شبكة قدس الإخبارية

"مفهوم المقاومة".. محاولة لإعادة الاعتبار في ندوة

سجود جعبري

كانت خطواتي مثقلة في الطريق لتغطية هذا الحدث، وأنا أهذي مع ذاتي هل أصبحت الندوات والمؤتمرات هي الوسيلة الوحيدة لإبقائنا على يقظة تجاه محاولات تغييب المقاومة، هل هي أكثر ما يمكننا فعله؟

المؤتمر المعنوّن "بإعادة الاعتبار لمفهوم المقاومة" عبرت عن جدواه مي الجيوسي من مؤسسة مواطن بقولها إن الكيان السياسي الفلسطيني دخل في سياق تفاوضي مع دولة الاحتلال، فجاءت هذه الندوة لإعادة الاعتبار لتاريخنا النضالي، وخلق النقاش من أجل إيجاد الحلول المناسبة للوضع الفلسطيني الراهن، وتأتي في الوقت الذي فيه محاولات لتسخيف لمصطلح المقاومة.

جاءت الجلسة الأولى في مقام الحديث عن تجارب المقاومة في الواقع الفلسطيني، وتجارب مستوحاة من تجارب استعمارية أخرى؛ فطرح جمال حويل النائب في المجلس التشريعي تجربة مخيم جنين في الانتفاضة، فهي كما اعتبرها ليست أسطورة إنما تجربة قابلة للتكرار بالإرادة والوحدة. مشيرا إلى مصطلح المقاومة الذي لا ينحصر فقط في حمل البندقية فالمقاومة هي مقاومة شاملة.

وفي مداخلة نعيم جناح المناضل ضد الأبارتهايد في جنوب افريقيا، استحضر تجربة بلاده مع الاستعمار، وقال بالتشابه الكبير بين تجربة فلسطين وتجربة جنوب إفريقيا، وتحدث عن حركة الوعي الأسود؛ وهي محاولة السيطرة على الفلسطيني من خلال وعيه.

وفي الجلسة الثانية عُرضت الدراسة البحثية لعلاء العزة أستاذ الانثروبولوجيا في جامعة بيرزيت، وليندا طبر الباحثة في مركز دراسات التنمية، قدمت الدراسة موضوع المقاومة الشعبية في فلسطين قراءة نقدية وآفاق المستقبل، عرضت طبر المقدمة النظرية للدراسة وهي أن الدراسة قائمة على شعب يعيش الاستعمار الاستيطاني"استبدال السكان الأصليين"، اعتمدت الدراسة على نظرية فرانس فانون (طبيب وفيلسوف اجتماعي عرف بنضاله ضد التمييز والعنصرية). أكدت طبر خلال حديثها أنه في أي حركة تحرر وطني بجب توفر عدد من الشروط حتى تتحول لحركة انعتاقية وهي: الوعي السياسي التحرري، و البيئة التنظيمية لهذا الوعي، وأخيرا انتقال هذا الوعي لممارسة يومية.

yh

 وتحدث علاء العزة عن مرحلة أوسلو، فبعد اتفاقية أوسلو تم تشظية الشعب الفلسطيني وتشظية أخرى جغرافية في أراضي67؛ من خلال إغلاق الحواجز الذي يشكل تشظية اجتماعية. بحسب العزة خلقت اتفاقية أوسلو شيئاً من النظام المغلق الذي من الصعب خرقه. لينتقل لمرحلة الانتفاضة الثانية التي حضرت فيها الرغبة عند الناس في التضحية وتحمل المسؤولية، ولكنها لم تتحول لفاعل؛ فهي بيئة حاضنة وليست بيئة فاعلة.

وأنهى علاء حديثه بالتطرق لتجربة الحراك الشبابي الفلسطيني الذي جاء بالتزامن مع الحراكات في الوطن العربي، هذه التشكيلات الاجتماعية التي حاولت إعادة تسييس الحالة الفلسطينية، مثل (شباب ضد الانقسام، وفلسطينيون من أجل الكرامة، وغيرها)، ولكن أكد على أن الإشكالية في هذه النشاطات هو غياب الاستمرارية، واعتبر تجربة باب الشمس هي من أهم التجارب التي تذكر في هذا السياق.