عمان – خاص قدس الإخبارية: روى بسام أبو شريف مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لـ "شبكة قدس" تفاصيل فترة عمله الوطني ومجاورته لعرفات وأبرز المحطات التي مرت بها القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية.
ويكشف أبو شريف في حوار مصور أجرته "شبكة قدس" تفاصيل دقيقة تخص عرفات وشخصيات فلسطينية عديدة على الساحة إلى جانب بعض الأمور المتعلقة باتفاق أوسلو ومؤتمر مدريد ومحاولة اغتياله وخداع شارون للقيادة الفلسطينية.
وبسام أبو شريف ولد عام 1946 في القدس المحتلة وعادت به أمه لشرق الأردن إذ لم تكن الأردن قد تأسست، وتلقى تعليمه في عمان وذهبت للجامعة الأمريكية وتخرجت منها قبل أن ينخرط في سلك المقاومة الفلسطينية قبل إعلانها، منذ عام 1963.
وكانت نقطة التحول الجذري مع يوم النكسة الذي تزامن مع يوم تخرجه من الجامعة الأمريكية، عندما قرر أن يرفض كافة العروض لإكمال الدكتوراة التي جاءته في كندا، ومن عبد المجيد شومان ليصبح مديرا إقليميا للبنك العربي.
وقال أبو شريف: "قررت الالتزام بالعمل الفدائي، لتحرير أرض الوطن والعودة إليه، مواطن عادي، يمتلك العلم، وقرر استخدام العلم لتحرير أرض الوطن، انضممت لرفيق الدرب جورج حبش ووديع حداد، وأصبحت عضوا في حركة القوميين العرب، التي قررت في 67 لإلغاء المركزية وانشاء تنظيم فلسطيني وهو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
وأضاف: "خضنا من ذلك اليوم معركة التأسيس والتدريب والتسليح وخوض المعارك إلى يومنا هذا، وخضت كل المعارك من الكرامة التي لم يشارك بها الجميع التي جرت بها بعض الانسحابات التكتيكية خوفًا من تصفية الجسم المقاوم، وخضنا معركة غزو لبنان 1982، بشجاعة ومنعنا شارون وجيشه بأكمله من أن يدنس أرض بيروت طالما كنا هناك ولم يدخلها إلا بعدما اخرجنا من لبنان باتفاق مع الحكومة اللبنانية".
محاولة الاغتيال
وعن محاولة الاغتيال ذكر قائلاً: "تعرضت لمحاولة الاغتيال، حيث أرسل الاحتلال كتابًا ملغومًا بتاريخ 25 تموز/ يوليو 1972 ومر على أجهزة التفتيش اللبنانية وختم بأنه مدقق وخالي من المتفجرات ومختوم من وزير المواصلات، وعندما حاولت أن اعرف محتوى الكتاب، شاهدت العبوات وكلها جزء من ثانية، ودمرت هذه العبوة "من قسمين أعلى وأسفل" لتقطيعي لو كنت جالسًا إلى مكتبي، أصبت بإصابات بليغة بالسمع والنظر وبقيت 4 شهور بين الحياة والموت".
وواصل قائلاً: "هذه المحاولة جعلتني فعلًا أتبحر أكثر في طبيعة هذا العدو، وكيف أن غولدا مائير اتخذت قرارا بـ (لائحة غولدا) بقتل كل فلسطين يملك ذو قيمة علمية أدبية فنية، صحفية إعلامية، حرب على الفلسطيني ذات القيمة، وائل زعيتر، وخضر وغسان كنفاني وحاولت قتل أنيس الصايغ وكلهم لا علاقة لهم بالعمل العسكري المباشر، لكن حتى بالفن والأدب والشعر لكنهم بارزين بالساحات الدولية"، متابعا: "حكم الأطباء انني لن أتمكن من القراءة بفقد عين والأخرى مضروبة، لكن بالإرادة وأنا أكثر عضو بالقيادة الفلسطينية اقرأ واكتب، لكنه بالسعي، والاحتلال سعد جدا بما أصابوني به عندما حاولوا اغتيالي".
وشدد أبو شريف أنه لم يتغير فكريا ولم يتحول إذ انخرط في صفوف المقاومة لتحرير الوطن، عبر التصميم الملتزم الحازم حتى يرحل الاحتلال، والنفس الطويل، مستكملاً: "أنا من المؤمنين باننا يجب ألا نكون على الحياد، ولو لم أكن فلسطينيا وفنزويلا تقاتل أمريكا لانضممت إلى الفنزويليين الذين يقاتلون، لبطش وإرهاب الامبريالية".
