فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: طلقٌ من النعنع أثار في نفوسهم مشاعر غريبة، جميلة، دافئة، حنّوا من خلالها إلى الأرض والأهل والحريّة، لم يقطفوه، بل تركوه يكبر لتكبر الأحلام بالحرية معه.
“قدس الإخبارية” ستسرد لكم من خلال لقائها بعدد من الأسرى المحررين، والذين قضوا عدّة سنوات، بعض الطرائف التي تحصل في سجون الاحتلال وتعني لأسرانا الفلسطينيين الكثير، فقد تبدو لكم بسيطة، لكنّها لمن هم خلف القُضبان تعني الكثير.
في حادثة انقطاع التيار الكهربائي، يقول “أبو المجد” إنهم كانوا يسعدون بهذا الأمر، في حال كان الانقطاع خلال ساعات المساء، لأنهم يتمكّنون من رؤية النجوم، فالأسرى لا يستطيعون رؤيتها بسبب “كشّافات” السجن الساطعة جداً.
في السجون الإسرائيلية المركزية، لا يُمكن أن ترى الحيوانات الأليفة كالقطط مثلاً، على عكس سجن “عوفر” مثلاً أو “النقب” فهناك يرونها بشكل كبير.
يقول “أبو عيسى” قال لـ”قدس الإخبارية” إن الأسير ناصر أبو حميد كان يربّي قطّاً في سجن “عسقلان” وكان صديق جميع الأسرى، يداعبونه ويلعبون معه، وعندما علمت إدارة السجون بذلك، قمعت السجن كله.
ويُضيف أن وحدات القمع وطواقم من الصحة والبيئة حضرت للسجن، وتمت مصادرة “القط”، وهذا ما أثار حزن الأسرى لأنه كان يبعث السرور في نفوسهم.
أما شقيق ناصر أبو حميد، فقد كان يربّي عصفوراً (دوريّ) في سجن عسقلان خلال عام 2010، يطير تارّة ويعود له تارّة أخرى ويقف على كتفه، ويتباهى به أبو حميد أمام الأسرى، وينام داخل قسمه.
ويشير هنا “أبو عيسى” إلى أن وجود طير أو عصفور يُضفي نوعاً من الحيوية في السجن، والمرح لدى الأسرى، إلّا أن أي أمر يتعلّق برفع معنويّات الأسرى ونفسياتهم، يُقمع من قبل إدارة السجون.
أمّا النعنع، يقول “أبو أسامة” إن الأسرى لاحظوا أن هناك طلق (برعم) نعنع قد خرج من بين الحاجز الحديدي (الشيك) بين قسم “3” ومطبخ سجن “عوفر” العسكري الإسرائيلي.
وأضاف أن سعادة الأسرى به كانت لا توصف، فقد ذكّرتهم بأرضهم ومزروعاتهم، وحريتهم التي يتعشّقون لها، فحافظ الأسرى عليه من خلال سقايته بالماء، كي يستمر في النمو وتكبر أحلامهم معه.
ويبيّن أنهم كانوا أيضًا يسعدون لسماع صوت آذان الفجر من سجن “عوفر”، وصوت بائع الخضراوات في قرية “رافات” القريبة من رام الله.
أما الأسيرة المحررة انتصار، فحدّثتنا عن المطر وحبّ بعض الأسيرات للعب به، خاصة في وقت “الفورة”، لكنّ إدارة سجن “هشارون” كثيراً ما كانت تقلّل مدّة الفورة، في حال وجدت أن الأسيرات مستمتعات بالمطر.
وتبيّن أنه رغم الأجواء الباردة جداً في السجن، وتلك إحدى معاناة الأسيرات، إلّا أن المطر كان يُرسل لهنّ رسائل من ذويهنّ تدفِئُ أرواحهنّ.