غزة، رام الله – خاص قدس الإخبارية: سويعات بسيطة متبقية على انعقاد مؤتمر البحرين الاقتصادي الذي يشكل الركن الثاني من أركان صفقة القرن التي تتحدث عنها الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب منذ وصوله إلى سدة الحكم.
ومع إعلان مشاركة دول خليجية كقطر والسعودية والبحرين والإمارات مشاركتها إلى جانب مصر والأردن يبدو الفلسطينيين مطالبين بالاستعداد لما سيترتب على هذا المؤتمر، خصوصاً في ضوء الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية.
وظهرت للسطح أسئلة عدة مع انعقاد هذا المؤتمر تتمثل في مدى إمكانية تنفيذ المشاركين فيه لأهدافهم ومدى قدرة الفلسطينيين رسمياً وشعبياً للتصدي له والحفاظ على قضيتهم من التصفية كما تريد إدارة ترامب والاحتلال الإسرائيلي حالياً.
ويتفق محللان في حديث منفصل لـ "شبكة قدس" على وجود حالة إجماع حقيقة غير مسبوقة على رفض صفقة القرن ومؤتمر البحرين، غير أن غياب الوحدة الوطنية والبرنامج المشترك والخطوات العملية على الأرض تضعف هذا الموقف الرسمي والشعبي.
في السياق قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن الرفض السياسي والإعلامي تعتبر خطوة مهمة من الفلسطينيين عموماً خصوصاً حركة فتح وقيادة السلطة الفلسطينية كون صفقة القرن تستند إلى وقائع موجودة في الضفة والقدس.
وأضاف عرابي في حديثه لـ "شبكة قدس": "الإجراءات الاستعمارية التي قام بها الاحتلال داخل الضفة والقدس المحتلتين هي أساس لمفهوم صفقة القرن لكن بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية والقوى العربية الإقليمية المتحالفة مع هذه الإدارة لتقديمها بشكل شرعي".
وتابع قائلاً: "هم بحاجة لموقف فلسطيني رسمي وموافقة، إلا أن الرفض الرسمي يعتبر مهم غير أنه غير كافي في ضوء وجود خطة ترامب وخطة نتنياهو واليمين الإسرائيلي والتي تقوم على تعزيز الاستيطان وتفتيت الضفة الغربية وتقطيع أوصالها وتكريس الهيمنة الأمنية وكل هذه الإجراءات تحتاج إلى أن يناضل الفلسطينيين غير أنه لا توجد خطوات عملية ضد هذه الخطوات الاستعمارية".
واستكمل قائلاً: "حالة الرفض غير كافية يجب أن تكون هناك خطوات كفاحية ونضالية في الساحة الفلسطينية من أجل المواجهة، وهو غير موجود حالياً وما يجري يطرح سؤالاً اليوم بعد كل مخرجات المجلس الوطني واللجنة التنفيذية حول المقاومة الشعبية فأين هي المقاومة الشعبية اليوم".
وأشار إلى أنه ورغم أن هناك حالة ضعف عربي فهناك دول عربية محيطة بفلسطين تستشعر الخطر الكبير من صفقة القرن ومؤتمر البحرين حتى رغم ضعفها، فالأردن شاركت بتمثيل متدني وهي تدرك خطوة الصفقة ولا تريد أن تتحول لبرج حماية وقاطرة، بالإضافة إلى لبنان.
ولفت إلى أن مفهوم صفقة القرن ومؤتمر البحرين يستند إلى ذات المشروع الذي يمتلكه نتنياهو وهي السلام الاقتصادي، وعند توقيع اتفاق أوسلو وما تبعه ظهر مفهوم غزة أريحا وكان الحديث أن تتحول غزة لسنغافورة وهو ما لم يحدث.
وعن الخيارات التي تمتلكها السلطة، علق بالقول: "لا خيارات للسلطة فهي لا يمكن أن توافق على الصفقة بأي حال من الأحوال، والخيارات صعبة فهي بحاجة لخطوات قاسية للخروج من المسار الذي تسير فيه حالياً قيادة السلطة وحركة فتح".
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن السلطة الفلسطينية قادرة على الصمود والوقوف أمام المغريات التي تطرح عليها بالرغم من الأزمة المالية التي تعصف بها والناتجة عن عدم استقبالها لأموال المقاصة بفعل قرصنة الاحتلال لها.
وأضاف عوكل لـ "شبكة قدس" أن صمود السلطة مرتبط باتخاذها إجراءات عدة وبرامج متنوعة تمكنها من الصمود في وجه ما يحاك حالياً لتصفية القضية الفلسطينية سواء مع الشعب الفلسطيني أو بالشراكة مع القطاع الخاص والشتات.
وعن الموقف الفلسطيني الرسمي الرافض لصفقة القرن ومؤتمر البحرين تحدث قائلاً: "لو كان الموقف سيجهض هذا المؤتمر لكان الموقف الفلسطيني أجهض القرار الأميركي فيما يتعلق بالقدس وموضوع اللاجئين ولجعل الولايات المتحدة تتراجع عنه عقده".
واستطرد قائلاً: "هم يعرفون أن هناك غياب فلسطيني شامل وطبيعة المخطط الأمريكي والإسرائيلي يستند إلى آليات أحادية الجانب وحتى الآن إذا جاء موقف فلسطيني سيكون مواقف سيكون مرحباً به وإذا لم يأتي فهم لن يتوقفوا عن محاولاتهم.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر ينعقد حتى تكون له مخرجات مؤهلة للتنفيذ وليس بالضرورة أن يحتاج لموافقات فلسطينية، وعلى الأرض سيجري تنفيذ هذه المخططات وبعد ذلك الولايات المتحدة لديها مخطط تريد أن تنفذه، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الموقف الفلسطيني الشعبي والرسمي والفصائلي الرافض لصفقة القرن لم يعد فيه مجال للنقاش.
وتساءل قائلاً: "إذا كان الفلسطينيين يرفضون صفقة القرن وكل ما جاء فيه وهناك اتفاق على مناهضة الاستيطان فلماذا هم منقسمون وعلى ماذا مختلفون"، مشدداً في الوقت ذاته على أن الموقف الرافض إيجابي رغم وجود قصور في الفعل الشعبي والرسمي على الأرض.
ولفت عوكل إلى ضرورة اتخاذ عدة إجراءات أهمها انهاء الانقسام الداخلي والمواجهة الفلسطينية بين الفصائل كونها تفتت المواقف الشعبية، وتشكيل استراتيجية وطنية موحدة تتفق عليها الفصائل تساهم في الوقوف في وجه صفقة القرن وما سيخرج عن مؤتمر البحرين.