شبكة قدس الإخبارية

غضب واتهامات بالمحسوبية من إدراج نجل قيادي بحماس في مكرمة الحج

13730899_1724448654488195_6529368537761690424_o
هيئة التحرير

غزة - قدس الإخبارية: أشعل إدراج نجل وزير الأوقاف السابق بغزة والقيادي بحركة حماس إسماعيل رضوان في قوائم المسافرين للحج ضمن المكرمة الملكية السنوية لأسر الشهداء، عن العام 2019م 1440هـ، ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين.

وأحدثت الصور المتداولة لنجل رضوان وهو يغادر قطاع غزة رفقة حجاج المكرمة غضباً واستياءً واسعة في الأوساط الفلسطينية إذ اعتبروا ما جرى فساداً.

6dfcd90e-4d5b-407c-8dc3-00a86b14a300-768x512

ووجه عدد من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات بالتلاعب في أسماء المدرجين على المكرمة الملكية، خاصة وأن عددًا من عوائل الشهداء المتقدمين للمنحة لم يحصلوا عليها رغم تسجيلهم منذ سنوات.

وأصدر القيادي بحماس إسماعيل رضوان بيانًا أوضح فيه، أن نجله "الحاصل على الدكتوراه في الحدث الشريف وعلومه والخطيب في مساجد شمال قطاع غزة، سافر ضمن مكرمة الشهداء وفق لأنظمة مؤسسة الشهداء التابعة لرام الله عن جدّه الشهيد محمد علي رضوان أحد شهداء الثورة الفلسطينية، الذي ما زالت عائلته تتلقى راتب شهيد".

ونفى رضوان تدخله أو استغلاله لمنصبه في سفر نجله، مضيفًا: "ليس هناك استغلال ولا محسوبية ولا فساد كما حاول البعض أن يخوض مع الخائضين"، لافتًا أن نجله "تقدم لاختبار الوعاظ في بعثة الضفة ونجح وحصل على المرتبة الأولى عن منطقته لكنه آثر الذهاب في المكرمة كحق طبيعي".

يجدر الذكر أن الشهيد محمد علي عبد القادر رضوان، من مواليد الأول من يناير 1934 في قرية هربيا المحتلة، وتوفي في الثالث من مارس عام 1984، في مصر وكان قد قاتل في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية في تلك الفترة.

في الوقت الذي أصدر فيه أخواله بياناً لاحقاً نفوا فيه صحة البيان والتبرير الصادر عن القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان بخصوص سفر نجله، إذ أكدت العائلة أنها لم تمنح أنس أي تنازل.

وقال خاله إبراهيم رضوان في البيان: "نحن أبناء الشهيد محمد علي عبد القادر رضوان، فوجئنا كما فوجئ الجميع في قطاع غزة؛ بخبر ضجت به شبكات التواصل الاجتماعي؛ صباح الثلاثاء الموافق/06.08.2019 ومفاده: سفر الدكتور أنس اسماعيل رضوان للحج بعد حصوله على مقعد من المكرمة الملكية السعودية المخصصة لأسر الشهداء ممثلاً عن أسرة الشهيد محمد علي عبد القادر رضوان، والذي استشهد في اجتياح بيروت بتاريخ/ 03.11.1984"

وتابع قائلاً: "عليه؛ فإننا أبناء الشهيد ندين ونستنكر هذا الفعل الذي هو بمثابة اغتصاب حقنا بالحج، ونرى أن قرار سفر الدكتور أنس للحج باطل وتزوير وبهتان خاصة وأن المبرر المعلن عنه للصحافة اليوم بتنازل أبناء الشهيد لابن أختهم عن حقهم بالحج غير صحيح، ولا يمت للحقيقة بصلة".