ترك الجبهة الشعبية
وعن تركه للجبهة الشعبية ذكر أنه حصل خلافات وكانت قمتها فيما جرى بمخيمات لبنان، ولم يرتح أبدا لشعور بعض أبناء القيادة بأنه لا بد من التكتل ضد بسام أبو شريف، لأنه ممكن يكون محتمل أن ينتخب، مضيفاً: "أنا أكره هذا، وهناك قطب معين بالقيادة تكتل لمحاصرتي باستمرار، أنا لا ارتاح لهذا الجو، وكان أهون الأمور أن أريح الحكيم جورج حبش وأخبرته بذلك، وتركت وذهبت للجزائر وجلست هناك اقرأ واكتب وفوجئت بعد 6 شهور بيدق باب الفيلا بالجزائر ليخبرني بأن ياسر عرفات على الطريق".
وبين أن عرفات قال له أنت مجرم ولست على حق فأنت لست ملك نفسك، أنت ملك فلسطين، والشعب الفلسطيني، ويجب ألا تجلس بعيدا عن نضال فلسطين، لافتاً إلى أنه عرض عليه أن يكون عضو لجنة مركزية بفتح، إلا أنه رفض ذلك.
وتابع قائلاً: "قال لي ما رأيك بمستشار لرئيس دولة فلسطين، وقتها اشترطت أن يكون أمامي ضوء أخضر لأعمل لفلسطين، قلي عرفات يلا معايا هات باسبورك ومعايا، ولعبت دورا مهما بجانب ياسر عرفات وأستطيع القول انني حققت إنجازات كبيرة".
واستدرك قائلاً: "لا أشعر أنني تركت الجبهة الشعبية، لطالما لا زالت الجبهة تؤمن بي، وعندما تركتها كنت بالصف القيادي الأول، والذي حمل السلاح وهربه ونقل المقاتلين وقاتل في كل المعارك، أنا جبهة شعبية ولا أشعر انني تركتها"
خفايا مدريد
وبشأن مؤتمر مدريد كانت الانتفاضة في أعلى درجاتها وبدأت إسرائيل تشعر أن الانتفاضة تحاصرها، في تلك الفترة كنا بين بغداد وصنعاء وكان أبو عمار مكلفني بمتابعة الأمر اليومي للانتفاضة وتدبير نوع من التمويل للمستشفيات وإلى آخره، وفقاً لأبو شريف
واستطرد قائلاً: "كان أبو عمار يعطي مقابلات صحفية، يقول وافقنا على قرار مجلس الامن 242، ونريد دولة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل على حدود 67 وفي مرة قلت لأبو عمار إن الطريقة التي تعطي فيها بالمقابلات المواقف تنقيط لا تخدم تشكيل وجهة نظر التي اضطر الغرب كله أن يقف امامها ويقول ما الحل، قلت له إسرائيل تتهمنا أننا نريد رميهم بالبحر، وهذا كذب، لأننا لا نهدف لرميهم بالبحر، نهدف لتحرير وطن".
وأشار أبو شريف إلى أن الغرب لم يكن يرى من منظمة التحرير برنامج سياسي ينسجم مع قرارات الأمم المتحدة، الحد الأقصى التي ممكن أن تذهب إليه الدول الأوروبية وأمريكا، وهو ما يتطلب وضع وجهة نظر جميع ما قلته بالمقابلات وطرحها سلسلة واحدة.
وأوضح قائلاً: "كان هناك قمة ستعقد في الجزائر 5 حزيران، وقبلها 29 /5 /1988، وكان قمة في موسكو بين "ريغن" و"جوبارتشوف"، فأنا تحدثت لأبو عمار قمة موسكو مهمة لأنها ستوقف الحرب الباردة، وبما أن القوتين العظمتين يردون أن ينهوا الحرب الباردة لا بد من الاتفاق حول القضايا الساخنة بالحرب، منها أفغانستان، القوة السوفياتية وأيضا قضايا الشرق الأوسط ساخنة، وغير ممكن الاتفاق بدون خارطة طريق لحل هذه القضية".
ويستذكر أبو شريف أنه يجب أن يكون هناك حضور لفلسطين لذلك حينها طلب منه الكتابة وكان مفترض ينشر باسمه، وعرضته عليه لقراءته، لم يقبل فقال انشره باسمك، وسميت وقتها "وثيقة أبو شريف"، إذ كان مقالاً لخصت بالإنجليزية ما قاله أبو عمار بعدة مقالات، القبول بـ 242، والقبول بدولة 67.
