شبكة قدس الإخبارية

لا ثقافة بدون يافا

xuU5w
عبيدة سامي

يا وزير الثقافة مهلاً وعلى رسلك قليلاً فالشارع لم يفق بعد من صدمة الكرامة.. حينما هممت بكتابة هذه المقالة طالعت تصريحات وزير الثقافة عاطف أبو سيف مرات عدة لعلي أجد فيها ما يبرر تصريحاته غير أن حديثه عن يافا واستعداده للتنازل عنها في مقابلة إقامة دولة فلسطينية في الضفة وغزة هزني كثيرًا.

وهنا الرسالة الموجهة للوزير أبو سيف كيف للمثقف الذي يعلم أدق التفاصيل أن يهادن وكيف له أن يستعد للتفريط في شيء من وطنه السليب وهو يعلم أن عدوه لن يمنحه شيئاً فالتجربة التي قادتها السلطة التي تعتبر حكومته امتداد لاتفاق سياسي وقعته منظمة التحرير مع الاحتلال، وصلت لتطريق مسدود.

والسؤال المطروح هنا هل هذا الخطاب هو امتداد لخطاب الحكومة الفلسطينية والرئيس محمود عباس سابقاً بالحديث عن صفد وأنه لن يعود لها يوماً من الأيام أم أنها زلة لسان من الوزير المثقف صاحب الكلمات الرنانة والروايات المختلفة.

وبالإشارة للتصريح وزلة لسان أبو سيف فإن هذه الكلمات لا تقصد البتة أن توجه هجوماً له بقدر ما تريد أن تصحح المسار وتلفت الانتباه إلى خطورة الوصول للمزيد من الإنزلاق في الوقت الذي يسابق فيه الاحتلال الزمن هو والإدارة الأمريكية للإعلان عن صفقة القرن التي ما تركت السلطة ومسؤوليها منبراً إلا وأذنت فيه بمحاربتها للصفقة.

كان الأجدر أن يتم استغلال المنبر الإعلامي الأوروبي للحديث عن الشعب الفلسطيني وويلات ما يتعرض له والتي كان أخرها ما حصل في غزة بعيداً عن الشو الإعلامي الذي بات الكثير من المسؤولين الفلسطينيين يحاولون اكتسابه بالمقابلات مع الوسائل الأجنبية والدولية، إن سقطة كسقطة التنازل عن يافا تلميحاً أو تصريحاً تتطلب من الرجل الخروج والاعتذار للجمهور الفلسطيني.

رغم عدم ارتباط الاحتلال أو أي من مستوطنيه بأرضهم كثيراً إلا أنهم ما انبروا يصرحوا عن أحقيتهم المزعومة في هذه الأرض الفلسطينية التي يدركوا كثيراً أن ملكيتها تعود للشعب الفلسطيني، إلا أن بعض الخطايا التي يقع فيها المسؤولين الفلسطينيين باتت غير مبررة وتوحي بالكثير من الشك بشأن سلوكهم وفحوى هذه التصريحات والرسائل.