وأشار إلى أنه لم يوكل أي أحد منهم أنس للسفر نيابة عنه، ولا يوجد تفويض أو تنازل رسمي من أبناء الشهيد بحق أنس خاصة؛ أنه يقطن في غزة ابن الشهيد العقيد المتقاعد/مصطفى محمد رضوان وابنتان بخلاف ابنة ثالثة هي زوجة الدكتور إسماعيل رضوان ووالدة أنس بخلاف أخوة لهم يقيمون خارج قطاع غزة.

واستكمل قائلاً: "إذ نأسف للحال التي وصل اليها البعض  نطالب مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى ممثلة برئيسها انتصار الوزير بالايعاز وإعطاء الأمر بالتحقيق في الواقعة موضوع البيان وانصافنا، كما نطالب وزارة الاوقاف وحركة حماس بإعادة النظر في أمر كل من: اسماعيل رضوان ونجله حيث أنهما يعتليان المنابر ويعلمان الناس الدين".

يشار إلى أن رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى انتصار الوزير "أم جهاد"، نفت في اتصال خاصة مع "قُدس الإخبارية"، وجود تلاعب بأسماء المكرمة لهذا العام، موضحةً أن خروج نجل إسماعيل رضوان هذا العام هو عن المقعد الآخر المخصص لعائلة جدّه من أمه الشهيد محمد علي عبد القادر رضوان، بعد أن قدّم أوراقًا رسمية بتنازل أخواله جميعًا عن حقّهم في المقعد الثاني لصالحه.

الوزير أشارت أن المقعد الأول المخصص لعائلة الشهيد محمد علي عبد القادر رضوان كان من نصيب ابنته آمال وهي والدة أنس، وكانت أدت فريضة الحج عن هذا المقعد في العام 2016م-1437هـ، مضيفة: "بعد تقديم أنس إسماعيل رضوان أوراق تنازل رسمية من أخواله عن مقعد والدهم الثاني، لصالحه، أدرج اسمه في قوائم الحج لهذا العام 2019م-1440هـ".

ونفت وجود أي تمييز بين عوائل أسر الشهداء على أساس الانتماءات السياسية أو غيرها، موضحة أن خللًا إداريًا وقع في العام الماضي داخل المؤسسة أدى إلى تأجيل خروجه مع دفعة من عوائل الشهداء رغم تسجيلهم بشكل رسمي ودفع رسوم المكرمة، وتم حل الأمر بإعطائهم الأولوية للخروج هذا العام.

في الوقت ذاته، تحول ملف سفر أنس إسماعيل رضوان إلى الملف الأكثر رواجاً عبر منصات التواصل الاجتماعي رفضاً لما وصفوه بأنه فساد ومحسوبية.

وكتب الناشط محمد حسنة في فيسبوك قائلاً: "فيما مضى كانت كلمة قائد مرادفة لمعاني التضحية والفداء، وكان أبناء القادة في مقدمة قوائم الشهداء، أصحاب مغارم لا مغانم، أما اليوم فالقائد مرادف استغلال النفوذ وتعظيم مراكز القوى، وأما الأبناء ففي مقدمة قوائم الامتيازات والمنح".

أما الناشط طارق شمالي فكتب هو الآخر: "انت متخيل أبوك يطلع الحج سنة، و أمك السنة اللي بعدها، و انت السنة هاي، و كله بما يرضي الله، و بيجي واحد يقولك هيو نزل توضيح و تبرير، و لازم تعتذر، لمين أعتذر أنا... للفساد؟، الفساد خصمي و عدوي و انا في عراك دائم معه مثله مثل المحتل بل أكثر، بدك تعتذر اعتذر، بدك تطبل طبل، بدك تسحج سحج، نحن اليوم ارتقينا بالفساد حتى صار منسقا بين غزة و الضفة، حتى أنه تجاوز ما يسمى بالانقسام، فاسد و ان دافع عنه الجميع".

أما الصحافي علاء شمالي فكتب هو الآخر منتقداً ما يجري قائلاً: "  إلى من يدافعون عن الظلم والفساد، هل علمتم أن عقول الناس أصبحت أوعى من أن تصدق تفاهات التسحيج والتصفيق للفاسدين؟!".