ولفت إلى أنه أبلغ عرفات كيف يفكر الغرب حينما يقبل بقرار 242 يجب على إسرائيل أن تنسحب من أراضي احتلها 1967 أضحى هناك إطار اسمه إسرائيل بدو ينسحب، حينما توافق عليه يعني أنت معترف بكيان.
واستكمل قائلاً: "كان لي صديق صاحب الواشنطن بوست، "بن برادلي"، واعمل له خدمات مهمة وبيحترمني وبيقدرني، ولدي مقال يجب أن ينشر فيه، قال ابعته لفلان، كان صهيوني، لما شافه ما نشره، وحطه بالدرج، طبعته أنا بكتيب صغير مع شعار المنظمة مع نصوص الأمم المتحدة المتعلقة بقضيتنا، وكان قمة عربية بالجزائر تقريبا حضرها ألف صحفي، ووقتها لفت صحفي نيويورك تايمز، قال ما رح أمسك هالمقال لأنه بيحرق الأصابع"
حضرت مراسلة تعمل في مؤسسة "وورد ثري جيرنال"، اسمها "جيرلدين بروك"، وقالت ممكن نستخدمه وننشره، قلتلها ليه موزعينه؟ فنشرت على الصفحة الأولى ملخص لهذا المقال وضجت الدنيا، بعدها نيويورك تايمز تطالب بالنص، وسطت الدكتور وليد الخالدي في هارفرلد لإحضار النص للنشر وعاودت واشنطن بوست الاعتذار والنشر، وأخذ مداه لأنه جديد ومهم، وفقاً لمستشار عرفات.
ويستذكر أبو شريف في شهادته قائلاً: "اتصلت السعودية تسأل، لأنه الأمريكان اتصلوا فيهم يسألوا هل هذه وجهة نظر رسمية لدرجة أبو عمار حضر يسألني ماذا كتبت وكان جاوبي أنا كتبت ما قلته في حواراتك ولقاءاتك الصحافية".
وبين أن الروس تدخلوا وبدأت المماطلة من قبل إسرائيل والإطالة وهم يعلمون أن ياسر عرفات متشوق مع العمر أن يكون هناك نتيجة اسمها دولة فلسطينية يختم بها نضاله، كون يريد أن يعطي الشعب الفلسطيني دولة بشكل مستعجل.
وبحسب أبو شريف فقد أبلغ أبو عمار حينها أن التفاوض صعب ومرير وطويل وكان خطئاً أن يتم وقف الانتفاضة فكان لابد أن يستمر مؤتمر مدريد وأن تبقى الانتفاضة مشتعلة حتى يعتدل ميزان القوى، وحتى يظل هناك سلاح ضاغط.
ونوه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي كان محشوراً في الزاوية وبدأ يتضح موقف إسرائيل حتى للأمريكان بدليل تصريح بيكر، وأنها لا تريد سلام، وحدثت انتخابات وفاز حزب العمل لكنه لم يكن قد شكل حكومة فقاموا بالاتصال بنبيل شعث.
وعن فحوى المكالمة بشعث ذكر قائلاً: " أخبروه بأنهم يردون مفاوضات ثنائية سرية، تأتي بنتائج بدون اطالات مؤتمر مدريد، فاتصل شعت بعرفات وقال معروض علينا من حزب العمل، وكان يفاوض بمدريد "الليكود" شامر
إلا أن حزب العمل الذي فاز بالانتخابات مفترض أن يشكل حكومة خلال".
وبين قائلاً: "وقتها قلت لأبو عمار شغل المنطق، ليش إسرائيل بدها اياك لحالك، اللي بدو يعطي شي بيعطيك إياه بمدريد، هذا فخ، بدها تنسف الجهود الدولية لمدريد، وتغطي حالها انه وتسحبك باتفاق ثنائي تحت بند السرية بدون شهود، هذا كمين لك، وقلت له كل محاولات إسرائيل هي أن تجد بدائل لمنظمة التحرير، عن طريق روابط القرى والشخصيات للبلديات، وانه بدك تجيب منظمة التحرير تحكم الضفة وغزة تحت سلطة إسرائيل، تكون مهمتها الكناسة والحراسة "بلديات"".
ناشدت أبو عمار بعدم الذهاب لأوسلو إلا أن من رتبوا اللقاء قالوا لأبو عمار لا تخبر بسام بأي شيء ولما قرروا الذهاب لأوسلو، تركت مكتبي وبيتي في تونس وذهبت لعمان احتجاجاً، وبقيت إلى أن اتصل بي بعد دخوله للأرض المحتلة وقال لي "انتا مش عايز تدخل" قلت له إذا أردتني وأردت مساعدتي بالاتجاه الذي أنا أتحدث به فأنا جاهز فقال لي بكرة رقمك على الحدود، كما قال.
