فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: تشن إدارة سجون الاحتلال، هجمة مسعورة تجاه الأسرى في السجون، حيث تواصل فرض عقوبات عليهم إضافة إلى اقتحام قوات القمع لعدد من الأقسام في سجن النقب الصحراوي وهي (3،5،7) وإجراء تفتيشات غير مسبوقة.
ويستخدم الاحتلال ولأول مرة طائرة مروحية تتابع وتصور عملية الاقتحام لقسم 7، والذى جرى بمشاركة وحدتي "ديروم و كيتر" الخاصة، وعشرات من عناصر شرطة السجن، كما جرى الاقتحام والتفتيش والتنكيل بوجود الأسرى داخل القسم، وليس خارجه كما يجرى في كل عمليات التفتيش.
وأبقت إدارة السجن على الأسرى في قسم 7 خلال التفتيش، من أجل استفزازهم وتحطيم أغراضهم تحت أعينهم، وتهدديهم بمزيد من الاقتحام بين الفينة والاخرى، في محاولة لدفعهم لرد الاستفزاز لخلق مبرر للاعتداء عليهم بشكل همجي، إلا أن الأسرى فوتوا الفرصة على الإدارة لتنفيذ هذا الأمر.
وانتهى الاحتلال من تركيب (7) أجهزة تشويش في قسم (3)، كذلك بتركيب (8) أجهزة كبيرة في قسم (٤)، تعتلى أقسام الأسرى، ويصدر عن هذه الأجهزة إشعاعات قوية، وأثرت على بث الراديو والتلفزيون وأدت إلى انقطاعها بشكل كامل تقريباً، إضافة إلى شعور العشرات من الأسرى بصداع وآلام في الرأس.
وأعلن الأسرى البدء بتصعيد تدريجي ضد إجراءات الاحتلال، مشيرا إلى أنهم كانوا أوقفوا التمثيل الاعتقالي "حل التنظيم" في أقسام (٣,٤,٥)، وتوقفت لجنة النظافة عن العمل، الأمر الذي أدى إلى تكدس القاذورات في الأقسام وترفض الإدارة إزالتها، ويدرس الأسرى خطوات أخرى للرد على جرائم الاحتلال بحقهم، مع تضامن كامل من كافة السجون.
الحركة الأسيرة: ذاهبون للمواجهة
أكدت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، أن الأسرى ذاهبون حتى النهاية في مواجهة أجهزة التشويش التي ينوي الاحتلال تركيبها بالسجون، منبهة إلى أن الاحتلال "يريد حرقنا وقتلنا من خلالها ولو كلفنا ذلك كل الأثمان".
ولفتت الحركة في بيان صحفي مساء اليوم أن الأمور قد تصل في أي لحظة من اللحظات القادمة داخل سجن النقب لأن يرتقي منه الشهداء، وسيتحول المشهد إلى ساحة مواجهة ومعركة حقيقية يتصدى بها الصدر العاري المليء بالإيمان والتحدي أمام بنادق القتل والإجرام.
وقالت إن "تهديد دولة الاحتلال لنا بالضرب بيد من حديد لا يُخيفنا وإن يدهم الحديدية ستقابلها نفوس وهمم بعزم الجبال وصلابة الفولاذ، وإن الطرق عليه سيزيده متانة وقوة ومنعة وسيرى العدو من ثباتنا أن تهديده لا يخيفنا ولا يثنينا عن رفضنا لجبروته".
ونبهت الحركة الأسيرة أبناء الشعب الفلسطيني إلى أن الاحتلال قد يفتعل أحداثا يبرر بها لنفسه فيما بعد أن "يقتلنا داخل أقسامنا وغرفنا، ووعليه فإن فصائل المقاومة وأذرعها الفاعلة تقع على عاتقهم المسؤولية الوطنية والأخلاقية بأن تخرج بكلمة فصل في هذه المواجهة".
وشددت الحركة الأسيرة على أن أن الفلسطينيين يمر في لحظات حرجة من تاريخ الحركة الأسيرة لم يسبق لها مثيل منذ عشرات السنوات، موضحة أن الأسرى يتعرضون لهجمة كبيرة منظمة وممنهجة من قبل دولة الاحتلال وكان آخر فصولها تركيب أجهزة تشويش خطيرة ومسرطنة وتمنع التقاط موجات الراديو والتلفاز وتسبب الصداع للأسرى.
وجدد الأسرى في سجون الاحتلال تأكيدهم على أنهم لن يقبلوا سياسة القتل البطيء، مضيفين "إن كان بدٌ من الموت فسنموت على طريقتنا التي يهواها الأحرار". "يمارس الاحتلال بحقنا كل أشكال الإجرام والتنكيل ومنها حرمان آلاف الأسرى من زيارة أهاليهم منذ سنوات، في مخالفة واضحة لكل القوانين الدولية والأعراف البشرية".
ونبه الأسرى إلى أنه على أثر هذه الهجمة والتي كانت ذروتها تركيب أجهزة التشويش المسرطنة التي ينوي الاحتلال تعميمها على كافة أقسام السجون بعد أن بدأت دولة الاحتلال بها كتجربة في قسم 4 في سجن النقب وفي قسم 1 في سجن ريمون.
ووجه الأسرى رسالة لكل قوى الشعب الفلسطيني برص الصفوف والوحدة الفورية حول قضيتنا نحن الأسرى وكذلك المسجد الأقصى.
وخاطبوا الفصائل قائلين "الخلافات في هذه المرحلة الحساسة يجب أن يتم وضعها جانبا"، داعين الشعب الفلسطيني لأكبر حراك جماهيري لكل ساحات العمل في الضفة وغزة والقدس والأرض المحتلة عام 1948 والشتات.
ودعا الأسرى الدبلوماسية الخارجية الرسمية وغير الرسمية بتنظيم وقفات في دول الاتحاد الأوروبي والدول التي تعد نفسها مناصرة لقضايا حقوق الإنسان، أن تكون هذه الوقفات أمام سفارات دولة الاحتلال.
وقالوا "لا يُعقل أن تنتمي دولة الاحتلال لهذا النادي من هذه الدول وتتصرف كأنها في العصور الوسطى مع الأسرى الفلسطينيون في سجونها".
كما وجهوا رسالة رسالة لمجلس حقوق الإنسان المنعقد في الأمم المتحدة قائلين "نحن آدميون خلقنا الله أحرارا، نحن أحد نتائج ومخرجات هذا الاحتلال المجرم وعليكم أن تتحملوا مسؤولياتكم تجاهنا إلى أن ينجلي هذا الاحتلال عن كل أرضنا المحتلة".