فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: ذكرت مصادر إعلامية، أن السعودية قدمت عددًا من المقترحات بشأن السلطة الفلسطينية وتحدثت عن صفقة القرن ودور الإدارة الأمريكية وكيفية التصرف عقب نقل السفارة للقدس.
وأوضحت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن اجتماع الوفد الوزاري العربي في عمّان، تضمن مقترحات لوزراء عرب، من بينهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي قدم مقترحًا لحل السلطة وتحميل "إسرائيل" المسؤولية عن كل شيء، تحت شعار "التفكير خارج الصندوق، والتفكير الديناميكي".
وقال الجبير خلال الاجتماع: "نعم نتحرك في الأمم المتحدة ونحتج ونستنكر ولكن ما البدائل؟ هل حل السلطة الوطنية الفلسطينية هو خيار مطروح؟ وترك إسرائيل مسؤولة عن التعليم والصحة والخدمات... إلخ. هل حل الدولة الواحدة مطروح؟ بحيث نقول "استلمي المسؤولية يا إسرائيل"
.وأضاف أن قطع العلاقات مع أميركا غير وارد، الاحتجاج ليس له أثر، قد نعزل أميركا ولكن في النهاية لن يعدل ترامب عن قراره. يمكن أن نعمل على موضوع غواتيمالا اقتصاديًا بعد نقلها لسفارتها. ماذا يوجد لدينا غير الاحتجاج؟ نحن بحاجة «To Think out of the box» (التفكير من خارج الصندوق) والتفكير في شيء «Dramatic» (دراماتيكي) مثل حل السلطة الفلسطينية وعمل صدمة بحيث يأتي الناس ويقولوا وين رايح؟ نستطيع تغطية عجز الأونروا ولكن التحرك بسرعة في مصلحة أميركا: هي العرب دفعوا ووفرت على نفسي.
في سياق آخر، قال رئيس مكتب تمثيل المملكة الأردنية الهاشمية في رام الله، خالد الشوابكة، حول العلاقات السعودية ــــ الفلسطينية، إنه «خلال حفل العشاء مساء أمس الإثنين الموافق لـ 25/ 12/ 2017 تحدثت مع المستشار الدبلوماسي للرئيس محمود عباس مجدي الخالدي، وعلمت منه تفاصيل حول زيارة عباس للسعودية".
ووفقًا لشوابكة، فإن اللقاء الأخير بين عباس، ومحمد بن سلمان كان لطيفاً وأفضل من اللقاء الأول الذي سبق مؤتمر اسطنبول. وفيه أعلن بن سلمان، الرئيس عباس بأن الأميركيين مستعدون لمنح الفلسطينيين الأرض التي يعيشون عليها وستكون لهم، والمطلوب من السعودية ودول عربية أخرى توفير الدعم المالي لدعم الفلسطينيين وإنشاء مشاريع في أراضي الضفة الغربية ستؤدي إلى ازدهار اقتصادي وتوسع في مناطق (C , B).
كما أخبر بن سلمان، عباس، بأن "السعودية ستدعم السلطة بمبالغ تتجاوز 4 مليارات دولار مبدئياً، لكن عباس شرح لبن سلمان الوضع القائم، وأنه لن يستطيع تقديم أي تنازلات في ما يتعلق بالمستوطنات وحلّ الدولتين والقدس، وأن لديهم تأكيدات بأن الأميركيين لن يقدموا أي مقترحات جدية (مكتوبة) لعرضها، بل سيتبعون التكتيك نفسه الذي طُبّق سابقاً (وعد بلفور)، وأن أي ضغوطات من أي جهة ستدفع السلطة إلى حل مؤسساتها وتحميل إسرائیل مسؤولية إدارة الأوضاع في الأراضي المحتلة.
ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن الشوابكة في تقريره للخارجية، أنه تم العرض على الرئيس الفلسطيني بعض الأشياء التي رفض الحديث عنها ولكنها أزعجته. تم عرض عشرة مليارات دولار لتحسين الوضع الداخلي في أراضي الضفة، وترتيب وضع اللاجئين وتوطينهم، وستقوم السعودية بتحسين أوضاعهم المستقبلية، .سفارة لدولة فلسطين في أبوديس، ودعم غير محدود مالي وسياسي بعد اتخاذ القرار.
وبحسب معلومات حصلت عليها «الأخبار»، فإن ابن سلمان أبلغ عباس في هذا اللقاء تفاصيل «صفقة القرن»، طالباً منه قبولها والسير بها. ووفقاً للمعلومات، فإن «ابن سلمان سأل عباس ما هي ميزانية حاشيتك سنوياً، فردّ عباس لست أميراً ليكون لدي حاشية، فأوضح ابن سلمان: كم تحتاج السلطة ووزراؤها وموظفوها من مال؟»، فأجاب عباس: «مليار دولار»، فردّ ابن سلمان: «سأعطيك 10 مليارات دولار لعشر سنوات إذا وافقت على الصفقة». إلا أن «أبو مازن» اعترض على الطرح، معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى نهاية حياته السياسية.
ونقل الشوابكة عن الخالدي قوله إن السلطة لا تعوّل على لقاء وزراء الخارجية المزمع عقده في عمان قريباً، لأن وجود الإمارات العربية ضمن المجموعة يؤكد بلا شك أن الاجتماع لن يخرج بأي نتائج إيجابية (مبادرة ولدت ميتة)، وعباس أكد مرتين أن القدس والمقدسات مسؤولية أردنية هاشمية وأن الذي سيدفع الثمن الأردن وفلسطين.
وبحسب التقرير الأردني، فإن الجانب الأميركي أقنع محمد بن سلمان بأن هبّة القدس (بعد إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الإحتلال) لن تستمر أكثر من شهر، وسيعود الوضع إلى ما كان عليه سابقاً، وسيتم تجاوزه بسهولة، خصوصاً إذا تناست الأردن ومصر ما جرى، حيث إن الدول العربية غير مهتمة كثيراً بموضوع القدس، وكذلك الدول الإسلامية الأخرى.