عمان - قدس الإخبارية: زعم خبير إسرائيلي، اليوم الأربعاء، أن العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية والإمارات العربية المُتحدة تشهد تصدعات متزايدة في الآونة الأخيرة.
وقال تسفي بارئيل الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، ومحلل شؤون الشرق الأوسط، بمقاله بصحيفة "هآرتس"، إن "طلاق الأميرة هيا بنت الحسين، أخت الملك الأردني عبد الله الثاني، من حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، يضيف أعباء جديدة للملك المثقل بالمشاكل المتزاحمة؛ لأن العلاقات الثنائية بين الأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة وحلفائها تشهد تصدعات متزايدة في الآونة الأخيرة".
وأوضح أن "الإهانة التي وجهتها الأميرة الأردنية لرئيس حكومة الإمارات تضاف إلى الصراع الذي يخوضه الأردن ضد جهود السعودية لوضع يدها على المقدسات الإسلامية في القدس".
وكشف أن "آخر محادثة على الانستغرام بين "بن راشد وهيا" قال فيها: "لا يهمني إن كنت حية أو ميتة، لم يعد لك مكان عندي، اذهبي لمن يهمه أمرك"، حيث غادرت الأميرة الإمارات مع ابنيها زايد وجليلة، وطلبت اللجوء السياسي بألمانيا، بعد معاناتها من معاملة أبناء زوجها وزوجاته السيئة لها، وساعدها بالخروج دبلوماسية ألمانية، ما جعل بن راشد يشعر بالإهانة، وهدد بفعل كل شيء لاستعادة أبنائه، دون الطلب من هيا العودة لدبي".
وأكد أن "شبكات التواصل انشغلت في الأيام الأخيرة بهذه القضية، التي قد تتحول مع مرور الوقت لمسلسل تلفزيوني، لكن أهميتها أنها ستزيد من التأثيرات السلبية على علاقات الأردن ودولة الإمارات، ويبدو الملك الأردني غير معني بالدخول في هذه القضية الحساسة؛ لأنه يخشى على مصير مئتي ألف أردني يعملون في الإمارات، ويشكلون مصدر دخل مهم لعائلاتهم في المملكة؛ لذلك لا يسارع لزعزعة علاقاته مع دول الخليج".
وأشار الكاتب الذي أصدر مذكراته الصحفية في كتاب يلخص زياراته في دول المنطقة مثل مصر، الأردن، تونس، المغرب، تركيا، العراق، إلى أن "الشهر الماضي شهد مناورة عسكرية بين الجيشين الأردني والإماراتي بحضور الملك عبد الله ومحمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، وغياب ابن راشد، ما يعني أن القضايا العائلية تترك آثارها على العلاقات السياسية، لكن توتر أبو ظبي وعمان سيزداد بعيدا عن المشكلة العائلية".
وأضاف بارئيل، المحاضر بالكلية الأكاديمية سافير وجامعة بن غوريون، أن "الأردن أعلن تعيين مدير عام وزارة الخارجية سفيرا بقطر، ويتوقع وصول السفير القطري الجديد لعمان، وهو بذلك يتحدى السعودية والإمارات والبحرين ومصر التي فرضت عقوبات على قطر، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية، ورفض الأردن الانضمام للمقاطعة، واكتفى بتخفيض التمثيل الدبلوماسي، ما عرضه لضغوط سعودية لقطع علاقاته بالدوحة".
وأوضح أن "هذا الموقف الأردني المتوازن دفع قطر في آب/ أغسطس إلى تقديم مساعدة سخية بقيمة 500 مليون دولار، والإعلان عن استثمار عدة مليارات من الدولار بالمملكة، وتمكين عشرة آلاف عامل أردني للعمل بقطر، فالأردن يحتاج لكل مساعدة خارجية؛ بسبب أزمته الاقتصادية المتفاقمة التي تهدد استقراره، واليوم تحاول إظهار تحديها السياسي لدول الخليج، رغم أنه سيكلفها ثمنا باهظا بتدهور علاقاتها مع السعودية والإمارات".
وختم بالقول إن "العلاقات الأردنية الإماراتية السعودية تعاني تصدعا؛ بسبب مخاوف عمان من مساعي الرياض وضع يدها على المقدسات الإسلامية بالقدس، والملك عبد الله يعلم جيدا الأطماع السعودية، ما جعله يتردد بإرسال وفد للمشاركة بقمة البحرين؛ لأنه ليس متحمسا للخطة الأمريكية؛ خشية أن يكون ضحية منظومة عربية أمريكية تسعى لفرض خطوات خطيرة داخل المملكة تخدم المصالح السعودية الإسرائيلية الأمريكية".