القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: مقابل منزل جدّه، كان يقف على الناحية الأخرى يتناول “ساندويش” برفقة شقيقتيه اللتين لم تكونا قد خرجتا من المحل وقت مباغتتة رصاصة مطاطية وجه “مالك” ابن الثماني سنوات.
مالك عيسى طالب في إحدى مدارس قرية العيساوية شمالي شرق القدس المحتلة، غادر مدرسته ظهر أمس (15 شباط)، متوجّهاً مع شقيقتيه إلى منزل جدّه كما جرت العادة، وبعد ذلك تحضر والدتهم وتأخذهم إلى المنزل.
نزلوا من الحافلة وذهبوا لمحل بيع “سندويشات”، يقع مقابل منزل جدّهم. مالك حصل على شطيرته أوّلاً، ووقف أمام المحل منتظراً شقيقتيه، في ذلك الوقت يبدو بأن مناوشات اندلعت بين شبان العيساوية وقوات الاحتلال التي اقتحمت القرية بالتزامن مع خروج الطلاب من مدارسهم.
تلك الأحداث يرويها “محمود” عم الطفل مالك لـ”قدس الإخبارية” ويقول: “إن المتواجدين في المكان لحظة الحدث، قالوا لنا إن مالك كان يأكل سندويشة وحاول قطع الشارع حينما أصابته رصاصة مطاطية في رأسه، أسقطته أرضاً، وأن الدّماء امتلأت وجهه، ليتبين بعد ذلك بأنها أصابت جبينه، فوق الأنف تحديداً وقريبة من العين”.
وأضاف محمود أنه تم نقل مالك إلى مشفى “هداسا” في العيساوية، ثم تم تحويله إلى “هداسا عين كارم” لاستكمال الفحوصات والعلاج، حيت أُجريت له عدّة عمليات استمرّت لعدّة ساعات حتى ساعات فجر اليوم.
وقال: “إن العمليات أُجريت بسبب كسور في الجبين والرأس، وغدّة في الأنف انفجرت جرّاء إصابته بالرصاص، وتخوّفَ الأطباء من المادة التي تُفرزها تلك الغدّة والتي قد تسبّب التهاباً قاتلاً في حال وصولها إلى الدماغ، لكنهم تمكّنوا من السيطرة عليها”.
وحول العين، يؤكد محمود لـ"قدس" أن الأطباء قالوا إن العين تضررت بشكل كبير جداً، والاحتمال الأكبر أنه “خسرها”، وسيبقى الطفل مالك تحت المراقبة لمدة 24 ساعة حتى يقرّروا كيفية التعامل معها.
وأشار إلى أن العيساوية تتعرّض يومياً لاقتحامات ومواجهات، ما يجعل الأهل يعيشون في قلق دائم على أطفالهم، خاصة وأن الأحداث تحصل بالتزامن مع مغادرتهم منازلهم أو عودتهم إليها.