غزة- خاص قُدس الإخبارية: يُعدّ الأسير محمد الحلبي من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، صاحب أطول محاكمة بتاريخ الحركة الأسيرة، حيث تتواصل جلسات محاكمته دون حُكم، وذلك من لحظة اعتقاله عام 2016.
الحلبي الحاصل على درجة الماجستير في الهندسة، عمل قبل اعتقاله مديرًا لمؤسسة "الرؤية العالمية" في قطاع غزة، وهي متخصصة بالخدمات الإغاثية والإنسانية، اُعتقل خلال عودته عبر حاجز بيت حانون/ايرز، في الخامس من يونيو/حزيران 2016، واتهمته سلطات الاحتلال بدعم حركة حماس ماليًا.
منذ ذلك اليوم، يخضع الأسير الحلبي لجلسات محاكمة وصل عددها في آخر محكمة إلى 134، وجرى تأجيلها حتى الثالث من مارس/آذار المقبل، لتصل المحكمة المقبلة، الرقم 135 من المحاكمات الأطول في التاريخ.
والده تحدث إلى "قدس الإخبارية"، قائلًا إن الاحتلال يحاول تلفيق قضية إلى نجلي محمد، تبريرًا لطول مدة المحاكمة، 4 سنوات تقريبًا من الاعتقال بدون قضية، وبدون الاستناد إلى وقائع حقيقية.
52 يومًا في التحقيق، قضاها الحلبي تحت الضغط والتعذيب، لدفعه على الاعتراف بالدعم المالي لحركة حماس، لكنّه بقي صامدًا، وقال: "لن أعترف، لا أعترف حتى لو على مخالفة سير لم أفعلها"، وفقًا لوالده.
وبحسب والده، فإن الحكومة الاسترالية التي كانت تموّل مؤسسته التي عمل مديرًا لها سابقًا، أجرت تحقيقًا مستقلًا منفصلًا لديها حول الاتهامات الموجهة للحلبي، وأظهرت نتائج التحقيقات ومراجعة الأوراق المالية للمؤسسة ونشاطاته بأن الاتهامات جميعها باطلة كليًا.
وكتبت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً حول محاكمة عامل الإغاثة في قطاع غزة، محمد الحلبي، أن محاميه ماهر حنا، قال إن "إسرائيل" تمدد المحاكمة ضد موكله على مدى ثلاثة أعوام على الرغم من عدم توفر الأدلة، وهي غير راغبة في التراجع بعد التقدم بمزاعمها عام 2016.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها 28 نوفمبر 2019، أن المحاكمة يحيط بها الجدل،حيث يتهم جهاز أمن الاحتلال الداخلي، الحلبي، بتحويل أكثر من سبعة ملايين دولار إلى حماس، بينما تقول "وورلد فيجن" إن ميزانية أنشطتها الكاملة في غزة طوال عام تقل كثيرًا عن ذلك المبلغ.
مناشدة للممثليات والسفارات
ويناشد والده، ممثلي سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين والاحتلال، وممثلي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، للوقوف مع قضية ابنه وإظهار العدالة، وإنهاء الظلم الذي يقع عليه منذ سنوات.
ولفت إلى أنه لم يزره طيلة فترة اعتقاله، فيما زارته والدته ونجلاه، وأن طفله عرفه في السجن، قائلًا: "طفله فارس كان صغيرًا جدًا عندما اعتقل والده، وقد عرفه خلال الزيارات، ومن خلف الزجاج، أين الإنسانية التي تمنع أبٌ من احتضان صغيره؟".
وكان منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، التقى عائلة الأسير محمد الحلبي بقطاع غزة، في نوفمبر 2019، شرحت العائلة القضية وطول المحاكمات غير العادلة، فيما وعد الأول بالضغط للإفراج عنه، لكن أي من ذلك لم يتم حتى اليوم.
وتنتظر العائلة بقلقٍ بالغ ما ستؤول إليه الأمور في المحاكمة 135 المقبلة، إذ تضمنت محاكمته الأخيرة إحضار شهود وملفات وأوراق، ثم جرى تأجيلها، بدون معرفة الموعد الذي يمكن أن يُصدر بحقه حكمًا، قال الأب: "الاحتلال يريد المماطلة للخروج بماء وجهه، بعد سلسلة المحاكمات، يريدون أي شيء يداري مزاعمهم".
ويقبع الأسير حلبي (43 عامًا) حاليا في معتقل "ريمون" في ظروف حياتية صعبة، وتتعمد إدارة مصلحة سجون الاحتلال التضييق عليه، ومفاقمة معاناته عبر التنقلات المستمرة في "البوسطة"، وما يتعرض خلالها من تعذيب وتنكيل وإهانة وعزل.