بيرزيت المحتلة- قُدس الإخبارية: أقدمت الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت، اليوم الأربعاء، على طرد شركات من يوم التوظيف السنوي بالجامعة بتهمة "التطبيع" مع الاحتلال.
ووفقًا للحركة الطلابية وحركة مقاطعة إسرائيل "bds"، فإن مركز التطوير التكنولوجي "روابي تِك هَب"، (،(Rawabi Tech Hub وشركة "عسل"، القائمة في مدينة روابي، وشركة "إكسولت" (Exalt) وغيرهم تتعامل مع شركات إسرائيلية متورطة في جرائم الاحتلال.
وبادر طلبة من الوحدة الطلابية، بطرد الشركات المطبعة الموجودة في جامعة بيرزيت للمشاركة في سباق بالتزامن مع يوم التوظيف، واعتبروا وجودها مرفوضًا بشكلٍ كامل. وأيدت الكتلة الإسلامية موقف اليسار الطلابي لاحقًا.
وتتعاقد الشركة الإسرائيلية-الأمريكيّة، "ميلانوكس، ((Mellanox، على سبيل المثال، مع شركاتٍ فلسطينية كشركة "عسل" التكنولوجية، التي يملكها بشار المصري، وتعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الأدمغة الفلسطينية في تنفيذ برمجياتها. في 2016، نقلت شركة ميلانوكس فريقها من المبرمجين الفلسطينيين إلى روابي، [3] وجاء ذلك بعد لقاء بين الرئيس التنفيذي لـ "ميلانوكس" والمصري بضيافة وزير خارجية الولايات المتحدة في حينه جون كيري. تُشرف على هذه الشركة الضخمة نخبةٌ من مهندسي ومطوّري البرمجيات الذين خدموا في وحدة الاستخبارات التقنية (Technical Intelligence Unit)، وفريق البحث والتطوير (R&D Team)، التابعيْن لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كما يعدّ جيش الاحتلال أكبر زبائن شركة "ميلانوكس".
وأدانت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، وبشدّة، التطبيع الخطير لبعض شركات التكنولوجيا الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي وشركاته وتدعو لمقاطعتها حتى تنهي هذا التطبيع.
ودعت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل"، قيادة حركة المقاطعة (BDS)، كافة أطياف شعبنا إلى التصدّي للمشاريع والشركات التطبيعية التي تحاول جرّ قطاعاتٍ شبابيةٍ في القطاع التكنولوجي إلى مستنقع التطبيع.
وطالب بمقاطعة الشركات التكنولوجية الفلسطينية المتورّطة في التطبيع والضغط لسحب تراخيصها، وإنهاء تواجد شركات إسرائيلية، كـ "فريتوس"، في سوق العمل الفلسطيني، إضافة إلى إنهاء التعامل مع الشركات الإسرائيلية والدولية المتورطة في جرائم الاحتلال والأبارتهايد الإسرائيلي.
واعتبرت أن العلاقات التطبيعية للشركات، تثبت مدى تورّط هذه الشركات الفلسطينية القليلة، ولكن المؤثرة، في مشاريع "السلام الاقتصادي" الذي يعدّ جزءاً لا يتجزأ مما يسمى بـ"صفقة القرن" الأمريكية-الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا غير القابلة للتصرف.
يُشار إلى أن شركات تكنولوجيا المعلومات الفلسطينية، تتفاوت تبعتيتها، وتختلف طبيعة علاقاتها القسرية أو الطوعية، أيّ التطبيعية، مع البنية التكنولوجية الإسرائيلية الاستعمارية، سواءً في قطاع تزويد الاتصالات وخدمات الإنترنت، أو توريد المعدّات، ولكنّ أخطرها اليوم هي شركات البرمجيات التطبيقية القائمة على مبدأ التعهيد، أو الـ (outsourcing). وتستند هذه الشركات إلى بيع ساعات عملٍ، بأيدي مبرمجين فلسطينيين وبرواتب زهيدةٍ نسبياً، إلى السوق الإسرائيلي والعالمي، دون تقديم أيّ قيمةٍ مضافةٍ لتنمية الاقتصاد الفلسطيني.
تبرز في المستوى الأول في قطاع البرمجيات التطبيقية شركاتٌ فلسطينية، أبرزها مركز التطوير "روابي تك هب"، (Rawabi Tech Hub)، التي تضمّ مجموعةً من الشركات والمبادرات، منها شركة عسل. وفي مقابلةٍ له مع صحيفة (Times of Israel) الإسرائيلية، يقول بشار المصريّ إنّ القرب من "أمّة الشركات الناشئة" (Start-up Nation) إسرائيل هو الميزة الأكبر لروابي تك هب؛ أيّ بمعنى أنّ ميزتنا الكبرى، كفلسطينيين، في نظره هي رزوحنا تحت الاستعمار والاحتلال الإسرائيلي.
وفي المستوى الثاني، تبرز شركاتٌ إسرائيليةٌ تعمل في الأراضي المحتلّة عام 1967، مثل شركة "فريتوس"، والتي لديها مكتبان، في القدس ورام الله المحتلّتيْن، أشرف مديرها التكنولوجي فريد قدّورة على نحو 70 موظفاً بقسم البحث والتطوير، حسب وكالة "رويترز" العالميّة في عام 2017. [5] وتنظّم شركة "فريتوس" رحلات عملٍ "ترفيهية" تطبيعية بين موظفين فلسطينيين وإسرائيليين، [6] فضلاً عن ورشاتٍ مهنيّةٍ في الجامعات الفلسطينية. [7]
ووفقاً لوكالة رويترز، تتعاون شركة "فريتوس" الإسرائيلية مع صندوق "صدارة فينتشر" التطبيعي بامتياز، والذي يملكه الفلسطيني سعيد ناشف والإسرائيلي يادين كاوفمان. وتقوم "صدارة فينتشر"، والتي تشرف على عدد من الشركات الناشئة مثل "يا مسافر"، و"ويب طيب" وغيرها، بمشاريع تطبيعية عدة تشرك فيها الطاقم العامل لديها. [8] وعلاوة على ذلك، تحارب "صدارة فينتشر" والقائمون عليها جهود حركة المقاطعة (BDS) العالمية، إذ طرحت نفسها بديلاً لسحب الاستثمارات من الشركات المتورّطة في انتهاكات الاحتلال في العامين 2012 و2013، مما يجعلها متورطةً في خدمة الحرب الإسرائيلية ضد حركة المقاطعة.