فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: كعادته، خرج الفلسطيني إسماعيل عوض لأداء صلاة الفجر في مسجد “البدرية” بقرية شرفات جنوبي مدينة القدس، وتفاجأ بانقطاع التيّار الكهربائي بعدما حاول إنارة المكان.
عند الساعة الرابعة والربع من فجر يوم الجمعة (24 كانون ثاني/يناير الجاري) تفاجأ مختار قرية شرفات عوض بتصاعد ألسنة اللهب والدّخان داخل المسجد، فلم يجد سوى قدميه وسجّادة صلاة لإخماد الحريق.
مستوطنون من جماعة “تدفيع الثمن” المتطرفة تسّللوا فجر الجمعة، أحرقوا المسجد، وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه وانسحبوا من المكان.
يقول عوض لـ”قدس الإخبارية”: “لم يكن أي أحد في المسجد سواي، وبقدرة ربّانية أخمدتُ النيران التي اشتعلت بأجزاء كبيرة في المسجد من خلال سجادة صلاة وحذائي، وكنت كلّما شعرت بضيق النفس، خرجت واستنشقت هواء نظيفاً وعدتُ مسرعاً لإكمال العمل”.
ويُضيف: “لا يُمكن لي وحدي أن أسيطر على النيران، لولا يدٌ خفية من الله قد أطفأت النار معي”.
كل ذلك خلال ربع ساعة، وعندما جاء أحد المصلين إلى المسجد، عند الساعة الرابعة والنصف، كان عوض قد أخمد النار التي لم يعرف حينها من أين جاءت، لكن الشعارات التي خُطّت على جدران المسجد التاريخي بيّنت له ماهية الفاعلين من المتطرفين اليهود.
وخلال نهار اليوم، قامت مجموعة من الشخصيات الدينية والرسمية والوطنية في القدس والداخل بزيارة مسجد “البدرية”، وأكدوا على أنه سيتم إعادة بناء هذا المسجد بشكل أكبر؛ ردّاً على جريمة المستوطنين واعتدائهم عليه.
من جهته، قال رئيس جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية صفوت فريج، إن كل شيء في القدس بات مستهدفاً، من رجال الدين والمساجد والمنازل، مضيفاً أن الاحتلال يُريد اقتلاع المقدسي من أرضه وبلده.
وأكّد فريج لـ"قدس" أنه بمساندة أهلنا في القدس والداخل المحتل سيتم إعادة بناء هذا المسجد المتواضع والصغير ليصبح أكبر، وليبقى شامخاً لأن ذلك يؤذيهم ويؤرّقهم، وقال: “هم ينشرون الظلام ويهدمون ويحرقون ونحن ننشر النور ونبني ونعمّر”.
أما خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري قال إن من من حرق المسجد عبارة عن “ظَلَمة يحرقون بيوت الله، فالمساجد هي سفارة من سفارات الله في الأرض”.
وأكد على تضامن الفلسطينيين الكامل مع أهالي قرية شرفات، ومساندتهم في إعمار المسجد الأثري والتاريخي الذي تم استهدافه من قبل ما قال عنهم “الأيدي الخبيثة الملطّخة بالدماء والتي تولّت عملية الحريق واستخدام مواد لا يُمكن أن تتوفر إلا مع الجيوش”.
هذا المسجد تاريخي ومبني منذ أكثر من 600 عام بحسب مختار القرية، وكُتب عند مدخله “هذا مسجد ومقام السادة البدريين الذين يعود نسبهم إلى السيد بدر الدين بن محمد بن يوسف بن بدران وهم من أحفاد زين العابدين بن الحسين بن علي”.