غزة- قُدس الإخبارية: خيبة أمل شديدة أصابت الشابة فاطمة يوسف (30عاماً) بسبب ضياع فرصتها في أداء العمرة على إثر ارتفاع ثمن رسومها المفروضة والتي فاقت إمكانياتها المادية.
“فاطمة” التي تعمل سكرتيرة في إحدى شركات قطاع غزة تقول إنها كانت تتمنى السفر لأداء مناسك العمرة، حيث قامت بادّخار المال وإنهاء كافة الأوراق اللازمة للتسجيل منذ بداية العام الجاري.
لكنّها تفاجأت أمس بقرار لجنة الحج والعمرة في وزارة الأوقاف بقطاع غزة، في تحديد تسعيرة العمرة لهذا العام بـ890 ديناراً أردنياً شاملة لجميع التكاليف والخدمات.
تقول “فاطمة” لـ”قُدس الإخبارية”: “صُدمت من هذا القرار، فالمبلغ خيالي ولا يُمكنني توفيره أبداً”، معتبرة بأن موسم العمرة في غزة أصبح مكسباً لدى الشركات القائمة عليها للحصول على المزيد من المال، وليس فرصة لأداء العبادة.
لم تتمكن الشابة الفلسطينية من السفر خارج القطاع طيلة حياتها، وقالت: “وجدت بأن العمرة فرصة لي أولًا لمعايشة فريضة دينية، وثانياً للقاء صديقتي التي تقيم في ألمانيا، حيث كنا قد عقدنا النيّة بأن نجتمع في السعودية، بسبب عدم تمكنها من الوصول لغزة بسبب الإغلاق المتكرر لمعبر رفح”، لافتة إلى أنها لم تر صديقتها منذ سبعة أعوام.
أثار قرار وزارة الأوقاف حول تسعيرة العمرة الجديد لهذا العام، استياءً كبيراً لدى الشارع الفلسطيني في القطاع، معتبرين بأنها لا تلائم ظروفهم المعيشية والاقتصادية، مطالبين بمقاطعة شركات الحج والعمرة لهذا العام.
أما رائد أبو مبروك (55 عامًا) فقال متذمّراً: “ما يحدث للمعتمرين بغزة ظلم كبير (..) حتى موسم العمرة أصبح فرصة للتجارة، هناك فرق كبير بين رسوم العمرة في الضفة وغزة رغم أننا نعيش في الوطن ذاته”.
وأضاف أنه عزف عن أداء العمرة بعدما أتمّ كافة الإجراءات المطلوبة منه له ولزوجته، كما دفع التكاليف الأولوية، مشيراً إلى أنه المبلغ الذي استطاع أن يدّخره لا يكفي للسفر بمفرده.
وتساءل: لماذا لا يقف الأهالي في غزة وقفة جادة للتراجع عن قرار الوزارة، فهذا المبلغ الذي أقرّته لجنة الحج والعمرة يمثّل ثروة بالنسبة لسكان القطاع.
وأوعز مصدر في إحدى شركات العمرة بغزة -فضّل عدم ذكر اسمه- إلى أن الجانب المصري وضع شروطًا زادت من الأعباء المالية عليهم، معتبراً بأنها شكل من أشكال التنسيق غير المباشر.
وصلت تكلفة سفر المعتمر الواحد من معبر رفح لمطار القاهرة 300 دينار، وهذا مبلغ يعتبر أضعاف أضعاف التكلفة مقارنة بالأعوام السابقة، حيث كانت الرسوم عام 2014 نحو 30 ديناراً فقط، بحسب المصدر، مشيراً أن لهذا الأمر يخلق تداعيات سلبية على الشركة والمواطن في آن واحد.
وأكد على أن الخطوة التي اتخذتها السلطات المصرية في استئناف موسم العمرة قبل أشهر يصب في مصلحتها بشكل كبير، لافتًا إلى أن وزارة الأوقاف تفاوضت مع شركات الحج والعمرة، ليتم رفعها لـ890 ديناراً. وفقًا للمصدر.
وحول موسم العمرة لهذا العام، قال المصدر إن عدداً كبيرًا من المعتمرين تراجعوا عن التسجيل، ما يعرض الشركات لخسارات كبيرة، حيث تتعاقد الشركات بغزة عادة مع شركات سعودية مقابل مبلغ مالي يصل ما بين ألفين وخمسمائة دينار إلى ثلاثة آلاف دينار.
وفي السياق ذاته، أعلن مدير عام دائرة الحج في وزارة الأوقاف عادل صوالحة أنه تم تسيير متطلبات العمرة في قطاع غزة بالتعاون مع شركات الطيران المصرية-السعودية كما في العام الماضي.
واتفقت الوزارة بالتنسيق مع جمعية أصحاب الحج والعمرة على تكلفة العمرة وهي 890 دينارًا للمعتمر، حيث سيخرج الفوج الأول في الخامس عشر من شهر كانون أول/ ديسمبر القادم، والمكون من 532 معتمرًا.
وصرح صوالحة لـ”قُدس الإخبارية” بأن هناك زيادة في موسم العمرة الحالي بسبب استحداث برامج العمرة في السعودية وهي منصات إلكترونية يتم من خلالها تقييم وضع السكن وتنقل المعتمر في مكة والمدينة، ما أدى لارتفاع رسوم فيزا المعتمر من 80 ديناراً إلى 130 ديناراً، فهذه أعباء إضافية تضاف لتكاليف رسوم العمرة، وليست مقتصرة على سكان غزة فحسب، فالقرار يسري على جميع المعتمرين في كل دول العالم.
كما أوضح أن سلطات المعابر والحدود المصرية زادت أيضاً من تكاليف السفر، ما رفع رسوم العمرة لهذا العام، حيث تم أخذ القرار بالتشاور مع شركات الحج والعمرة بغزة.
أما عن الفارق في رسوم العمرة ما بين الضفة وغزة، بين صوالحة أن تكلفة سفر المعتمر من الضفة تصل لـ250 ديناراً فقط، وهذا بسبب أن رحلته تتم برّاً وليس جوّاً، فينتقل من جسر الأردن إلى السعودية مباشرة من خلال الحافلات التي تبقى برفقته لـ9 أيام.
لكن المعتمر بغزة ينتقل براً من معبر رفح باتجاه مطار القاهرة، ثم جوّاً من المطار ذاته باتجاه مطار السعودية، حيث تصل تكلفة تذكرته ذهابًا وإيابًا 550 دينارًا وتمتد رحلته لـ14 يوماً.