غزة- قُدس الإخبارية: تحدثت عائلة الشاب المتوفي يحيى كراجة، ووزارة التنمية الاجتماعية، عن معلومات تتعلق بقضية المتوفي وشقيقه عبود، التي أثارت الرأي العام خلال الأيام الأخيرة.
وأوضحت شقيقة "يحيى وعبود" عبر مقطع فيديو مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أن العائلة لم تتخلى عن أبنائها وكانت تستمر بإرسال الأموال إليهما، لكن عبود كان مدمنًا على المخدرات ولم يقبل التغيير.
وأشارت إلى أن العائلة قدمت لهم المساعدة مسبقًا لكنهما كانا يصرفان المبالغ بدون تحسين ظروف حياتهما، منوهة إلى أن تقديم الناس المساعدة لشقيقها عبود يستلزم مسبقًا التأكد من صحته النفسية وخلوه من الإدمان عبر إجراء فحص له بالدم أو من الشعر.
فيما قال مختار عائلتهم سهيل كراجة، "أبو حمدان"، إن العائلة لم تتخلى عن أبنائها، وأنه اشترى منهم منزلهم بعد وفاة والدهم، وأمن لهم آخر وأصلح بعده منزل آخر في رفح، لكنهم ذهبوا لأقارب في رفح واختلفوا معهم وقطع لعبود لسانه بعد خلاف شخصي".
وأضاف في مقطع مصور أيضًا، أن العائلة مستعدة بإيواء الشاب عبود كراجة وتصحيح أوضاعه، وإعادته إلى "حضن العائلة طالما التزم بالعادات والتقاليد والضوابط الشرعية والدينية"، بعدما فقد شقيقه يحيى، الخميس الماضي، متأثرًا بحروق أصيب بها بعد إضرامه النار في نفسه احتجاجًا على سوء الأوضاع الاقتصادية، وتدهور حالته المعيشية في غزة، بعد وفاة والده وعدم وجود منزل يأويه.
وأكد المختار أبو حمدان أنه على استعداد لفتح بيت عزاء للمتوفى يحيى، حال أراد شقيقه عبود ذلك، مؤكدًا أن العائلة "مع عبود وشقيقه، إلا أنها ضد التصرفات والأفعال غير المقبولة"، قائلًا إن "هناك قضايا ومخالفات عليهما".
التنمية الاجتماعية: هذا ما قدمناه
من جهتها، أصدرت وزارة التنمية الاجتماعية، بيانًا للرأي العام بما يخص الشاب يحيى عبد القادر كراجة وشقيقه، الذي أقدم على حرق نفسه مما أدى إلى وفاته.
وقالت التنمية إنها بكل حزن وأسى التطورات التي حدثت في ملف يحيى عبد القادر كراجة رحمه الله، والمسجّل ضمن برنامج المساعدات النقدية منذ 1/6/2013م، وكان آخرها وفاته يوم الخميس الموافق 7/11/2019م، وهنا نضع الرأي العام أمام عدة حقائق.
ووفقًا للبيان، فإن وزارة التنمية الاجتماعية أدرجت الشابين عبودي وشقيقه يحيى ضمن برنامج المساعدات النقدية (برنامج الحماية الوطني) حيث حصلا على أول دفعة نقدية بقيمة 750 شيكل بتاريخ 1/6/2013م (بداية أزمتهم)، وما زالوا منتفعين حتى تاريخه.
كما قدمت الوزارة للأخوين كراجة مساعدات عينية (ملابس - أدوات منزلية - طرود غذائية - فرشات وحرامات) رغم الظروف الصعبة التي تعيشها الوزارة نتيجة الحصار.
وتابع قسم الأسرة والطفولة في وزارة التنمية الاجتماعية الحالة وعمل اتصالات عديدة لاحتوائهم لفترة عند أهل الخير ثم تم مساعدة الأخوين بتوفير عمل في كافيتريا والمبيت فيها، وتم توفير بدل إيجار لمدة ثلاثة شهور عن طريق إحدى الجمعيات وتم تمديد المدة لشهرين من فاعل خير في العام 2013، بحسب البيان.
وفي عرضها للمساعدات، قالت إنه في عام 2014 قامت وزارة التنمية الاجتماعية بصرف حرامات وفرشات وطرود غذائية من المديرية أكثر من مرة وتم توفير مساعدات مالية بسيطة لهم من أهل الخير لسد حاجتهم حتى 2016م.
كما أنه بتاريخ 23/1/2016 قام تجمع المؤسسات الخيرية عبر إحدى جمعياته باحتواء الأخوين كراجة، وشراء ملابس جديدة لهم، واستئجار بيت، وتأثيثه، وسداد ديون متراكمة عليهما.
وقام تجمع المؤسسات الخيرية عبر إحدى جمعياته بتوفير بدل إيجار شقة سكنية مع تكلفة المياه والكهرباء لمدة عشرين شهراً من شهر 2/ 2016 حتى شهر 7/2017 بقيمة 600 شيكل شهرياً.
كما تكفّل تجمع المؤسسات الخيرية عبر إحدى جمعياته بتوفير طعام ومواصلات ومصاريف يومية في مراحل مختلفة، فيما وفر تجمع المؤسسات الخيرية عبر إحدى جمعياته، العلاج الصحي وهو عبارة عن علاج نفسي تحت عناية طبيب مختص بالإضافة إلى العلاج من الإدمان في المصحّة التابعة لمركز شرطة معسكر جباليا.
وعمل تجمع المؤسسات الخيرية عبر إحدى جمعياته خلال العام ٢٠١٧ على توفير مصدر دخل ثابت لهم يعفيهم عن السؤال مرة أخرى، إذ وفّر لهم عربة لبيع المأكولات والمشروبات السريعة، مع توفير جميع مستلزمات تشغيلها.
وصلت قيمة إجمالي المساعدات التي قدمها تجمع المؤسسات الخيرية عبر إحدى جمعياته لأكثر من عشرين ألف شيكل، فيما واصل تجمع المؤسسات الخيرية على مدار العامين الماضيين تقديم المساعدات النقدية والعينية من خلال فاعلي الخير.
وأشارت في بيانها، إنها تواصلت في يونيو / 2019م مع فاعل خير لتوفير مكان إيواء دائم وطُلب من الشابين استئجار حاصل والمبيت فيه، وجعله مصدر دخل ثابت لهم يساهم في تحسين مستوى معيشتهم وذلك بالتعاون مع الشرطة الفلسطينية، إلا أن الشابين رفضا تلك الجهود.
وأكدت أنها لم ولن تتخلى الوزارة عن دورها في أي يوم من الأيام، وطواقمها تعمل في الميدان في جميع الظروف، ولا تتوانى عن مساعدة أي مواطن يلجأ إليها، وفقًا للبيان.
وكانت قضية الشاب كراجة أثارت زخمًا شعبيًا كبيرًا، بعد الإعلان عن وفاته الخميس الماضي، متأثرًا بإصابته البالغة جراء إقدامه على إحراق نفسه، وقال : "لم أحرق نفسي ولم أنتحر، أنا انفجرت".