القدس المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: تزداد العبارات رونقًا وخلودًا إذا ما كتبها شهيدٌ أو نقلها وآمن بها، تبقى ملتصقة بالأبد، تدور في فلك الوطن، كلما ذُكرت ذُكر معها، تعمّ قدسيتها وتصبح مرتبطة بوجدان أحبائه والمقتدين به.
الشهيد محمد عبيد الذي ارتقى برصاص الاحتلال، أمس الخميس، في بلدة العيسوية بمدينة القدس المحتلة، واحتجز الاحتلال جثمانه لوقتٍ مغير معلوم.
ووفقًا لمتابعة قدس، فإن الشهيد كتب عبر صفحته على فيسبوك، بدلًا من البطاقة التعريفية، عبارة يؤمن بها، كانت "النورُ كيفَ ظهورهُ إن لم يكنْ دَمُنا الوقود، والقُدس گيفَ نُعيدها إن لم نكنْ نحنُ الجنود ❤".
وفي التفاصيل، فإن رصاصات الاحتلال باغتت جسد الشهيد عبيد، خلال مداهمات نفذها الاحتلال بعد صلاة المغرب للبلدة، وأحد عناصر شرطة الاحتلال أطلق النار من مسدسه صوب عبيد، ثم سادت حالة من التوتر بالمكان.
وذكر شهود عيان في تصريحاتٍ إعلامية، أن جنود الاحتلال حاولوا اختطاف جثمان الشهيد عبيد، وتمكن الشبان من تخليصه، لكنهم وخلال مرحلة نقله إلى المستشفى أغلقت قوات الاحتلال كافة طرق البلدة وأخذت جثمانه بالقوة.
واعتدت قوات الاحتلال على شبانٍ آخرين بالتزامن مع الحدث، وذلك بالضرب المبرح وأعقاب البنادق، فيما أصيب شاب برصاص مطاطي في الرأس، نقله على إثره للعلاج، وسط صراخ من النسوة والأهالي وأجواء من التوتر عمّت المنطقة.
كما اعتدت قوات الاحتلال، أيضًا، على مجموعة من الشبان بالضرب داخل طوارئ مستشفى هداسا حيث يرقد الشهيد، هاجمت عددًا من الشبان بالمشفى واعتدت على أقارب الشهيد ومرضى آخرين، ثم أخرجت جثمانه من الأبواب الخارجية للمكان.
واندلعت مواجهات واسعة مع قوات الاحتلال في العيسوية وسط إغلاق كامل للبلدة، عقب ارتقاء الشهيد عبيد، إضافة إلى مواجهات في الطور ووادي الجوز ومخيم شعفاط وسلوان، اعتقل على إثرها 5 شبان من وادي الجوز بعد اقتحام احدى البنايات السكنية.
والشهيد محمد عبيد (25 عامًا)، من العيسوية، هو أسير محرر قضى في سجون الاحتلال 4 سنوات، آخرها في نيسان الماضي، كما أن والده وشقيقته أسرى سابقين أيضًا قضوا فترات متفاوتة في سجون الاحتلال.