بيت لحم – خاص قُدس الإخبارية: من قلب الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال، لأكثر من 40 يوماً على المقاومين والمطاردين داخل كنيسة المهد بمدينة بيت لحم، خرج الأسير حافظ شرايعة جريحاً ليكمل مسيرة المعاناة أسيراً محكوماً بالسجن المؤبد.
اختطفت قوات الاحتلال حافظ من داخل مركبة إسعاف فلسطينية، بعد إصابته بالرصاص الحي في بطنه، خلال حصار كنيسة المهد في نيسان/إبريل 2002.
يقول والده "لقُدس الإخبارية": "مكث حافظ في المستشفى لمدة 43 يوماً، دون أن نعلم عنه في حينها شيئاً، وعشنا أياماً صعبة أن نطمئن على وضعه الصحي وأنه اجتاز الإصابة، وبفضل الله لا يعاني الان من أثارها".
ويعود شرايعة بذاكرته إلى تلك الأيام الصعبة التي عاشها المحاصرون: "اضطروا بفعل الحصار الشديد الذي فرضته قوات الاحتلال على الكنيسة، إلا أن يأكلوا أوراق الشجر، لكن شعبنا دائماً ما يعبر هذه الشدائد ويخرج أقوى ولا يمكن الاحتلال من هزيمته".
يقضي حافظ حكماً بالسجن المؤبد و20 عاماً إضافية، بتهمة تنفيذ المشاركة في عمليات مقاومة ضد أهداف الاحتلال.
"منذ 19 عاماً حرمنا الاحتلال من قضاء شهر رمضان والأعياد مع حافظ"، يقول والده، "ونفتقد بمرارة الأجواء والمواقف التي كنا نعيشها معه".
ويضيف: "في السجن حافظ على التزامه الديني ويستغل شهر رمضان لقراءة القران وفي العبادة، ويخبرنا في الزيارات أن لديها برنامجاً يستغل فيه وقته لزيادة ثقافته من خلال الاطلاع على الكتب في مختلف المجالات وبما يتوفر في الأقسام".
توقف الزيارات إلى سجون الاحتلال منذ ما يقارب الشهرين، جراء انتشار فيروس "كورونا"، حرم العائلة من زيارة حافظ المحتجز حالياً في سجن "جلبوع".
"كل ما نرجوه في هذا الشهر الفضيل الذي يستجيب الله فيه الدعاء، أن يتحرر حافظ من سجون الاحتلال ونكحل عيوننا برؤيته بيننا بعد كل هذه السنوات من الغياب ونحتفل بزفافه"، يقول والده.
والد حافظ ورغم لوعة الغياب القسري لنجله في سجون الاحتلال، يحتفظ بابتسامة دائمة مع معنويات عالية، لا ينسى الدعاء لكل الأسرى بأن ينعموا بالحرية من السجون التي طال فيها الظلم والمعاناة.