أريحا - خاص قُدس الإخبارية: دخل الأسير أحمد كعابنة من مخيم عقبة جبر بأريحا، يوم أمس، عامه 24 في سجون الاحتلال، وهذه السنوات أكبر من حساب الزمن الذي مر عليه متنقلاً بين المعتقلات والزنازين بعيداً عن الحرية، بل هي عمر من الشوق والألم عاشته عائلته وزوجته.
اعتقلت قوات الاحتلال أحمد وهو بعيد عن زوجته وطفلته "نسرين"، بعد مطاردة لعدة أيام، ليغيب في السجون لسنوات طالت وهو يرزح تحت الحكم بالسجن المؤبد.
"كانت نسرين عند اعتقال والدها تبلغ من العمر سنة و4 شهور فقط، وكنت حاملاً بابنتنا زهرة التي ولدت دون وجود والدها"، تقول زوجة أحمد "لقُدس الإخبارية".
رزق أحمد وزوجته بطفلتهما "رفيف"، قبل سنوات، عن طريق "النطف المهربة" من داخل سجون الاحتلال.
"حاولت دائماً أن أبقي أحمد حاضراً في قلب وتفكير بناتي، أحدثهن عنه وأقول لهن عن مواقفه"، تروي سارة كعابنة.
وتضيف: "رفيف تعرفت على والدها في غرف الزيارة، لكنها والحمد لله متعلقة به كثيراً، ودائماً أقول لها هذا الفستان من والدك، وهذه الأغراض أحضرها لك، حتى يبقى حاضراً في حياتهن".
حرم الاحتلال زوجة أحمد من زيارته لمدة 10 سنوات كاملة، وكانت المحاكم هي الفرصة الوحيدة أمامها لرؤيته.
يعاني أحمد المحكوم بالسجن المؤبد المؤبد مرتين، من مشاكل صحية في القولون، ومن جرثومة في المعدة ولا توفر له إدارة سجون الاحتلال العلاج اللازم، وتكتفي بحبات المسكن.
تقول كعابنة: "معاناة أحمد في سجون الاحتلال تضاعفت بعد وفاة والده، دون أن يتمكن من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، وكان يوم وفاته في الليلة التي سبقت موعد زيارته، وأخبرت عائلات الأسرى أن ينقلوا الخبر له".
أصبح أحمد في سنوات اعتقاله "جداً" لعدد من أبناء ابنته التي تزوجت، دون أن يكون حاضراً إلى جانبها كحال باقي الاباء.
تختصر زوجته ما عاشته من ألم طوال هذه السنوات: "من الصعب أن تعيش دور الأم والأب معاً، وهذا ما حاولته دائماً كي أحافظ على العائلة، وكي نبقى على الأمل أن يعود أحمد إلينا حراً".