يستمر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، بحملة انتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني، من حظر منشورات وحسابات مستخدمين ومنع من البث المباشر، وطالت حملته نشطاء في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ونشطاء المقاومة الشعبية وآخرين، كما وصلت اجراءات الموقع إلى حذف صفحات إخبارية والتهديد بحذف أخرى كما حصل مع شبكة قدس الإخبارية.
تهديد وجود
الصحفي الفلسطيني خالد عمر قال إنّ المحتوى الفلسطيني عبر فيسبوك يتعرض لأوسع حملة تطهير "ناعم وهادىء"، كان أبرزه اعتبار كلمات حماس والجهاد الإسلامي وفصائلهم محتوى مخالف، ثم نشطاء في الحراكات الشعبية في الضفة ونشطاء ضد الاستيطان والتطبيع ومقاطعة الاحتلال.
ويردف "أيام وسيبقى مسموح لنا أن نتحدث عبر هذا الأزرق عن كل شيء إلا حقوقنا الوطنية، خاصة إن لم يقف الجميع موحدين ضد هذه الاجراءات".
وقال مركز صدى سوشال إنّ فيسبوك يحظر المنشورات والصور والبث المباشر لعشرات النشطاء لفترات متفاوتة تصل لغاية ٦٠ يومًا، كما كشف المركز عن قيام إدارة الفيسبوك بتطوير خوارزميات جديدة وإضافة مصطلحات فلسطينية لقائمة الحظر والانتهاكات بدعوى انتهاك معايير الموقع.
وقال المركز في بيان صحافي أصدره أن إدارة الموقع حذفت خلال الأيام القليلة الماضية العديد من المنشورات بسبب كلمات فلسطينية، وبعض هذه المنشورات يعود لأعوام ماضية.
وعن المصطلحات التي تضمنتها قائمة الحظر، ذكر المركز في بيانه أن هذه الكلمات هي: "حماس \ الجهاد \ شهيد\ القسام\ السرايا"، ووفقاً للمركز فإنه سيصدر قريباً دليلاً كاملاً لحماية المحتوى الفلسطيني وللرد على التساؤلات الواردة دوما حول موضوع الانتهاكات والحظر المستمر.
دور الاحتلال
المحاضر في كلية الإعلام في جامعة النجاح د.فريد أبو ظهير يقول في حديثٍ لقدس الإخبارية إن الاحتلال يقوم بكل ما يستطيع لمحاصرة وسائل الاتصال في العالم لكي يفرض روايته، وهذا شيء طبيعي، وقد طور الاحتلال إجراءاته لكي تواكب تطور وسائل الاتصال، واستطاع التسلل إلى مواقع صنع القرار داخل هذه المؤسسات، ومنها فيس بوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، ويضيف أبو ظهير بأنّه حتى جوجل، استطاع الاحتلال أن يؤثر فيه.
ويرى أبو ظهير بأن ما يجري هو انتهاك لحرية التعبير، خاصة وأن الاحتلال استطاع أن يُقنع القائمين على هذه المواقع بأن مثل عبارات حماس والقسام هي أمور محظورة، وهذا برأيه يدل إلى حد كبير على ضحالة المعرفة لدى القائمين على تلك المواقع، إن لم يكن تواطؤهم أصلا.
مواجهة الاجراءات
مسؤول حملة صدى سوشال إياد الرفاعي أكد في حديثٍ لقدس الإخبارية وجود مناقشات مستمرة مع إدارة فيسبوك للحصول على أجواء إيجابية لتعبير الفلسطينيين عن آرائهم بشكل صحي وللدفاع عن حقوقهم المشروعة التي كفلتها كافة القوانين الدولية.
ويضيف "نحن الان بصدد دراسة خطوات عملية على ارض الواقع من شأنها الضغط على فيسبوك للعدول عن التضييق الكبير الذي يرتكبه ضد المحتوى الفلسطيني".
ووصف الرفاعي الخطوات الفلسطينية الرافضة للانتهاكات بمثابة خطوات احتجاجية للتعبير عن الرفض الشعبي الفلسطيني لسياسات تكميم الافواه التي يحاول فيسبوك فرضها على مستخدميه.