غزة- قُدس الإخبارية: تعرضت معلمة فلسطينية من غزة، لمحاولة اختطاف من ذويها، وذلك أمام مدرستها غرب مدينة غزة، وأثارت قضيتها استياءً عامًا بين الأهالي.
وفي التفاصيل، ذكرت مصادر محلية، أن المعلمة "ن/ج" (30 عامًا) تعرضت لمحاولة اختطاف بعد انتهاء دوامها المدرسي في مدرسة غرب غزة، من قبل والدها وشقيقها وخالها، قبل أن يجري انقاذها من قبل الشرطة.
وأوضحت أن المعلمة جرى الاعتداء عليها بالضرب أمام المدرسة، بواسطة عصا كبيرة وجهاز كهربي، أدى لشرخٍ ونزيف في رأسها، قبل أن يقتادها الخاطفون في سيارة ويتحركون لها.
الشرطة توضح
من جهتها، أوضحت الشرطة الفلسطينية في غزة، على لسان المتحدث باسمها أيمن البطنيجي، أن الشرطة تلقت بلاغًا من مسؤول في (أونروا) في منطقة غرب غزة، بوقوع حادثة خطف مُعلمة داخل أسوار المدرسة، وقد تلقت مسؤولة دائرة حماية الأسرة والطفولة بالشرطة الإشارة.
ولاحقت سيارة تابعة للشرطة، الجُناة، حتى أمسكت بهم على أحد الحواجز، وتم القبض عليهم، وتخليص الفتاة "المعلمة المختطفة"، وقد كانت مُقيدة.
وتابع بالقول، "القصة أن السيدة مطلقة والعائلة تحاول إجبارها على الرجوع لزوجها، بالرغم من تقديمها شكوى سابقة ضده بأنه كان يعذبها جسديًا ونفسيًا ويعتدي عليها ويهينها".
وطالبت الشرطة، النيابةَ العامة، بتغليظ العقوبة على كل من يُحاول أخذ القانون بيده، وأخذ الحق بيده، مؤكدًا "في هذه الحالة لا يوجد لهم حق لأخذه".
ولفت إلى أن المحكمة كانت قد حكمت لصالحها بالطلاق، وفرق بينها وبين زوجها، لكن عائلتها تريد إعادتها لزوجها، فلجأت إلى بيت الأمان للرعاية الاجتماعية للنساء، لكونها غير محمية من زوجها ولا من عائلتها.
كانت أروع حالة احتضنها بيت الأمان
وتحدث "بيت الأمان"، الذي لجأت له المعلمة المعتدى عليها، عن تفاصيل أكثر حول قصتها، مؤكدًا أنها مكثت به لنحو 8 أشهر ثم انتقلت للعيش مع سيدة أرملة أخرى في شقة مستأجرة.
مديرة بيت الأمان بغزة، هنادي سكيك، قالت: "تفاجأنا أن عائلة المُعلمة (ن. م) تربصت بها في المدرسة، واعتدت عليها وحاولت خطفها، وهي تمكث الآن لدينا بحالة نفسية وجسدية صعبة، حيث تُعاني من إصابات خطيرة في الرأس والبطن وكدمات في كافة أنحاء الجسد، وقد أحضر بيت الأمان طبيبةً لمعاينتها، وقد تضطر لعمل صور مقطعية لمكان الإصابات".
وبدأت مشكلة المعلمة "ن"، حين طلبت الطلاق من رجل يُمارس عليها أشد أنواع العذاب النفسي والجسدي لمدة عشر سنوات، فقررت رفض الظلم الذي تعيشه، لكنه طالبها بمبالغ كبيرة مقابل الطلاق، واستجابت لذلك ودفعت له، لكنه سخر منها وأخبرها كم من السهل أن يتم استغفالها، وأنه لن يمنحها الطلاق".
وفي التفاصيل التي رواها بيت الأمان نقلًا عنها، أن "زوجها كان يُعذبها بأساليب فظيعة، فكان يبصق عليها أثناء نومها، ويصرخ في أذنها بأعلى صوته أثناء استغراقها في النوم، ويضع رأسها في المرحاض، ثم ينزل عليه الماء، عدا عن التعذيب الجسدي".
ووفقًا لسكيك، فإن المعلمة أم لثلاثة أطفال مع والدهم، حصلت على الطلاق أثناء وجودها في بيت الأمان، مضيفة "في حالتها كان والدها ضد الطلاق، لعُقدة لديه تعود منذ طفولتها، فهو لديه ابن واحد فقط، وكان يريد المزيد من الذكور، لكنه رُزق بها، فأصبح ينقم عليها منذ الطفولة".
ووصفتها سكيك بالقول إنها "كانت غاية في الأدب والأخلاق، مكثت لدينا 8 أشهر، ولم يصدر منها أي شيء غير جيد، بل وأطلقت عليها وصف أنها أروع حالة احتضنها بيت الأمان".
وتابعت: "لولا تدخل الشرطة بشكل سريع، لكانت المُعلمة (ن. م) أصبحت إسراء غريب غزة"، مؤكدة "ستمكث لدينا إلى حين رد اعتبارها، وإلى حين الاطمئنان عليها، ثم تأخذ القرار بنفسها".
الأونروا: نجتهد لحماية موظفينا
من جهتها، أدانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة، بشدة الاعتداء، بحق إحدى معلماتها أمس السبت في منطقة غرب غزة، وأنها تشعر بقلق شديد إزاء العدد المتزايد من حالات العنف ضد موظفيها.
وأضافت في بيان لها: "على ما يبدو، فإن أفراد من عائلتها قد نفّذوا هذا الاعتداء عند بوابة المدرسة عندما كانت في طريقها للخروج"، داعية جميع السلطات المعنية إلى اتخاذ التدابير المناسبة التي تهدف إلى منع تكرار هذا العمل.
وأكدت الأونروا، على بذل كل الجهود كي يشعر موظفيها وموظفاتها بالأمان والحماية أثناء تأديتهم لعملهم، مشيرة إلى أن حالات العنف ضد الأشخاص المستضعفين بمن فيهم النساء والأطفال يصل إلى مستويات تنذر بالخطر في قطاع غزة".