رام الله- قُدس الإخبارية: تضاربت التصريحات الصحفية الصادرة عن مسؤولين وقيادات بارزة في حركة فتح، حول إمكانية ترشح رئيس السلطة الفلسطينية الحالي محمود عباس، للانتخابات الرئاسية المقبلة من عدمه.
قيادات اعتبرت "أبو مازن" مرشح فتح الوحيد، وآخرون أكدوا دعمهم له من الحركة نفسها، فيما ظهرت أخرى تؤكد أنه لن يقبل أن يرشح نفسه مرة أخرى، وأخيرًا قالوا إن الحركة لم تدرس مرشحها للرئاسة بعد.
وبالعودة إلى التصريحات التي أطلقها قيادات من فتح في الآونة الأخيرة، فإن أبرز الداعمين كانوا كلًا من "جبريل الرجوب، وحسين الشيخ، إبراهيم أبو النجا"، فيما اكتفى آخرون من الحركة كالقيادي جمال محيسن بالتشكيك في الوصول إلى الانتخابات أصلًا، متحدثًا عن المعيقات الكبيرة أمامها.
مرشحنا الوحيد
من جهته، قال وزير الشؤون المدنية والقيادي بحركة فتح، حسين الشيخ إنه وبعد "بعد انتهاء لجنة الانتخابات من مشاوراتها سيحدد السيد الرئيس موعد الانتخابات التشريعية، ومن ثم بعد ذلك موعد الانتخابات الرئاسية".
وأضاف في تغريدة له عبر تويتر في منتصف أكتوبر/تشرين أول الماضي، أن حركة فتح تؤكد أن مرشحها الوحيد للرئاسة السيد الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، مرشح الإجماع الفتحاوي وكل أحرار وشرفاء شعبنا الفلسطيني العظيم"، وفقًا لقوله.
وأيد محافظ مدينة غزّة، إبراهيم أبو النجا، تصريحات الشيخ بقوله، إنّ المرشح الوحيد لحركة فتح في الانتخابات الرئاسية هو الرئيس محمود عباس.
لا يقبل أن يرشح نفسه
من جهته، قال أمين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب، إن "أبو مازن"، لن ينافس في الانتخابات ولا يقبل أن يكون مرشحًا، واصفًا اياه بالثروة الوطنية.
وأضاف بقوله في تصريحاتٍ سابقة خلال أكتوبر/تشرين أول، أنه يتوجب علينا النظر إلى أبو مازن باعتباره شيخًا للعشيرة وأبا روحيًا، وزعيمًا وطنيًا معنيًا بأن يعيد للقضية اعتبارها بطموحات ومعتقدات واحدة وبقيادة واحدة من خلال عملية ديمقراطية".
وتابع: "بعد شهرين سيحتفل الرئيس عباس بعيد ميلاده الـ85، وهو أب روحي للجميع، لا يريد أن ينافس في الانتخابات، ولا يقبل أن يكون مرشحًا للانتخابات، هو يريد أن يكون أبًا روحيًا لإنجاح نموذج ديمقراطي وطني أخلاقي هو مقتنع فيه".
وجدد الرجوب حديثه عن الرئيس عباس، أمس الجمعة، بالقول إن أبو مازن هو رئيس السلطة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وانتخب في المجلس الوطني رئيسا للدولة، والسلطة الفلسطينية هي جهاز خدماتي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، والمنظمة هي المرجع والوطن المعنوي لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج.
وأضاف في تصريحات خلال لقاء مع قناة روسيا اليوم، أن أبو مازن يجب أن يبقى العنوان والمرجعية، ويجب ألا نخطأ في الحسابات".
وفيما يتعلق بترشح عباس، قال الرجوب إن "الحركة لم تناقش حتى الآن مرشحها للرئاسة بعد، أبو مازن عليه إجماع في الحركة، وأولويته إنهاء الانقسام، ثم إنهاء الصراع بإقامة الدولة الفلسطينية"، مضيفًا: "أتمنى من كل الفلسطينيين أن يدركوا أهمية الرئيس أبو مازن الاستراتيجية لصالح القضية الفلسطينية وإنجاز المصالحة وعملية إقامة الدولة لما له من ثقل على المستويين الإقليمي والدولي".
وأكد الرجوب أن فتح سعت منذ 12 عامًا لإنجاز الوحدة الوطنية بوطن واحد وشعب واحد وقيادة واحدة، مشددا على أن " العملية الديمقراطية جزء من عقيدتنا الوطنية"، وأن "فتح وسيلة وليست قدر الشعب الفلسطيني، وسنكون جسورًا باتجاه تنفيذ مبادرة الرئيس محمود عباس التي تخدم الجميع".
تجدر الإشارة إلى أن الهيئات القيادية لحركة فتح- اللجنة المركزية والمجلس الثوري- لم يجتمعا ويناقشا ملف الانتخابات، بشكلٍ رسمي حتى الآن، وترفض فتح عقد لقاء وطني مع الفصائل قبيل إصدار المرسوم الرئاسي، وسط أحاديث عن معيقات لإصداره.