شبكة قدس الإخبارية

مروان البرغوثي.. 19 عامـًا من القيد والنضال

555

 

فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: يدخل الأسير القائد مروان البرغوثي عامه التاسع عشر، في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وهو أول نائب فلسطيني يعتقل ويحكم عليه بالسجن المؤبد.

ولد الأسير مروان البرغوثي عام 1959 وهو من بلدة كوبر في محافظة رام الله والبيرة، اُعتقل أكثر من مرة، وكان أول اعتقال له حينما كان يبلغ من العمر (15 عاماً)، واعتقاله الثاني كان عام 1978، واعتقاله الثالث عام 1983.

وبعد الإفراج عنه عام 1983 التحق بجامعة بيرزيت واُنتخب رئيساً لمجلس الطلبة لمدة ثلاث سنوات متتالية، وعمل على تأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية، وفي عام 1984 أُعيد اعتقاله لعدة أسابيع.

وفي عام 1985 اُعتقل لمدة (50) يوماً تعرض خلالها لتحقيق قاسٍ، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية في نفس العام، واُعتقل إدارياً في نفس العام، أمّا في عام 1986 فبدأ الاحتلال بمطاردته، إلى أن أُعتقل وجرى إبعاده، وعمل إلى جانب الشهيد القائد أبو جهاد.

وفي المؤتمر العام الخامس لحركة فتح 1989 اُنتخب عضواً في المجلس الثوري للحركة، وعاد إلى الوطن  في نيسان/ أبريل عام 1994 واُنتخب نائباً للشهيد القائد فيصل الحسيني، وأمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، ليبدأ مرحلة جديدة من العمل التنظيمي والنضالي.

وبادر البرغوثي إلى إعادة بناء تنظيم حركة فتح في الضفة، إلى أن أُنتخب عام 1966 عضواً في المجلس التشريعي لحركة فتح وكان أصغر عضو فيه.

ترأس البرغوثي كذلك، أول صداقة برلمانية فرنسية - فلسطينية وقد عمل على تعزيز العلاقات الفرنسية الفلسطينية من خلال العديد من النشاطات والزيارات المتبادلة.

وقد حرص البرغوثي في إطار عمله في المجلس على ممارسة دور النائب الملتزم بقضايا الجمهور، حيث كان له دور في المجلس وفي لجانه المختلفة، كما أنه كان عضوًا في لجنة التحقيق في الفساد والتي انبثقت عن المجلس التشريعي عام 1997 كما أنه عمل في التجمعات السكنية المختلفة من خلال عقد الاجتماعات والندوات في القرى والمخيمات ومع المجالس البلدية والهيئات المختلفة والجمعيات المختلفة، كذلك ساعد عشرات التجمعات في مشاريع البنية التحتية، حيث أولى اهتماما خاصا لهذه المشاريع لاسيما المدارس بما في ذلك مدارس الإناث، ومن خلال عمله في المجلس شارك في عدد كبير من المؤتمرات البرلمانية والندوات الدولية والنشاطات السياسية المختلفة في العديد من دول العالم.

وخلال انتفاضة الأقصى والتي كان من أبرز قادتها، اتهمته سلطات الاحتلال بتأسيس وقيادة كتائب شهداء الأقصى- الجناح العسكري لحركة فتح، وتعرض للمطاردة ولمحاولتي اغتيال.

اعتقاله الأخير.. وماذا قالوا عنه؟

وفي 15 نيسان/ أبريل 2002 اعتقله قوات الاحتلال خلال اجتياح مدن الضفة، وتعرض البرغوثي لأشهر من التعذيب خلال التحقيق معه، ولأكثر من ألف يوم في العزل الانفرادي وتم الحكم عليه بالسّجن خمسة مؤبدات وأربعين عاماً.

تعرض البرغوثي إلى أكثر من محاولة اغتيال ونجا منها وفي إحداها أطلقت عليه وعلى مساعديه صواريخ موجهة، كما تم إرسال سيارة ملغومة له خصيصاً.

وعند اختطافه قال رئيس حكومة الاحتلال آنذاك، "اريئل شارون"، إنه يأسف لإلقاء القبض عليه حياً وكان يفضل أن يكون "رمادًا في جرّة".

أما وزير داخلية الاحتلال آنذاك "شاؤول موفاز"، فعلق على اختطاف البرغوثي بالقول "إن اعتقال البرغوثي هو هدية عيد الاستقلال التي يقدمها الجيش للشعب الإسرائيلي وأن اعتقاله ضربة قاتلة للانتفاضة".

المستشار القانوني لحكومة الاحتلال "الياكيم روبنشتاين" قال عن اعتقاله، "إن البرغوثي مهندس إرهابي من الدرجة الأولى، وقد راجعت ملفاته طوال ثلاثين عامًا ووجدت أنه من النوع الذي لا يتراجع، ولذلك يتوجب أن يحاكم بلا رحمة وأن يبقى في السجن حتى موته".

وبتاريخ 20/5/2004 عقدت المحكمة المركزية في تل أبيب جلستها لإدانة مروان البرغوثي، حيث كان القرار بإدانته بخمس تهم بالمسؤولية العامة لكونه أمين سر حركة فتح في الضفة، وبكون كتائب شهداء الأقصى تابعة لفتح فأن أي عمل عسكري قامت به يتحمل البرغوثي مسؤوليته. وقد طالب الادّعاء العام بإنزال أقصى العقوبة بحق البرغوثي وطالب بحكمة بخمسة مؤبدات وأربعون عامًا.

عُقدت الجلسة الأخيرة لمحاكمة مروان البرغوثي في السادس من حزيران 2004، في المحكمة المركزية بتل أبيب، وأصدرت حكمها عليه بالسجن خمسة مؤبدات وأربعون عامًا وهي العقوبة القصوى التي طالب بها الادعاء العام.

ورد البرغوثي في جلسة المحكمة مخاطبا القضاة "إنكم في إصداركم هذا الحكم غير القانوني ترتكبون جريمة حرب تماما مثل طياري الجيش الإسرائيلي الذين يلقون القنابل على المواطنين الفلسطينيين تماشيا مع قرارات الاحتلال".

وأضاف البرغوثي في كلمته: "إذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن".

إنجازاته بالأسر
وترأس المناضل مروان البرغوثي القائمة الموحدة لحركة فتح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية عام  2006، وهو من بادر لصياغة وثيقة الأسرى.

 وفي التاسع من أيار 2006، وقّع البرغوثي نيابة عن حركة فتح “وثيقة الأسرى للوفاق الوطني” الصادرة عن القادة الأسرى لمختلف الفصائل الفلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقد تبنت منظمة التحرير الفلسطينية هذه الوثيقة باعتبارها أساساً لمؤتمر الوفاق الوطني.  

وفي العام 2010 حصل القائد البرغوثي من قسم العزل الجماعي في سجن "هداريم" على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية، وقد صدر للبرغوثي مجموعة من الكتب خلال سنوات الأسر الماضية منها كتاب "ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي."

وفي ذكرى يوم الأسير 17 نيسان 2017 قاد البرغوثي إضرابا مفتوحاً عن الطعام "إضراب الحرية والكرامة " لنحو 1600 أسير فلسطيني واستمر لـ(42) يوماً.

اليوم تحل الذكرى التاسعة عشر، لاعتقاله، وتستعاد ذكريات الأسر والإضراب ومساهماته في العمل النضالي الفلسطيني، وعين تنظر إلى أفق حريته، حيث تداولت أنباء على وضعه على رأس القائمة بصفقة تبادل أسرى مقبلة.