القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: سُمع صوت المؤذن في أرجاء العاصمة المحتلة، وهو يقول: “صلّوا في بيوتكم”، حزِنت القلوب، ولم تُشدّ الرّحال إليه، ولم تُسمع أصوات تكبيرات وتهليلات المصلين في أروقة المسجد الأقصى فجر اليوم.
ما إن انتهى آذان الفجر حتى قال المؤذن زهير الصباح (46 عامًا) “صلّوا في بيوتكم” ثم صلّى على النبي محمد عليه السلام، وساد الصّمت.
يقول الصباح لـ”قدس الإخبارية”: “لقد كان شعورًا غريبًا يقبض القلب، لم أتوقع أن أقول أو أسمع في حياتي جملة “صلوا في بيوتكم”.
ويُضيف أنه يؤذن في المسجد الأقصى منذ عشرين عامًا، وهذه هي المرّة الأولى التي تُسمع فيها تلك الجملة من المسجد الأقصى، فاليوم كان الأقصى حزينًا حتى طيوره لم تكن موجودة فجرًا كالمعتاد”.
ويقول: “المسجد كان فارغًا تمامًا، كنت أدخل يوميًا أرى من حولي جميع المصلين، منهم من يقرأ القرآن، يدعو الله، يتوضأ، يسبّح ويستغفر الله، ومنهم من يصلي ويسجد، اليوم دخلت المسجد والجدران حولي ولا يوجد أحد”.
صلاة الفجر أُقيمت لكن بوجود الإمام والمؤذن وبعض موظفي الأوقاف الذين لم يتجاوز عددهم العشرة على وجه التقريب.
يقول إمام الفجر الشيخ وليد صيام لـ”قدس الإخبارية”: “انفجرت من البكاء حينما سمعت هذه الجملة تُرفق مع الآذان”.
ويُضيف “كنت حزينًا جداً، فالمسجد فارغ، ولا يوجد مصلين، وصلّينا الفجر أنا والمؤذن وبعض الموظفين فقط”.
دار حديث بين المؤذن والإمام، فقال صيام للصباح: “عمري 64 عامًا ولم أسمع بحياتي قط جملة صلّوا في بيوتكم”.
مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، علّق حضور المصلين إلى المسجد الأقصى، ابتداء من اليوم 23 آذار/ مارس، بشكل مؤقت، استجابة لتوصيات المرجعيات الدينية والطبية للوقاية من انتشار فيروس “كورونا”.
صباح اليوم، انتشرت الطيور والقطط في باحات المسجد الأقصى، تنتظر وتبحث عمّن كان يُطعمها ويسقيها من المصلّين المرابطين في المسجد الأقصى، إلّا أن حرّاس المسجد تكفّلوا بتلك المهمّة حتى يُزيل الله تلك الغمّة.