رام الله – خاص قدس الإخبارية: يتجه الناخبون في دولة الاحتلال الإسرائيلي، غداً الإثنين، إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الثالثة للكنيست التي تعقد في أقل من عام في ظل أزمة سياسية وفشل الأحزاب في الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة.

وتتنافس 29 قائمة انتخابية إسرائيلية على 120 مقعدًا في الكنيست خلال الانتخابات الإسرائيلية وسط توقعات بأن تجتاز تسع كتل منها نسبة الحسم، أما بقية الأحزاب فلا يتوقع لها النجاح في انتخابات الكنيست الـ 23 وفقاً لآخر استطلاعات الرأي.

وبحسب لجنة الانتخابات المركزية بدولة الاحتلال؛ فيحق لـ(6,453,255) إسرائيليًا التصويت للانتخابات، من خلال 10,631 صندوق اقتراع موزعة على شتى المناطق، في حين سيتم فتح صناديق الاقتراع الساعة الثامنة صباحًا وستُغلق في العاشرة مساءً.

وتبدو الساحة السياسية الإسرائيلية أمام أزمة جديدة في ظل تقارب النتائج المتوقعة في استطلاعات الرأي وإمكانية تكرار ذات السيناريوهات التي حدثت في الجولتين السابقتين وإمكانية الذهاب نحو جولة رابعة من الانتخابات.

وفشلت أي من الأحزاب الإسرائيلية خلال الشهور الماضية في تشكيل حكومة جديدة نتيجة الخلافات بين “الليكود” وحزب “أزرق أبيض” وعدم حصول أي منها على عدد المقاعد الكافية لتشكيل الحكومة وهو ما أسهم في ظهور الخلافات بشكل علني وواضح وصلت للتراشق الإعلامي ونشر معلومات وخفايا كان يحجبها قادة الأحزاب عن بعضهم البعض وعن جمهورهم الداخلي.

واتفق محللان في أحاديث منفصلة لـ "شبكة قدس" على أن فرص الذهاب نحو انتخابات رابعة جديدة مرتفعة للغاية في ظل عدم اختلاف المشهد كثيراً عن الجولات السابقة، ومحافظة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو على وضعه وكذلك “أزرق أبيض” برئاسة غابي غانتس على نتائجه، وإصرار أفيغدور ليبرمان على عدم ترجيح كفة أي منهما لتشكيل الحكومة.

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي د.عمر جعارة إن آخر استطلاعات للرأي تمنح 34 مقعداً لـ”اليكود” و34 مقعداً لـ”أزرق أبيض” من ناحية للأرقام و14 مقعداً للقائمة العربية فيما انخفضت عدد المقاعد المتوقع حصول حزب “إسرائيل بيتنا” برئاسة ليبرمان إلى 6 مقاعد فقط.

وأضاف جعارة لـ "شبكة قدس" أنه من المتوقع أن تحصل كتلة اليمين بزعامة نتنياهو على 57 مقعداً مقابل 55 مقعداً لكتلة غانتس مجتمعة، وهو ما يعني أن كلا الحزبين الكبيرين لا يستطيع تشكيل حكومة جديدة إلا بالتحالف مع ليبرمان.

وواصل جعارة قائلاً: "ليبرمان أعلن أنه لن تكون هناك انتخابات رابعة إلا أن المعطيات القائمة حالياً هي ذاتها التي كانت سائدة في الانتخابات السابقة ويبقى احتمال الذهاب لانتخابات جديدة كبير إلا إذا أقدم ليبرمان على تغيير توجهاته".

ووصف المختص في الشأن الإسرائيلي الحملات الانتخابية الإسرائيلية الحالية بـ”القذرة” على صعيد الخطاب الإعلامي المتداول بين الأحزاب، وهو ما يعكس حالة الفشل التي وصلت إليها دولة الاحتلال بسبب نتنياهو.

سيطرة اليمين

من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي علاء ريماوي لـ "شبكة قدس" إنه من الواضح أن تيار اليمين ما يزال مسيطراً على الأوضاع فاستطلاعات الرأي تشير إلى تقارب النتائج بين “الليكود” و”أزرق أبيض” أو تقدم بفارق طفيف لليكود.

وأضاف ريماوي قائلاً: "من الواضح أن المشهد السياسي الإسرائيلي أمام أزمة جديدة حيث من الممكن أن يتكرر سيناريو الانتخابات الماضية ويذهب الاحتلال للمرة الرابعة نحو صناديق الانتخابات نتيجة الفشل في تشكيل الحكومة".

واعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي أن ليبرمان سيكون عنصرًا حاسمًا في الانتخابات، وفي حال أصر على موقفه فإن الاحتلال سيذهب للانتخابات من جديد، إلا إذا تغيرت قناعته ودعمه الليكود أو أزرق أبيض لتشكيل حكومة جديدة.

وواصل قائلاً: "حتى لو دعم ليبرمان حزب غانتس فإن الأخير يحتاج إلى أن يمنحه العرب "الكتلة العربية" الدعم الكافي لتشكيل الحكومة".