رام الله المحتلة – قدس الإخبارية: نعت فلسطين بحزن المؤرّخ والأكاديمي الفلسطينيّ، سميح حمّودة (59 عامًا)، الذي توفى اليوم السبت بعد صراع عدة شهور مع مرض السرطان.
حمّودة عمل حتى وفاته، أستاذًا للعلوم السياسيّة في جامعة بيرزيت، وعمل في السابق، مدير تحرير دورية "حوليات القدس"، التي كانت تصدرها "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" في رام الله، قبل توقفها في آب 2015، وله فيها عددٌ من الدراسات والمقالات والوثائق.
وأصدر حمودة عدد من الكتب والدراسات والمقالات، المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبالحركات الإسلامية وبتاريخ فلسطين في عهد الانتداب، نشرت في أكثر من مجلّة عربيّة.
وأشرف حمودة على تأسيس أرشيف بلدية رام الله وتنظيمه، وشارك في تأسيس وتنظيم الأرشيف الرقمي لكل من "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" في رام الله، وجامعة بير زيت.
ولحمودة عدد من الكتب، أبرزها "صوت من القدس: المجاهد داوود صالح الحسيني من خلال مذكراته وأوراقه" ضمن مشروع دراسة النخبة الفلسطينية، و"رام الله العثمانية "وهي دراسة في تاريخها الاجتماعي 1517-1918 وتتناول هذه الدراسة تاريخ رام الله العثمانية من القرن السادس عشر حتى نهاية الحكم العثماني في جنوب فلسطين (1917).
وحمودة من سكّان بيت لحم، درس العلوم السياسيّة والأنثروبولوجيا في بيت زيت وجامعة جنوب فلوريا، وعمل في جمعية الدراسات العربية بالقدس (1985-1992)، ومركز دراسات الإسلام والعالم في تامبا/فلوريدا (1993-1995)، بالإضافة إلى عمله محاضرًا في جامعة بيرزيت.
والدكتور سميح حمودة أحد مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي في الضفة المحتلة، سبق أن قضى خمس سنوات في السجون الأمريكية على خلفية مواقفه ودعمه للمقاومة الفلسطينية.
من جانبها، نعت الهيئة القيادية لأسرى الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال الدكتور سميح حمودة باعتباره أحد منظري الثورة والوعي.
وجاء في بيانها، "بحزن شديد تلقينا نبأ رحيلك وأنت المفكر والمنظر لفكر الشهداء، رحلت وتركت لنا ثقل القضية رحلت إلى دنيا الخالدين لتشكو للمصطفى حال أمتنا، لتخبر الشهداء أن دماءهم لم تذهب هدرا، لتخبر الشقاقي أن أبناءك اشلاءهم ما زالت ترسم خارطة الوطن، وما زالوا يحفرون الأرض نحو القدس، وأن صواريخهم ضرب قلب الكيان وأن تلاميذك في الأسر ما لانوا وما ضعفوا رغم طول السنين".
وأضاف البيان، "نعم رحلت ولكنك تركت لنا فكرا عصيا على الرحيل فكر الإيمان والوعي والثورة"، مشيراً إلى السنوات التي قضاها ظلماً في السجون الأمريكية على خلفية مواقفه ودعمه للمقاومة الفلسطينية، "دخلت السجن لدى دعاة الديموقراطية الأمريكان لتمضي سنين طويلة ليس إلا لخوفهم من فكركم الرافض لكل ظلم واستكبار"
وختم البيان، "سنبقى نذكرك وتذكرك ساحات وقاعات جامعة بيرزيت منظرا ومدافعا عن نهج الشهداء.. رحمك الله أيها المجاهد المجهول الذي لم يعرف عنك إلا القليل من أبناء شعبك".