العودة للوطن
وقال أبو شريف إن رافق أبو عمار يوم تسلمه لمدينة الخليل وخرج معه من غزة بالطائرة الهيلوكوبتر وكانت هذه الحادثة دليلاً وعلامة على أن إسرائيل تريد من اتفاق أوسلو كميناً يفرغ كل المضامين التي من أجلها ذهب أبو عمار للحصول على دولة فلسطينية.
وأوضح قائلاً: "كان نتنياهو وقتها أصبح رئيساً للوزراء وكان مصمماً على وضع المستوطنات قرب المسجد الإبراهيمي وبلغت أبو عمار بأن يرفض إلا أن من حوله كانوا يضغطون عليه للموافقة تحت سياق "بهمش بتتعدل".
وذكر أبو شريف عدداً من الشخصيات التي كانت تضغط على عرفات للقبول بالتوقيع خالد سلام ومروان كنفاني ونبيل عمرو، متهماً سلام بأنه نهب أموال الشعب الفلسطيني وكان ينسق مع الاحتلال الإسرائيلي ويعمل لحساب المخابرات الإسرائيلية.
ونبه مستشار عرفات السابق إلى أنه كان يلمس غضبه بين فترة وأخرى بسبب توقيع بعض المسؤولين على اتفاق باريس وكان غاضب جداً على توقيعه كونه يجعل إسرائيل تتحكم في الشعب الفلسطيني بما في ذلك أموال الجمارك.
عباس والخداع
واعتبر أبو شريف أن أبو مازن وقع ضحية خداع شارون وصدق أن شارون سوف يبدأ بالانسحاب فيما إذا تمكن أبو مازن من القضاء على العمل "الإرهابي" أو العسكري في الضفة المحتلة وخلف الأراضي المحتلة عام 1948.
التنسيق الأمني هو عنوان اتفاق عباس مع الاحتلال الإسرائيلي لمنع قيام أي عمليات وأساس اتفاقه مع إسرائيل لمساعدتها في اعتقال أي شخص بنفذ عملية ويهرب، بحسب أبو شريف، متابعاً: "شارون قتل ولم يمت وجاء محله من لا يؤمن بما وعد به شارون".
واستدرك قائلاً: " أن يخدع أبو مازن مفهومه إلا أن غير المفهوم أن يستمر ضحية الخداع كل هذه السنوات وهو ما يعنى أنه ضعيف كونه لم يتخذ أي خطوة من شأنها تعزيز موقف منظمة التحرير والشعب الفلسطيني فغير مفهوم أن يتخذ أبو مازن قرار والقيادة تتخذ قرار وترفض صفقة القرن وترفض مؤتمر المنامة دون أن يكون هناك آلية فاعلة لمقاومة صفقة القرن ومؤتمر البحرين".
وشدد على أن صفقة القرن لم تأتي من الهواء بل هي نتاج رهان كامل من السلطة الفلسطينية على الإدارة الأميركية، التي لا يمكن أن تعطي الشعب الفلسطيني شيئياً مثمراً كونها أهدت القدس والجولان للاحتلال وستعمل على اهداء الضفة كذلك".
الحراك الشعبي
وأكد أبو شريف على أن الحراك الشعبي الجذري هو القادر على محاصرة إسرائيل وصفقة القرن، خصوصاً وأنه لا يوجد صفقة قرن وما هو مطروح عملياً هو مشروع أميركي إسرائيلي يراد أن يفرض على الشعب الفلسطيني مستغلاً ما يجري في اليمن ولبنان وسوريا والعراق وليبيا والذي هدفه تصفية القضية الفلسطينية.
وتابع قائلاً: "على هذه السلطة إن أرادت أن يكون لها مصداقية أن تقرن الموقف الرافض لصفقة القرن عبر اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة التحالف بين المنظمة وسوريا، وإقامة وإحياء العلاقة بشكل وثيقة مع العراق، وتجذير التحالف مع محور المقاومة الذي يقوده حزب الله، وتفعيل العلاقة الاستراتيجية مع ايران التي تدعم الشعب الفلسطيني".
