قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات إن "الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل ربما كان خطأ، لأنه كان علينا أن نطلب منها في ذلك الوقت أن تحدد حدودها كي نعترف بها في تلك الحدود".
وخاطب عريقات الدبلوماسيين الأجانب في القدس الذي التقاهم في وادي اللطرون قائلاً:" أتدرون لماذا هدمت (إسرائيل) عام 1967 القرى الخمس في وادي اللطرون وهجرت سكانها البالغ عددهم 5200 مواطن؟ السبب هو تغيير الحدود". وقال عريقات لصحيفة الحياة اللندنية :" الكل يسأل هل ستعودون إلى المفاوضات؟ وأنا أقول نعم، نحن نريد العودة إليها ، فنحن المستفيد الأول من نجاح مهمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونحن الخاسر الأكبر من عدم نجاحه، لكن نريد أن نعرف ما هي أجندة هذه المفاوضات، نريد أن نسمع كلمة واحدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهي، 1967". وأضاف :" قدمنا لكيري الخرائط، وأجبنا عن كل سؤال وجهه إلينا، لكن المشكلة في الجانب الآخر الذي لا يريد مفاوضات جدية تفضي إلى إنهاء الاحتلال عن أرضنا"، وتابع :" أتعرفون لماذا هدمت (إسرائيل) في ذلك العام أيضًا حي المغاربة في القدس العتيقة؟ إنه للسبب ذاته، وهو توسيع الحدود وتغييرها، علماً أن (إسرائيل) ضمت وادي اللطرون إلى حدودها غير المحددة كما فعلت في شرقي القدس". وعرض عريقات أمام الدبلوماسيين الأجانب مفارقات هذه المفاوضات التي آلت، بعد أكثر من عقدين من الزمان، إلى هدم بيوت الفلسطينيين وتشريدهم، وبناء المستوطنات على أرضهم بدلاً من أن تنتهي إلى إقامة دولتهم. وتضاعف عدد المستوطنين في الضفة بما فيها القدس أكثر من أربع مرات منذ التوقيع على اتفاق أوسلو عام1967، ولم تتوقف عمليات هدم البيوت التي يقيمها الفلسطينيون في شرقي القدس أو في المناطق المصنفة "ج" الخاضعة للاحتلال والتي تشكل 60 في المائة من مساحة الضفة. ووقف عريقات على سفح جبل مطل على أراضي وادي اللطرون، وأشار الى آثار خمس قرى فلسطينية مهجّرة جرى استبدالها بمستوطنات، وبدا عليه أنه يائسٌ من وجود أي فرصة لنجاح مسيرة المفاوضات الطويلة. وبدأ كيري جولات مكوكية بين واشنطن ودول المنطقة منذ شهرين لإحياء عملية التسوية، لكنه واجه عقبات كبيرة دفعته إلى تأجيل السقف الزمني الذي منحه لنفسه أكثر من مرة. وأكبر العقبات التي واجهته هو رفض حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقف البناء في المستوطنات القائمة في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها شرقي القدس، ورفضها الاعتراف بحدود عام 1967. وقال عريقات:" المواجهة ستكون هناك في لاهاي (أمام محكمة العدل الدولية) في حال فشلت المفاوضات، فهدم البيوت هو جريمة حرب، وبناء المستوطنات هو جريمة حرب". ورأى أن وضع الفلسطينيين بعد الحصول على مكانة دولة غير عضو في الأمم المتحدة نهاية العام الماضي بات مختلفاً عما قبله، فـ"بعد الـ29 من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2012، فإن كل إنش من الأرض المحتلة عام 1967 هو أرض فلسطينية"، على حد قوله. وأضاف:" من حقنا الانضمام إلى كل منظمات ووكالات الأمم المتحدة، ومن يخشى القضاء الدولي عليه التوقف عن ارتكاب جرائم الحرب"، مشيراً في ذلك إلى هدم بيوت الفلسطينيين وتشريدهم وإقامة المستوطنات على أرضهم المحتلة. واختتم عريقات:" نريد إعطاء كيري فرصة للنجاح، لكن هناك في (إسرائيل) من يعمل جاهداً على إفشال مهمته". (وكالات)