الكويت- خاص قدس الإخبارية: يثير مسلسل “أم هارون”، المزمع عرضه خلال شهر رمضان المقبل، جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات بتعزيز التطبيع مع "إسرائيل".
ويتحدث المسلسل الذي عرضت قناة "mbc" السعودية مقطعًا ترويجيًا له، لعرضه على شاشتها برمضان، عن حياة اليهود في الخليج العربي زمن الأربعينيات من القرن الماضي، ويظهرون بأنهم منبوذون ومظلومون بسبب ديانتهم، وهو ما يؤسس لعرض ما يوصف بـ"مأساة اليهود"، وإظهار شخصيات "الحاخامات" عبر الشاشات العربية لا سيما السعودية.
المسلسل أنتجته قناة ام بي سي السعودية، وكتبه علي شمس ومحمد شمس، وأخرجه محمد جمال العدل، وتؤدي فيه الفنان الكبيرة حياة الفهد دور البطولة (أم فهد)، لامرأة منبوذة اجتماعيا بسبب ديانتها “اليهودية”.
أثار المسلسل الجدل عبر منصات التواصل، بالرغم من أنه لم يعرض بعد، وسط مطالبات للكويت بمنع عرضه ومحاسبة الشخصيات فيه، بدعوى التطبيع مع "إسرائيل" ومحاولة تبييض صورتها في الخليج والعالم العربي، والتعايش معهم، عبر عرض شخصياتهم وتسويق مظلوميتهم خلال الأعمال الفنية.
وأصدرت 13 هيئة ومركز وائتلاف، بيانًا مشتركًا حول المسلسل، وقالت إنه "محاولة خبيثة لاختراق المجتمع العربي الخليجي عبر بوابة الدراما"، مضيفة "تاريخ اليهود تاريخ حاضر وواضح ولن ينجح من يقف خلف هذا المسلسل في تزييف وقائع التاريخ".
والجهات هي "تنسيقية مناهضة الصهيونية ومقاومة التطبيع، والمركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع، حملة المقاطعة بفلسطين، الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، سفراء ضد التطبيع، الائتلاف النقابي العالمي للتضامن مع القدس وفلسطين، ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين، حركة البناء الوطني الجزائر، جمعية البركة- الجزائر، وحركة النهضة بتونس،الائتلاف الشبابي المغاربي لنصرة القدس وفلسطين، مركز حكاية وطن، هيئة نصرة الاقصى بلبنان".
وطالبت وسائل الإعلام والقنوات الفضائية بعدم عرض مسلسل "أم هارون" والترويج له، داعية المؤسسات والنقابات والحملات المناهضة للتطبيع بتحرك واسع ضد هذا العمل باعتباره محاولة خبيثة لاختراق المجتمع الخليجي.
واستكمل البيان: "ندعو قناة الـmbc للتخلي عن سياسية الترويج للتطبيع والاستجابة لمطالب الشعوب الرافضة له، فكل المحاولات التي تسعى لقَبول المحتل بيننا ستبوء بالفشل طالما أنه جاثمٌ على أرض عربية إسلامية مقدسة".
وأطلقت هذه الجهات حملة إعلامية ضد مسلسل "أم هارون" والتغريد على وسم #ضد_التطبيع و#كويتيون_ضد_التطبيع وذلك يوم الثلاثاء، الساعة 8 مساءً بتوقيت القدس المحتلة.
من جهته، أصدر تجمع اتحرك لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع، بيانًا قال فيه إن المسلسل يطرح القضية على أنها قضية ذات طابع ديني، ويتم فيه تمييع الصراع مع العدو؛ أحداث المسلسل هي أحداث حقيقية عن توظيف اليهود العرب في المخطط الصهيوني، وهجرة اليهود من الدول العربية، خصوصًا الخليج".
وأوضح التجمع أن شخصية "أم هارون" بأنها قابلة تعمل في البحرين لمدة ٤٠ عامًا، وهي يهودية كانت تعيش هناك ومن ثم توجهت إلى "اسرائيل" وأكملت حياتها كمواطنة هناك، في دعوة للتعايش مع الأشخاص اليهود العرب منهم، الذين أصبحوا من أهم العوامل التي يعتمد عليها الاحتلال في شرعنة وجوده في المنطقة.
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول كسب ذلك الترويج والدفع بذلك ليقترب أكثر فأكثر من تحقيق حلمه المتمثل بإزالة الحاجز النفسي والعدائي المفروض عليه من العرب على وجه الخصوص؛ وبذات الوقت يفعل ما يفعله من تنكيل بالأسرى وتهويد للأراضي وإقامة المستعمرات على الأراضي العربية.
وتابع اتحرك، "واجبنا يُحتِّم علينا أن نحارب كل عمل تطبيعي من شأنه أن يروِّج للتطبيع مع العدو و/أو تمييع أشكال الصراع معه و/أو تزييف حقيقة الإرهاب الذي يمارسه بحق الفلسطينيين والعرب"، مطالبًا بتجريم الممثلة من قبل السلطات الكويتية لقيامها بخرق معايير المقاطعة، فالموقف الرسمي الكويتي كما الشعبي هو موقف مُشرِّف تجاه القضايا العربية عامة والقضية الفلسطينية خاصة، ورافض لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.
وبالرغم أنّ العمل لم يُعرض بعد، واقتصر على مقطعه الترويجي، إلا أنّ نيّته تقديم شعار التعايش والمحبّة مع اليهود كما ظهر من كلام الفهد في المقطع الترويجي وحديثها عن المحبّة ودوام الصراعات التي ستكون بداية الشّرارة، يأتي في توقيتٍ تتّجه فيه دول الخليج إلى التطبيع مع الاحتلال، ومع هذا كان هناك إشادات بالعمل، ودعوات إلى الفصل بين الديانة اليهوديّة، والصهيونيّة.
يُذكر أن بطلة العمل، الفنانة الكويتية حياة الفهد، أثارت قبل أيام جدلًا واسعًا بعد دعوتها إلى ترحيل الوافدين من البلاد، خلال انتشار فيروس كورونا المستجد، وهو ما دعا البعض إلى اتهامها بـ”العنصرية”.
