 متر مربع، ومع تدخل سلطة الآثار تم إيجاد عشرات القبور التي تم تحديد عددها بحسب التقارير الرسمية الإسرائيلية، نحو 60 قبراً، والتي أظهرت أيضاً أن طريقة الدفن “إسلامية”.
الهيئة الإسلامية كانت خلف الجماهير اليافاوية حيث استنفرت وحضرت لأرض المقبرة، وصدت استمرار عمليات الحفر فيها، ونُقلت العظام إلى مكان مجهول من قبل سلطة الآثار ومندوبي بلدية تل أبيب.
كان موقف الهيئة الإسلامية واضحاً بأن المقبرة جزء من المقدسات ولا يمكن التفريط فيها واستخدامها لأي هدف آخر. وعملياً بدأت المشارورات ما بينها وبين البلدية دون تدخل قضائي.
بعد نحو عام (آذار 2019)، استكملت البلدية عملها في تجريف المقبرة في محاولة لتمرير مشروعها، حيث قُدّم التماس عاجل للمحكمة “العليا” الإسرائيلية التي أصدرت قرارها في اليوم ذاته، بوقف العمل الفوري.
تم تداول القضية خلال شهر حزيران/ يونيو في المحكمة “العليا”، حيث أبقت على قرار منع العمل الاحترازي، لكنها قررت نقل مداولة القضية في المحكمة “المركزية” لأن الصلاحية الأساسية تعود لها.
قدّم المحامون الالتماس المطلوب باسم الهيئة الإسلامية للمحكمة “المركزية”، حيث تم عقد جلسة لمناقشته في شهر أيلول/ سبتمبر من العام الماضي 2019، ومع نهاية العام تم إصدار القرار المُفاجئ والذي لم يرض به أي فلسطيني في المدينة باستكمال البلدية أعمالها، واستغلت “المركزية” هذا القرار لشرعنة نبش القبور وانتهاك حرمة المقبرة.
فعليًا لم تقم بلدية تل أبيب بأي أعمال طوال الفترة الماضية، لكنها قبل أيام عادت وبدأت بعملية التجريف واستكمال مشروعها، لكن الفلسطينيين في يافا لم يقبلوا بذلك، وشرعوا بخطوات احتجاجية قوبلت بعنف شرطة الاحتلال وتسجيل حالات اعتقال.