نصائح لأبو مازن
وعن أبرز النصائح التي يمكن أن يقدمها لعباس علق قائلاً: "يجب أن ينظم تحرك جماهيري واسع في كل أنحاء الضفة المحتلة بزمن واحد وفي كل مكان والشعار هو رفض المشروع الأمريكي الإسرائيلي، وأن يقرن الرفض بالمطالب الوطنية الفلسطينية وأن يستمر حتى تتحرك العواصم العربية المختلفة هذا الحراك سوف يساهم في حصار إسرائيل وحماية الأقصى وسوف يخلق وضعاً مع الاحتلال مختلفاً".
ودعا عباس إلى المبادرة في التوجه نحو دمشق ولقاء بشار الأسد والتوجه كونها تشكل بعداً استراتيجياً للقضية الفلسطينية ثم الانتقال بعدها العراق وتعزيز علاقات وثيقة معها والدخول في علاقة مع إيران عبر لقاء مرشدها الأعلى.
واستكمل: "على أبو مازن أن يبادر بأن يطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدعوة لاجتماع للدول المؤيدة للحق الفلسطيني والدول الرافضة للمشروع الأمريكي ومؤتمر المنامة وهو ما سيخلق محور دولي موازي للمحور الذي تقوده واشنطن".
القطيعة بين الجبهة وفتح
وتحدث أبو شريف عن المقاطعة بين فتح والجبهة قائلاً: "في فترة من الفترات كان هناك مقاطعة لفتح بعد اتفاق عمان والكلام كان في أروقة الجبهة أن من يصافح فتح كأنما يصافح عدوا، وقاتلت ضد هذا الكلام كونه كان سخيفاً بالنسبة لي".
ولفت إلى أن مؤتمر ليبيا عام 1987 الذي دعا له معمر القذافي لعب به دوراً بارزاً في إيجاد اللحمة من خلال عدم التزامه بعدم مصافحة فتح ولقاءه بحركة فتح في الوقت الذي سعت أطراف كانت مقربة من جورج حبش بالطلب منه بإعادته لدمشق.
وأضاف: "هذه الشلة التي كانت موجودة قرب جورج حبش طلبت منه إعادتي لدمشق ظناً منها أنني أؤثر على قراراته في موضوع الوحدة الوطنية رغم أنه رجل وطني ولا يمكن أن تغيب عنه أن التناقضات الفرعية التي يجب أن تخضع للتقييم".
عرفات والمنظمة
وبين أبو شريف أنه كان هناك محاولة عام 1987 لنزع شرعية التمثيل الوحيد للشعب الفلسطيني من منظمة التحرير وهو ما كان رد عرفات عليه سيكون قاسياً عبر عقد مؤتمر صحافي يتهم خلال القمة العربية التي عقدت في الأردن بعمان بأنها خائن لفلسطين.
وبين أن عدد من الشخصيات العربية وتحديداً الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح وغيرهم تدخلوا وقاموا باحتواء الأمر وتم الإبقاء على مسمى الممثل الشرعي والوحيد خاص بمنظمة التحرير.
الانتفاضة الأولى
واعتبر مستشار عرفات السابق أن الانتفاضة الأولى كانت رافعة كبرى لمنظمة التحرير خارج فلسطين وحاصرت إسرائيل لدرجة إجبار شامير للتوجه نحو تطبيق قرار 242 338 بإشراف روسيا وامريكا وأوروبا.
واستذكر أبو شريف الخطاب الذي كان من المقرر أن يلقيه حيد عبد الشافي ورفض في البداية ذلك كونه خطاب مستلم ولا يمثل منظمة التحرير وجرى كتابته من قبل لجنة خاضعة للإملاءات الخارجية قبل أن توكل مهمة كتابته له "أبو شريف" وقام عبد الشافي بإلقاء الكلمة، مضيفاً: "بشأن الكلمة الأولى والشخصيات التي كتبتها يمكن سؤال حنان عشراوي عن ذلك".
تراجع عرفات
ولفت أبو شريف أن عرفات وجد أنه لا طريق أمامه إلا المقاومة وبدأ حراك شعبي متمثل في الانتفاضة الثانية لكن بعض الناس الذين دخلوا فيها وحملوا السلاح أتاحوا المجال لإسرائيل بإطلاق النار، حينها قام عرفات بجلب السلاح عبر الدفاتر القديمة التي كانت مخترقة إسرائيلياً وبدأت إسرائيل باتهامه بالإرهاب كونه اختار طريق المقاومة.
"لا يوجد عندي رجال".. كانت هذه الجملة التي قالها لي عرفات في تلك الفترة متحدثاً عمن كانوا حوله ورفضوا أن يعودوا لطريق المقاومة وأصروا على المواصلة في طريق أوسلو والمفاوضات وجرى تضليلها إسرائيلياً رغم الرفض الفلسطيني الواسع.