غزة – خاص قدس الإخبارية: يعمل الشاب محمد سحويل بمشاركة زملائه المتطوعين على تجهيز وجبات الطعام لتوزيعها في أطباق أيادي العائلات مستورة الحال الممدودة لهم للحصول على وجبتها قبيل أذان المغرب خلال شهر رمضان.
ويجسد ذلك المشهد الذي جاء ضمن مبادرة " تكية فقراء غزة " التطوعية بإشراف فريق إغاثة فقراء غزة، أهم مظاهر التكافل الاجتماعي الغزاوي المتصاعد في شهر رمضان عبر سلسلة من المبادرات الفردية في قطاع غزة
ويقول الشاب سحويل منسق المبادرة لـ "شبكة قدس" إن المبادرة ليست حديثة تم تأسيسها قبل أربع سنوات كنشاط خيري دون مقابل لمجموعة شباب ينتشرون في كافة أحياء غزة لسد حاجة المعوزين في المناطق الحدودية النائية والأكثر تهميشا حيث يتركز نشاطها في منطقة رفح الجنوبية.
ويعتمد العشرون متطوع وهم أعضاء المبادرة في تمويلها على جمع التبرعات من أهل الخير والإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونشر المناشدات، لتوفير التكيات التي تتنوع ما بين لحوم، بازيلاء، بطاطس، العدس، الكباب.
ويوضح الشاب سحويل أن توزيع التكية منظم وليس عشوائي يتم عبر التنسيق مع المخاتير في المناطق المستهدفة لضمان حصول المحتاجين على حصصهم المستحقة في ظل سوء الأوضاع المعيشية لأهالي القطاع.
فك الغارمين
"فك الغارمين" هي مبادرة فردية أنشأها الكاتب فهمي شراب تقوم على تحرير من هم مسجونين على خلفية الذمم المالية لدي مراكز التوقيف الغزية، وأجهضت الديون آمالهم وليس بمقدورهم السداد.
فمنذ بداية رمضان لم يكل الكاتب شراب عن التنقل بين السجون كوسيط بين الدائن والمدينين وأهل الخير لسداد الأقساط المستحقة على كاهلهم، بمساعدة جهاز الشرطة بغزة الذي رحب بالمبادرة.
وعن الدافع الأبرز للمبادرة يقول شراب لـ "شبكة قدس" إنه كان يتجول بين الطرقات في غزة، صادفه طفل عرض عليه شراء حاجيات مقابل شيكل واحد وعندما سأله عن والده أخبره بأنه مسجون بسبب ما عليه من ديون لم يسددها الديون فيقوم بالعمل إنابة عنه، وإلى جانب ذلك تأثره بوفاة بعض أصدقائه قهرًا بعد خروجه من السجن بسبب الدين.
ويضيف: "من الواجب علينا كفلسطينيين مساندة بعضنا والتوحد أمام ما نمر به من أزمات خانقة نتيجة قطع الرواتب، الفقر، العقوبات المفروضة على القطاع، الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2006".
ويشير إلى أن غالبية من تم تحرروا هم أرباب أسر، كان من المحزن جدا أن يستمروا في التوقيف على أثر مبالغ مالية ما بين، 100 إلى 500 شيكل، حيث يجري التعاون مع أصحاب خير يقومون تمويل المبادرة لتبقى مستمرة.
ويحاول شراب من خلال المبادرة أن يضفي أجواء التسامح بين جميع الأطراف وإنهاء أي من الخلافات من باب إصلاح ذات البين في حال وجود أي مشاكل بين الدائن والمدين.
سفراء سنابل الخير
وفي خطوة لتحدي الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بتدمير عشرات الوحدات السكنية في قطاع غزة وشرد العائلات فحل عليها رمضان أليما محملا بالفقد والأسى، مدّ مجموعة من الشباب المتطوعين عبر مبادرة " سفراء سنابل الخير" أياديهم لمساعدة تلك العائلات بإزالة ركام منازلها يدويا دون الحاجة لأي من الآلات الحديدية معتمدين على جهدهم الفردي، كذلك إعادة ترميم مدرسة رقية وهي إحدى المدارس التي طالها القصف الإسرائيلي فأراد المتطوعين الحفاظ على استكمال المسيرة التعليمية بإزالة ما نالته من تدمير لإرجاعها مزينة كما السابق.
وتضم المبادرة 150 متطوعا اجتمعوا من مناطق متنوعة من غزة لهدف واحد العمل الخيري دون مقابل كمساهمة في إبقاء مدينتهم على قيد الحياة.
ويسعى فريق مبادرة سفراء سنابل الخير التي تعد جزء م مبادر "بادر ترتقي" العمل على كسوة بعض العائلات التي فقدت حاجياتها تحت الهدم لتعويضهم بملابس جديدة يستقبلون فيها عيد الفطر.
غاز الغارمين
"أملنا ألا ينام أحد من فقراء غزة جائع" بهذه الكلمات بدأ الشاب المتطوع أمين شاهي حديثه عن مبادرته "غاز الغارمين" في موسمها الثاني والتي أطلقها بهدف التخفيف عن العائلات الفقيرة عبأ تعبئة أنبوبة غاز الطهي التي يبلغ ثمنها قرابة 62 شيقل بما يعادل 18 دولارًا أمريكيًا لسد حاجتهم لأطول فتر مدة قد تصل لشهر.
ويقول شاهي لـ "شبكة قدس": "أنها جاءت له بالمصادفة عندما كان يتشارك وجبة السحور عند أحد العائلات فلم يجد لديهم غاز لطهي الطعام، فاستشعر قيمة وجوده بالمنزل وأن غيابه يشكل عائق كبير أمامهم وقد يحرمهم من تناول طعامهم".
ويؤكد على أن صفات الكرم متجلية بشكل كبير بين الغزيين رغم الظروف القاهرة التي يعيشوها، فمنذ أن أعلن عن مبادرته بدأت تتوافد الأيدي الخيرة للمساعدة وتوفير الأموال لسد رمق الأسر المتعففة الذين يجدون في هذه المبادرة متنفس لهم".
وعلى الرغم أن شهر رمضان المبارك في أوائل أيامه إلا أن المبادرة عملت على توفير قرابة الـ100 أنبوية لتلك الأسر.
ويعتمد أكثر من 80 في المائة من سكان قطاع غزة على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المؤسسات الدولية العاملة فيه، في الوقت الذي لا يزيد متوسط دخل الفرد اليومي عن دولارين أميركيين، إلى جانب وصول نسبة انعدام الأمن الغذائي إلى نحو 69 في المائة.