فلسطين المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: لم يعد مخفيًا ولا من تحت الطاولة، كل السنوات التي كانت حبلى بالتطبيع، حملتها الإمارات على متن طائرة ووضعتها في مطار "بن غوريون" بتل أبيب، بهوية رسمية، معلنة عن الابن "غير الشرعي للإثم السياسي والأخلاقي والوطني".
وتطرح الطائرة الإماراتية التي وصلت لمطار اللد مساء أمس الثلاثاء، وقوبلت باحتفال رسمي إسرائيلي، رفضًا مشحونًا بالأسئلة، حول ماهية الحدث وتفسيره وكيف وصل الخليج العربي إلى هذه المرحلة المتطورة من التطبيع، بالعلن هذه المرة.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة، أرسلت الشهر الماضي، طائرة محملة بالمساعدات الطبية للحكومة الفلسطينية، عبر مطار إسرائيلي، لكن الحكومة الفلسطينية رفضت استلامها، قائلة إنها لن تكون جسرًا للتطبيع بين الدول العربية والاحتلال، لكن اللافت أن الإمارات أعادت الكرة مرة أخرى، ولكن بهوية رسمية واضحة، وباحتفاء إسرائيلي إضافي.
من جهته، قال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم، إن الأمر لا يخلو من تطبيع خطير، وتتجاهل الواقع السياسي الفلسطيني، وخطوات حكومة الاحتلال التي تطالب بضم الضفة الغربية.
واعتبر في حديثه لـ"قدس الإخبارية"، أن ما حدث يعتبر مؤشرًا خطيرًا على وجود توتر ربما في العلاقة بين الإمارات والسلطة الفلسطينية، ومحاولات لتجاوزها والتساوق مع خلق بدائل عنها.
وأشار إلى أن أسباب التوتر الفلسطيني - الإماراتي، قد يكون إحداها هو اعتبار السلطة أن الإمارات تحتضن محمد دحلان، إضافة إلى تجاهل السلطة المتكرر وعدم التنسيق معها، وهو ما تعتبره السلطة بجهة أخرى إخلالًا بقيمتها وحكمها.
ونوّه سويلم إلى أن الإمارات دولة عربية شقيقة، ويجب التحاور معها على وجهات النظر المختلفة، لأن الشعوب العربية هي عمقنا الاستراتيجي، وهي تؤكد مراراً على موقفها الثابت من القضية الفلسطينية ودعمها لها.
تتويج "خطير وقذر" للعلاقات السرّية
أما المحلل كمال علاونة، فاعتبر أن وصول الطائرة الإماراتية الثانية، بهويتها الرسمية وعلاماتها الواضحة، يعني أنها "سافرة في غيها" للتطبيع مع الاحتلال غير آبهة بشيء، وهو "حدث مؤسف له ما بعده".
وأضاف في حديثه لـ"قدس الإخبارية"، أن مطار اللد إشارة واضحة على تطبيع صريح، بين الجهة المرسلة والمستقبلة، ولا يمكن أن يكون عشوائيًا أو بريئًا.
وتابع بقوله إن الانتقال من التطبيع السري إلى العلن، هي مرحلة "قذرة" وكثير من الدول العربية لديها علاقات مع حكومة الاحتلال، و5 دول من التعاون الخليجي، وضعت على نفسها علامات التطبيع مع "إسرائيل"، أبرزها السعودية والإمارات والبحرين.
يأتي هذا التطبيع اليوم متزامنًا مع مرحلة خطيرة تمر بها القضية الفلسطينية، خاصة مع إعلان الاحتلال نيته ضم مستوطنات الضفة وغور الأردن وشمال البحر الميت، وهو إعلان رسمي بإنهاء حل الدولتين، مما يعني أنه تساوق مع الاحتلال يخالف رؤى وتطلعات الشعوب العربية وانتكاسة لحقوق الشعب الفلسطيني وآماله بالحرية والاستقلال، والمناصرة من محيطه.
وأشار إلى أن الإمارات اختارت الهرولة والتطبيع مع الاحتلال، وتوّجت علاقاتها السرية بعيدة الأمد، بالعلن الفاضح، بدلًا من السير بخطوات نحو الشعب الفلسطيني وقضيته وتطلعاته.