غزة - خاص قُدس الإخبارية: كان خضر زيدان، أو "مارادونا"، كما يحب أن يسميه أهالي مخيم جباليا، يداعب كرة القدم في الأزقة والملاعب، ويركض خلفها في كل مكان، قبل أن يقتله صاروخ أطلقته طائرات الاحتلال، أصاب رأسه.
استشهد خضر في المجزرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال، في العام 2009، بعد أن أطلقت صواريخها تجاه مدرسة للاجئين بالفاخورة شمال قطاع غزة، وأدت لاستشهاد 43 فلسطينياً.
بينما كان خضر يقف إلى جانب المدرسة، تقول شقيقته "لقُدس الإخبارية"، أصابه صاروخ أطلقته الطائرات برأسه واستشهد، وثم دُفن في قبر مجهول لم تتمكن العائلة من معرفة مكانه حتى الان.
وتضيف: "بعد استشهاده أخذوا جثمانه من داخل الثلاجة ودفنوه، دون أن نودعه، ولم نعرف مكان قبره، ولا زالت الحسرة تسكن قلبي رغم مرور كل هذه السنوات على فقده".
يقول إبن شقيقته موسى عبدالنبي "لقُدس الإخبارية": "اعتقلت قوات الاحتلال خالي خضر في الانتفاضة الأولى، وبعد أن عذبوه وضربوه على رأسه، فأصابته مشاكل نفسية وصحية".
قبل اعتقاله والاعتداء عليه من قبل قوات الاحتلال، تقول شقيقته، "كان خضر منذ صغره يعمل خياطاً، ولا يبخل على أحد ممن يعرفهم بشيء ويحب أن يشتري للجميع مما يتوفر معه من مال".
كان خضر عاشقاً لكرة القدم ويحب الأرجنتيني "مارادونا" كثيراً، حتى أنه كان يظل باستمرار يرتدي قميصاً مكتوباً عليه اسم نجمه المفضل، يحمله معه في المباريات التي رغم ما أصابه بفعل تعذيب الاحتلال له، إلا أنه بقي محترفاً يثير إعجاب كل متابعيه، يقول موسى.
تقول شقيقة خضر وحرقة الفقد تملأ صوتها: "كان محبوب من الجميع، لا أتذكر أنه اعتدى على أحد، ملتزم بالصلاة، ويحب أبنائي ويلاعبهم ويزورني بشكل دائم".
استشهد خضر بصاروخ غادر ودفن في قبر مجهول المكان، لكن بقيت ذكراه، تسكن أزقة المخيم وشوارعه، التي جابها عاشقاً لكرة القدم، وستظل صور المجزرة البشعة في الفاخورة لا تغادر ذاكرة من عايشوها.