شبكة قدس الإخبارية

حقوقيون لـ "شبكة قدس": التقصير الرسمي وراء استهداف المحتوى الفلسطيني عبر فيسبوك

5
هيئة التحرير

غزة، جنيف – خاص قدس الإخبارية: اتهم حقوقيين موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بالانحياز لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي وتعرض استهداف المحتوى الفلسطيني عبر الموقع تحت غطاء التحريض والمحتوى العنيف وغيرها من الاتهامات.

وأكد هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ "شبكة قدس" على ضرورة وجود استراتيجية موحدة من قبل النشطاء والمؤسسات الخاصة والرسمية للتصدي للهجمة التي يشنها فيسبوك في الآونة الأخيرة على المحتوى الفلسطيني والتي أدت لحذف وحظر عشرات الحسابات والصفحات.

ومؤخراً أضاف فيسبوك خوارزمية مكونة من عدد من الكلمات المرتبطة بقضايا تخص الشأن الفلسطيني مثل شهيد ومقاوم والجبهة الشعبية وحماس والجهاد الإسلامي وسرايا القدس وغيرها من الكلمات التي عمل على إضافتها وتؤدي لحظر وحذف المنشور وصاحبه.

وطالب الحقوقيان السلطة الفلسطينية والحكومة بالتحرك في مختلف المحافل الدولية في ظل الضغوط الكبيرة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على فيسبوك والتي نجحت في إزالة آلاف المنشورات واتخاذ إجراءات عقابية بحق ناشريها.

من جانبه، قال رئيس المرصد الأورو متوسطي د. رامي عبده إن ما يحدث مؤخراً عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك نتيجة طبيعة لإقبال شركات عملاقة رقمية على افتتاح مقار ومكاتب إقليمية في دول قمعية مثل دولة الاحتلال.

وأشار عبده لـ "شبكة قدس" إلى أن فيسبوك من بين أكثر من 300 شركة فتحت مرافق بحث وتطوير لها في دولة الاحتلال، كان من أبرز هذه الشركات جوجل وميكروسوفت وانتل.

وبين رئيس المرصد الأورو متوسطي إلى أن كل ما جرى مؤخراً هو عبارة عن تضافر للجهود لقمع النشاط الفلسطيني عبر وسائل التواصل الاجتماعي ففي عام 2017 ذكر تقرير لوزارة العدل الإسرائيلية أن وحدتها السيبرانية قامت بتوثيق 2،241 حالة من المحتويات "غير المقبولة" على الإنترنت التي شاركها الفلسطينيون ونجحت في إزالة 70 بالمائة منها.

وبحسب عبده فإن تحقيقات أجرتها صحيفة الغارديان البريطانية أثبتت أن موقع فيسبوك أزال نحو 90% من المحتوى الذي طلب الاحتلال التعامل معه.

من جانبه، يرى سمير زقوت نائب مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان أن هناك قصور فلسطيني على الصعيد المؤسساتي في التعامل مع ما يقوم به فيسبوك من إجراءات تعسفية بحق المحتوى الفلسطيني وهو ما يتطلب مجهوداً أكبر عبر الحكومة ووزارة الخارجية والاتصالات.

وقال زقوت لـ "شبكة قدس" إن المصالح هي من تحكم تعامل موقع فيسبوك مع الاحتلال الإسرائيلي خصوصاً وأن هناك استثمارات مالية ضخمة، داعياً إلى بذل مجهود ضخم وكبير من أجل شن حملة لمقاطعة الموقع واللجوء لمنصات أخرى.

وأضاف الحقوقي: "لا بد أن يكون هناك تحرك جماعي يشارك فيه جميع شرائح المجتمع الفلسطيني للوقوف في وجه إجراءات فيسبوك المغلفة بادعاءات جميعها يتعارض مع القوانين والأعراف الدولية التي كفلت حرية الرأي والتعبير والنشر".

ولفت زقوت إلى أن ما يقوم به فيسبوك هو نتاج لممارسات يقوم بها الاحتلال مع فيسبوك الأمر الذي يتطلب مجهوداً جماعياً فلسطينياً مضاداً للضغط على فيسبوك من أجل الاستجابة للمطالب الفلسطينية المختلفة.

ما يتميز به المحتوى الفلسطيني أنه بعيد عن أية دعوات للعنف أو التطرف ونسبته تكون محدودة، وما ينشر هو عمل إعلامي وصحافي وإجراءات فيسبوك الأخيرة التي قام بها ألحقت الأذى والضرر بهذه المؤسسات عبر حذفها وحظر، وفقاً لزقوت.

وأطلق نشطاء فلسطينيون، أمس الأربعاء، حملة إلكترونية للتغريد عبر هاشتاج #‎FBblocksPalestine في جعله يتصدر مواقع التواصل، حيث حلّ الوسم في المرتبة الأولى فلسطينيًا والثانية في المملكة الأردنية، كما شهد الهاشتاج تفاعل نشطاء من دول عدة وبلغات مختلفة.

وقالت الحملة في بيان أصدرته إن أكثر من 65 مليون تفاعل عبر منصتي تويتر و انستغرام بالإضافة إلى التفاعل الواسع عبر فيسبوك، وشهد موقع تويتر أكثر من 11ألف تغريدة خلال ساعات عبر الهاشتاج بالإضافة إلى الآلاف من التغريدات على الهاشتاج ذاته في فيسبوك.

وقد تفاعل مع وسم الحملة مؤسسات ونشطاء وفنانون وصحافيون وكتاب من دول عدة، وكان من ضمن المتفاعلين: حركة مقاطعة إسرائيل، سعوديون ضد التطبيع، الفنان المغربي رشيد غلام.

ووفقاً للبيان فإنه من المقرر أن يُعقد في رام الله الإثنين المقبل اجتماع هام لمؤسسات فلسطينية، يتم خلاله مناقشة الهجمة على المحتوى الفلسطيني من قبل إدارة فيسبوك، وسبل التصدي المشترك لهذه الهجمة.

وتشير حملة "فلسطين تحظر فيسبوك" إلى أنّ  التجارب الماضية أثبتت نجاح مثل هذه الاحتجاجات حين تراجعت إدارة الموقع قبل سنوات عن انتهاكات ضد المستخدمين الفلسطينيين بعد حملة إغلاق جزئي للموقع، وفي ظل تصاعد الانتهاكات الحالية والتي بلغت حدًا غير مسبوق أخبرتنا الإدارة قبل أيام بعدم تلقيها أية شكاوي حكومية على سياستها أو مراجعات من جهات غيرنا، وهذا يؤكد الاحتمالية العالية لنجاح الحملة في تحقيق أهدافها إن تظافرت الجهود.