طولكرم - قدس الإخبارية: “بابا بس تطيب بنيجي عندك”، لكنه لم يتمالك نفسه، وبكى بعد أن شاهد والده يدخل إلى غرفة سيقضي فيها 14 يومًا في الحجر المنزلي بعد أن خرج متعافيًا من فيروس كورونا من المشفى، ولم يستطع احتضان أحد.

فادي عبدو خرج مساء اليوم الجمعة من مشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في طولكرم، حيث خضع للعلاج فيه لمدة 33 يومًا عقب إصابته بفيروس كورونا في التاسع من آذار/ مارس الماضي، بحضور عائلته وذويه وأصدقائه وكذلك الأجهزة الأمنية والطواقم الطبية التي أمّنت عملية نقله من المشفى إلى منزله في ضاحية ارتاح. 

كان ابن فادي بين المُنتظرين، وحينما خرج والده لوّح له من بعيد، لكنه لم يستطع احتضانه، رغم كل الاشتياق، هو لا يعي تمامًا ما الذي يحدث، لكنه يعرف بأن والده ما زال مريضًا ولا يجب تقبيله أو التسليم عليه أو احتضانه إلّا بعد انقضاء فترة زمنية أخرى حتى الشفاء التام من فيروس كورونا.

فرحةٌ لا توصف هكذا قال والد فادي عبدو في تصريحات صحفية وكذلك عائلته التي هيّأت له غرفة للحجر المنزلي، وأضاف أن الأيام التي مرت عليهم كانت عصيبة وصعبة لكنّها بفضل الله انتهت بنتيجة “سلبية” أي أن فادي غير مُصاب.

وأكد أن ابنه كان صابرًا منذ البداية، ومعنوياته عالية منذ لحظة إصابته وحتى اليوم، وسيستمر في حجر نفسه منزليًا كي يخرج الفيروس من جسده بشكل تام وتخرج النتيجة النهائية التي تسمح له بالعودة لعائلته وممارسة حياته بشكل طبيعي.

خرج موكب من السيارات التابعة للأجهزة الأمنية وذوي فادي عبدو إلى جانب سيارة الإسعاف التي أقلّته من المشفى حتى ضاحية ارتاح، وكأنه عريس في ليلة زفافه، حتى أوصلوه إلى منزله، في هذه اللحظة لوّح ابن فادي بيده مجدّداً وقال له: “بابا .. بسط تطيب بنيجي عندك”، ثم بكى بعد أن رأى والده يدخل إلى غرفته وحده.

وزارة الصحة أعلنت عن ارتفاع حالات التعافي من فيروس كورونا في فلسطين إلى 46، بعد تعافي الشاب عبدو من طولكرم.

يذكر أن عدد المُصابين ارتفع مساء اليوم إلى 267 إصابة في فلسطين، حيث ما زالت هناك 219 إصابة فعّالة، وتم تسجيل حالتيْ وفاة.