شبكة قدس الإخبارية

في يوم مولد الأسير صالح دار موسى .. وردة "بيسان" لم تصله

هيئة التحرير

أرادت بيسان... ابنة الأعوام العشرة، أن تؤنس والدها الأسير في يوم ميلاده ال 49، عندما أصرت في يوم الزيارة على أخذ وردة تهديها لوالدها، إلا أن والدتها منعتها وقالت لها أن الجنود سيحرموها من الزيارة إن فعلت ذلك... حزنت عندها بيسان على تلك الزهرة التي لم تستطع أن تهديها لوالدها، لكنها ذهبت إلى الزيارة مبتهجة لأنها هي من سيهنئه بميلاده من العائلة عن قرب.

هذه الطفلة... هي ابنة الأسير صالح صبحي دار موسى، من بيت لقيا قضاء مدينة رام الله، والذي يقضي حكماً بالسجن 17 مؤبداً، ويقبع في سجن هيداريم.

الأسير صالح دار موسى، والذي قالت زوجته أنه لم يجلس ولم يعش مع عائلته المكونة من أربعة بنات وولدين بالقدر الذي عاشه داخل السجن، حيث قضى في سجون الاحتلال التي بدأ تجوله فيها منذ بداية التسعينات، 17 عاماً، ذاق فيها مرار التعذيب والتحقيق، وحرم فيها من أبنائه والعيش معهم.

أم إسلام، زوجة الأسير صالح تعيش وعائلتها ظروفاً خانقة سببها لهم الاحتلال الاسرائيلي بفعل اعتقالاته المتكررة لزوجها (أبو إسلام)، والتي لم تزره منذ أربعة أعوام ونصف، بسبب الرفض الأمني، الذي تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلية ضد عوائل وأبناء الأسرى الفلسطينيين.

 وتقول أم إسلام:" اعتقال أبو إسلام، بتاريخ: 27/9/2003 والذي كان يعمل قبل اعتقاله مدرساً للتربية الإسلامية في بيت لقيا، كان موعداً آخر للعائلة لتفترق من جديد، وليكويها ألم البعد والفراق مرة أخرى، وفي اعتقال أبو إسلام الأخير توفت والدته التي كانت تحلم بزيارته".

 أبو إسلام الذي لمسنا في حديث زوجته التي تفتقده كثيراً، أنه كان أباً حانياً عطوفاً، يستغل أوقات فراغه من لترفيههم والحديث معهم، ومن طرف حديث أبنائه معه في الزيارة، أنهم كانوا يقولون له:" أنت لست شديداً علينا كأمي"، فأبناؤه وزوجته وطلابه وجميع من عرفه كان يحبه وكلهم حزينون على فراقه، ويدعون له بالفرج القريب.

حكاية أبو إسلام ومسيرته في اعتقاله الأخير كانت قاسية، حيث مكث منذ بداية اعتقاله في التحقيق لمدة عام كامل، ولم تزره عائلته إلا بعد ثلاثة سنوات من اعتقاله، الأمر الذي تواجه فيه عوائل الأسرى صعوبات كبيرة للاطمئنان على أسيرهم، لكن ورغم ذلك كله، إلا أن أبو إسلام، وكما وصفه محبوه وأهله، كالعرين الصامد في عرشه لا يهزه من حاول إخماد صوته.

من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار أن الشيخ صالح من الشخصيات الإعتبارية في فلسطين وهو من قيادات الحركة الأسيرة وقد عزل لمدة طويلة وتعاني أسرته من قلة التواصل معه لوجوده في عزل هداريم الجماعي .